05 أكتوبر 2023

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي

محررة في مجلة كل الأسرة

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي

تلعب العلاجات التكميلية دوراً مهماً في علاج مرضى سرطان الثدي لمساهمتها في تعزيز الدعم النفسي وتقليل الأعراض الجانبية المرتبطة بالعلاج التقليدي ومساعدة المرضى على مواجهة التحديات التي يمكن أن يواجهوها خلال فترة العلاج.

تشمل هذه العلاجات التدخلات النفسية، كالاسترخاء والتأمل والتدليك، اتباع أنظمة غذائية محددة، وممارسة الرياضة بانتظام، وعلاجات أخرى كالحجامة والأعشاب الطبية التي تساهم في تعزيز جهاز المناعة وتخفف الألم وتحسن المزاج.

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي
د. هيمن النحال

يوضح الدكتور هيمن النحال، أخصائي الطب التكميلي والعلاج بالحجامة مؤسس ومدير مركز الشارقة العالمي للطب الشمولي، أهمية التمييز بين مصطلحي العلاج التكميلي والعلاج البديل، ويبين الغرض من اتباعه «يعد العلاج بالحجامة، والإبر الصينية، والعلاج بتقويم الهيكل العظمي، والطب اليوناني والطب الهندي وغيرها من العلاجات الأخرى، علاجات مكملة لعملية الاستشفاء، ولا يمكن وصفها بأي حال من الأحوال على أنها علاجات بديلة، على أن يتم الاستعانة بها بعد دراسة الحالة وتقييمها من قبل الطبيب المختص».

أما عن أفضل العلاجات التكميلية في علاج أورام الثدي والفترة المناسبة للبدء بها، يكشف «تعتبر الحجامة من أفضل العلاجات التكميلية للأورام بصفة عامة ومريضات سرطان الثدي بشكل خاص، نتيجة قدرتها على رفع نسبة الأوكسجين وبالتالي تحسن معدلات الأيض والامتصاص وعمليات الهضم داخل الخلايا بصفة عامة، بالإضافة إلى قدرتها على تحسين الحالة المزاجية السيئة التي يعانيها مرضى الأورام. فقد وجد أن الطب التكميلي، والحجامة بشكل خاص، يساعد على تحسين المزاج النفسي والعصبي للمرضى نتيجة زيادة هرمونات السعادة التي تمنحهم راحة نفسية وارتخاء خاصة إذا صاحب الضغط النفسي تشنجات عضلية متفرقة».

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي

وعن إمكانية اتباع جميع مريضات أورام الثدي هذا النوع من العلاج، يشير د. النحال «لا يخفى خطورة اتباع العلاج التكميلي بالحجامة مع بعض الحالات، لكن في الغالب يسمح بإجرائها بعد أن يتم دراسة كل حالة وتقييمها، فهي تساعد على رفع المناعة بعد الانتهاء من تناول الأدوية والعلاج الإشعاعي بعد استئصال الورم شريطة إجرائها بالشكل الصحيح». أما عن تأثير أماكن إجراء الحجامة في الجسم وفاعليته على المرض، فيكشف «بحسب نظرية الحجامة الجديدة ونظرية الأعصاب الشوكية، تعد منطقة الأعصاب الشوكية الموجودة على جانبي العمود الفقري هي المسؤولة عن تغذية جميع الأعضاء الداخلية، لذلك تعد الفقرات الرقبية السابعة وما تحتها من نقاط على العمود الفقري ولوح الكتف من الداخل ومناطق الكبد والبنكرياس والطحال وجميع المناطق الخلفية من الظهر من أفضل مواضع استخدامها لعلاج أورام الثدي والتي تزداد بحسب الأعراض المصاحبة لكل حالة من الحالات».

أما بخصوص فائدة استخدام الحجامة كطريقة للوقاية من الإصابة بمرض سرطان الثدي، ينصح أخصائي الطب التكميلي «يعمل الطب التكميلي كعلاج وقائي من الإصابة بسرطان الثدي، فهو يمنح الجسم المناعة ويحسن من دوران الدم ويقلل من نسبة الشوارد الحرة وبالتالي فهو بطريقة غير مباشرة يساعد على الوقاية من الأمراض بصورة عامة وخاصة للأشخاص الذين يواظبون على إجرائها بطريقة منتظمة مرتين في العام».

