نعتقد جميعاً أننا نعرف أعراض الاكتئاب، مثل الحزن والإنطواء والبكاء وفقدان الاهتمام بالهوايات والأنشطة، وهي علامات نموذجية للحالة يمكن للكثيرين التعرف إليها، ولكن هناك ثلاث علامات مثيرة للدهشة يجب أن نكون على دراية بها كي نهرع لمساعدة من نحب قبل فوات الأوان.
ربما يعتقد البعض أن الاكتئاب أمر تافه أو حالة مؤقتة ما تلبث أن تزول، ولكنها في الواقع حالة خطيرة تؤثر في حوالي واحد بين كل عشرة أشخاص على مدار حياتهم. فالاكتئاب يؤثر في جميع الأجناس والأعمار، بما في ذلك الأطفال، ويمكن أن يظهر بشكل مختلف قليلاً من شخص لآخر.
إذا ما تركنا الاكتئاب من دون علاج أو دواء، يمكن أن يخرج عن السيطرة. ولكن بالدعم المناسب يتعافى معظم الناس تماماً.
في حديثها إلى وسائل الإعلام، تشير الدكتورة رينا باجاج، الأخصائية النفسية والاستشارية ومؤلفة كتاب «The Magic in Me»، إلى بعض الأعراض الأقل وضوحاً والتي قد تساعدك على اكتشاف حالة الاكتئاب لدى أحد أفراد أسرتك ومحبيك.
زيادة الإنتاجية دليل على الاكتئاب.. أحياناً
أنت بالطبع تشعر بالدهشة الآن وتكاد لا تصدق، إذ بينما يرتبط الاكتئاب عموماً بانخفاض الحافز والإنتاجية فقد يعاني بعض الأشخاص تأثيراً عكسياً. تقول الدكتورة رينا "قد يلقون بأنفسهم في العمل أو المشاريع أو الأنشطة الأخرى كوسيلة لإلهاء أنفسهم عن آلامهم العاطفية الكامنة. وهذا التركيز المفرط على الإنجاز يمكن أن يكون وسيلة هروب مؤقتة من الأفكار والعواطف السلبية".
لذلك من المهم للغاية الانتباه فيما إذا كانت هذه الإنتاجية مدفوعة بالوفاء الحقيقي لما يفعله الشخص أو أنها طريقة لتجنب معالجة المشاكل الأساسية التي يعانيها بصمت. شجع من تحب على الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة، حفزه على ممارسة أنشطة متنوعة في الحياة والانخراط في حياة اجتماعية بعيداً عن العمل، وشاركه اهتماماته.
الدعابات غير اللائقة.. دليل آخر على الاكتئاب
يستخدم الكثيرون الفكاهة والظرافة كآلية دفاع للتعامل مع المواقف العصيبة والصعبة. ومع ذلك، فإن الانخراط في المزاح «المفرط» والسخرية غالباً ما تكون وسيلة يعتمدها الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب للانحراف بعيداً عن مشاعرهم الحقيقية.
قد يكون من الصعب التفريق بين الدعابة الحقيقية والصراخ الضمني طلباً للمساعدة، لذلك من المهم ملاحظة الأنماط والتغييرات في سلوكيات هؤلاء الأشخاص. وإذا ما كنت تشك في أن شخصاً مقرباً منك يستخدم الدعابة لإخفاء اكتئابه، عليك أن تعبر بلطف عن قلقك ووفر له مساحة آمنة للانفتاح.
حساسية غير عادية تجاه النقد
بينما يميل الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى إنكار الذات، فإنهم يكونون أيضا أكثر حساسية تجاه النقد من الآخرين. كما أنهم قد يتفاعلون بقوة مع ما يعتقدون أنه نقد موجه إليهم، حتى لو كان نقداً بناء أو بحسن نية. ويمكن أن تنبع هذه الحساسية من زيادة الشك في نفسه والتصور السلبي عن الذات.
من المهم أن تكون على دراية بكيفية تقديم الملاحظات إلى هذا الشخص وتقديم الدعم والتفهم عندما يعبر عن شعوره بالأذى من النقد.
أعراض شائعة أخرى للاكتئاب يجب البحث عنها
هناك العديد من الأعراض الأخرى التي تدلنا على معاناة الشخص الاكتئاب، ومن خلالها نعرف أن هناك احتمالية متزايدة على وجود الاكتئاب.
نستعرض فيما يلي بعض هذه الأعراض:
كيف تساعد من تحب الذي يعاني الاكتئاب؟
يصعب أحياناً معرفة كيفية مساعدة شخص تحبه يعاني الاكتئاب، خاصة إذا لم تكن قد اختبرت هذه الحالة بنفسك.
إذا كنت تعتقد أن شخصاً ما تعرفه وتحبه يعاني مزاجاً متدنياً، فحاول التحدث إليه حول هذا الموضوع، ولكن من المهم التعامل مع هذه المحادثة بحساسية وتعاطف.
فيما يلي بعض النصائح المفيدة لتقديم أفضل دعم لشخص يعاني الاكتئاب:
1- إنشاء مساحة آمنة
من الضروري أن تتأكد من صحة مشاعر وتجارب من تحب، حتى يشعر ويفهم ما يجري ويتأكد أنه ليس بمفرده. شجعه على إجراء حوار مفتوح واجعله يعرف أنك موجود للاستماع دون حكم أو نقد.
2- ثقف نفسك
يمكنك قراءة المزيد من المعلومات عن الاكتئاب كي تفهم بشكل أفضل ما يمر به شخص عزيز عليك. إذ يمكن أن تساعدك هذه المعرفة الجيدة في تقديم دعم مستنير وتقليل «وصمة العار» التي يمكن أن يشعر بها هذا الشخص. بإمكانك البحث في الإنترنت أو لدى المؤسسات المعنية عن الموارد التعليمية الجيدة حول الاكتئاب.
3- شجع طلب المساعدة المهنية
حاول أن تقنع هذا الشخص بالحصول على مساعدة مهنية من متخصص في الصحة العقلية، إذا ما شعروا بالرضا عن ذلك. ولتسهيل الأمر على من تحب، اعرض المساعدة في العثور على المتخصص أو تحديد المواعيد أو مرافقته في جلسات العلاج إذا لزم الأمر.
4- دعم العادات الصحية والاستشفائية
شجع من تحب على الانخراط في الأنشطة التي عادة ما يستمتع بها، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحرص على الرعاية الذاتية. يمكنك حتى عرض المشاركة في هذه الأنشطة لمنحه المزيد من الدعم.
5- البقاء على اتصال
تأكد من البقاء على اتصال دائم ومنتظم، حتى لو كان عن بعد. اعرض عليه حضورك ودعمك، وذكره بذلك.