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي
د.نور الصايغ

زيادة الوزن تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي

من جهتها، ترصد الدكتورة نور الصايغ، أخصائية التغذية في مستشفى الإمارات التخصصي، دور الغذاء كأحد العلاجات التكميلية لمريضات سرطان الثدي، وتبين أهم خصائصه «كشف العديد من الدراسات أن النظام الغذائي الذي يحتوي على تنوع غني «خضار ورقية ملونة وفواكه» يقلل نسبة الإصابة بسرطان الثدي بـ 15%، لاحتوائها على مواد مضادة للأكسدة، مثل البيتاكاروتين ومجموعة مركبات الفلافونويد العضوية التي تحارب الخلايا السرطانية، لذلك دائماً ما ينصح أخصائي التغذية بتناول 7 إلى 9 حصص من الخضار والفواكه يومياً». أما عن أفضل أنواع الخضار والفواكه التي تحارب سرطان الثدي، تبين «تعد الخضار الورقية باللون الأخضر الغامق مثل الفلفل الأخضر، والبقدونس، والجرجير، والبقلة، والنعناع، والخضار التي تميل للون الأحمر مثل الفلفل الأحمر، والباذنجان، والطماطم، والفواكه الحمضية كالبرتقال، والكيوي، والجزر، والبروكلي والملفوف والبصل بجميع أصنافه، هي مواد مضادة للأكسدة».

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي

كما تلفت د. الصائغ إلى أهمية احتواء الغذاء اليومي على نسبة تتراوح ما بين 30 إلى 35 جراماً من الألياف الغذائية التي «يمكن أن نجدها في البقوليات كالعدس، والحمص، والفاصولياء، والبازلاء، وحبوب القمح الكاملة للتخفيف من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، وذلك لدورها في تخليص الجسم من السموم وتنظيم عملية الإخراج التي تشكل خطراً على الصحة، واستبدال الدهون الضارة بالنافعة مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات النيئة وبذور الكتان واليقطين وبذور دوار الشمس، والتركيز على الأوميجا 3 الموجود في سمك السالمون. كما يساعد البروتين الصحي الموجود في الأسماك الدهنية كالتونا والسالمون على تعزيز المناعة ضد المرض. ومن المصدر النباتي هناك البقوليات والمكسرات، كما بينت الدراسات قدرة الكركم على الحد من الإصابة بسرطان الثدي لاحتوائه على خصائص مضادة للالتهابات، فيما يلعب الشاي الأخضر دوراً مهماً في الحد من الإصابة بأورام الثدي، فقد كشفت الدراسات على احتوائه البوليفينول الذي يحد من تطور الخلايا السرطانية في منطقة الثدي».

لا يتوقف الحد من الإصابة بسرطان الثدي على الاهتمام بنوع الغذاء، لذلك تقدم د. الصايغ جملة من الإرشادات للوقاية منه:

  • من المهم الحفاظ على الوزن المناسب وتجنب الإصابة بالسمنة فقد أوضحت الكثير من الدراسات أن زيادة الوزن تزيد من احتمالية الإصابة بمرض سرطان الثدي خاصةً بعد سن اليأس.
  • والحفاظ على وزن مثالي بممارسة الرياضة 3 مرات على الأقل في الأسبوع.
  • اتباع نظام غذائي صحي وسليم بالتركيز على تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف الغذائية والبروتينات النباتية.
  • الحد من استهلاك السكر واستبدال الدهون المشبعة الضارة بالدهون النافعة التي يمكن أن تقي من الإصابة بسرطان الثدي».

وتوضح أخصائية التغذية أهمية العلاج التقليدي «مع التأكيد على ضرورة اتباع الروتين الصحي إلا أنه يكون غير كافٍ للعلاج في حال اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي، لذلك يصبح لزاماً على المريضة اللجوء للطبيب المختص واتباع العلاجات التي يضعها سواء كان عملية جراحية أو علاجاً كيميائياً أو إشعاعياً كونه المختص في معرفة العلاج لكل مرحلة من مراحل المرض.

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي
جيهان طه محمد

اليوغا وتحسين الحالة المزاجية لمرضى سرطان الثدي

ساعدت دراسة الاستشفاء الذاتي مدربة يوغا واستشفاء ذاتي جيهان طه محمد، على تجاوز تداعيات إصابتها بسرطان الثدي، تقول «بعد وفاة والدتي بنفس المرض وبفترة زمنية غير طويلة اكتشفت إصابتي بالورم، بدايةً لم أستوعب الصدمة لكني وبعد فترة وجيزة قررت البدء برحلة العلاج باستئصال جزئي ومن ثم متابعة العلاج بجلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي، مستعينة بدراستي للاستشفاء الذاتي الذي أثر وبشكل كبير وإيجابي في تقبل العلاج وزيادة شغفي بالحياة والإحساس بجمالياتها، وهذا ما أثبت أهمية وجود دافع ذاتي للتعافي قبل دعم العائلة والمحيط».

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي

تشرح تأثير اليوغا وطريقة عملها كأحد العلاجات التكميلية المتبعة في معالجة أورام الثدي «تعمل اليوغا بشكل عام على الجانب العقلي والفيزيائي والعاطفي للمرضى، فيزيائياً تقلل ممارسة اليوغا من حجم الضغوط وتحسن الحالة المزاجية التي تعانيها مريضة سرطان الثدي وذلك بالتركيز على مناطق الرقبة والأكتاف وجانبي البطن واستخدام طريقة التنفس التي تساعد المريضة على تهدئة العقل، إضافة إلى قدرتها في مساعدة العضلات على الارتخاء، مما ينعكس بشكل إيجابي على الحالة النفسية والشعورية».
توضح مدربة اليوغا «التركيز على عملية التنفس يشغل المخ عن التفكير بالضغوط النفسية التي تعانيها المريضة، وقد أثبتت الدراسات التركيز على التنفس لمدة ساعة في اليوم يساعد الجسم على تقبل أي تغيير بعد مرور 21 يوماً، مما يعزز الثقة بالنفس وبالتالي ينعكس بشكل إيجابي على الجانب العاطفي والعقلي للمرضى».

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي
د. عايدة العوضي

العلاج التكميلي لسرطان الثدي لا يغني عن التقليدي

وعن رأي الطب التقليدي بالعلاجات التكميلية، توضح الدكتورة عايدة العوضي، استشاري طب الأورام ورئيس اللجنة العلمية لجمعية الإمارات للأورام، «لا تخفى أهمية استخدام العلاجات التكميلية التي تشمل البرامج الرياضية، والتدليك، الوخز بالإبر أو الإبر الصينية أو جلسات الاسترخاء والعلاج الطبيعي، واتباع الأنظمة الغذائية الصحية المتوازنة، أو استخدام المكملات الغذائية الطبية بعد استشارة طبيب الأورام المعالج وتحت إشرافه جنباً إلى جنب مع العلاجات التقليدية المعتمدة مثل العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي»، تشرح العوضي «لا تغني العلاجات التكميلية عن العلاج التقليدي، لكنها تساعد على تقليل أعراضه الجانبية، فهي تمنح المريضة الشعور بالراحة والاسترخاء نتيجة الآثار الجسدية والنفسية التي تتعرض لها».

تلفت د. العوضي لأهمية التمييز بين العلاج التكميلي والعلاج البديل «هناك من لا يجيد التمييز بين العلاجات التكميلية والعلاجات البديلة كالأعشاب وغيرها، والتي لا ينصح باستخدامها لمريضة سرطان الثدي كونها علاجات لا ترتكز على دراسات ولم يتم اعتمادها من قبل منظمات الأورام العالمية».

أهم العلاجات التكميلية لمساعدة مريضات سرطان الثدي

تشير د. العوضي لمدى فاعلية العلاجات التكميلية «تختلف نتائج فاعلية هذا العلاج من مريضة لأخرى تبعاً لمرحلة الورم وقدرة المريضة على تقبل العلاج، لكن في الغالب ينصح البدء به بعد إكمال فترة العلاج لمساعدة المريضة بالعودة لممارسة حياتها الطبيعية والتغلب على الأعراض المصاحبة للعلاج الكيميائي كالإرهاق والتوتر والتعب وتنميل الأطراف التي تستمر حتى ما بعد الانتهاء منه»، وعن أكثر العلاجات التكميلية فاعلية في علاج أورام الثدي، تكشف استشاري طب الأورام «هناك الكثير من العلاجات التكميلية الفعالة والتي يمكن للمريضة اتباعها كالبرامج الغذائية الصحية وممارسة الرياضة، والعلاج الطبيعي، الاسترخاء، التدليك والوخز بالإبر التي أثبتت فاعليتها في تقليل الآم الأعصاب والتنميل الناتج عن أنواع معينة من العلاج الكيميائي شريطة ألا تكون بديلة عن العلاجات الأساسية وبعد استشارة الطبيب المختص».