12 أكتوبر 2023

الولادة تحت الماء.. استرخاء أكثر وآلام أقل ولكن مخاطر محتملة

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

الولادة تحت الماء.. استرخاء أكثر وآلام أقل ولكن مخاطر محتملة

الولادة تحت الماء اتجاه حديث يتسم بمزايا وفوائد وتتخلله مخاطر وتداعيات. فالمؤيدون لهذا الاتجاه يؤكدون أهمية الحفاظ على البيئة «المائية» التي يتواجد فيها الطفل ضمن رحم أمه، ناهيك عن التأثير الإيجابي للماء الدافئ في تقليل آلام المخاض وإرخاء عضلات الحوض.

وإن كانت التجربة تطل بالأم على آفاق أكثر استرخاء، فإن المعارضين لهذا التوجه يتوقفون عند جملة «تداعيات» صحية لا يمكن معها إجراء هذا النوع من الولادات، حيث أصدرت الكلية الملكية البريطانية لأطباء التوليد وأمراض النساء والكلية الملكية للقابلات «بياناً مشتركاً يدعم الولادة في الماء للنساء ذوي الحمل الصحي غير المعقد، ولكنه غير موصى به في حال حدوث مضاعفات»، في حين أكدت دراسات أخرى أنه «لم تثبت سلامة وفاعلية الولادة تحت الماء للمولود» مع استعراض بعض التحديات الصحية التي تواجه هذا الوضع.

الولادة تحت الماء.. استرخاء أكثر وآلام أقل ولكن مخاطر محتملة

تقلل من استخدام المسكنات و«القيصرية»

تؤيد الدكتورة زينب سالم العزاوي، استشاري الأمراض النسائية والتوليد، هذا الاتجاه من باب مواكبة كل جديد في عالم التوليد، وتطل على الجانب التقني والعلمي لهذا النوع من الولادة وتأثير الماء الدافئ على المولود والأم معاً، حيث تستند في دفاعها إلى أبحاث أثبتت أن الولادة تحت الماء تقلل من آلام الولادة بنسبة 60 إلى 70% وبالتالي تقلل من نسبة الولادات القيصرية التي تلجأ إليها الحوامل هرباً من آلام الولادة.

الولادة تحت الماء.. استرخاء أكثر وآلام أقل ولكن مخاطر محتملة

تتوقف استشارية الأمراض النسائية عند كيفية إجراء هذا النوع من الولادة وفوائدها، إذ «يجب أن تكون كمية المياه في الحوض كافية تؤمن للأم العوم وتخفف الضغط على المعدة والظهر ويمكن للحامل النزول في الحوض في أي وقت من بداية المخاض، مما يجعلها تسترخي ويساعد على تسريع الولادة. وبهذه الطريقة، يمكن التقليل من استخدام المسكنات ومواد التخدير خلال الولادة وتكون أكثر متعة للطفل لأن الماء يبقيه ضمن أجواء رحم الأم».

وتستعرض د. العزاوي بعض إيجابيات الولادة تحت الماء كأن «تستغرق وقتاً أقل من الولادة العادية ويتدنى فيها تمزق الجهاز التناسلي عند المرأة التي تكون أقل عرضة للتوتر والقلق خلال هذا النوع من الولادة».

من الضروري استثمار فوائد ومزايا الولادة تحت الماء والقيام بها على أيدي أطباء من ذوي الخبرة

رغم تأييدها، لا تتغاضى الدكتورة العزاوي عن بعض التداعيات المحتملة لجهة «تعرض المياه للتلوث خلال الولادة أو في حال إجرائها من قبل عديمي الخبرة وعدم تمكنهم من تقدير كمية الدم المفقود أثناء الولادة نتيجة اختلاطه بالماء، إلى بطء معدلات الطلق بسبب تخفيف الآلام أثناء الولادة».

كما أنها تمايز بين نساء قادرات على الولادة تحت الماء وأخريات قد لا يكن مؤهلات لهذه الطريقة في حال كن يعانين تاريخاً طبياً تشوبه تعقيدات في الولادة أو أمراضاً مزمنة مثل مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم أو تعرضن لتسمم الحمل أو في حال كانت الولادة مبكرة.

وهناك موانع أخرى تتطرق لها «إذا كانت وضعية الجنين غير مناسبة كأن يكون رأسه للأعلى أو بشكل عرضي أو من كانت حاملاً بتوأم أو إذا كانت الحامل تعاني مرضاً جلدياً قد يسهل انتشاره بالماء ويؤدي إلى إصابة الجنين».

الولادة تحت الماء.. استرخاء أكثر وآلام أقل ولكن مخاطر محتملة

الولادة الطبيعية تسمح باتخاذ التدابير الإسعافية

يؤكد الدكتور مجاهد حمامي، استشاري الأمراض النسائية والتوليد، أن الولادة في الماء هي «اتجاه حديث للتوليد بدأ ينتشر مؤخراً في العديد من البلاد والمستشفيات ويعتمد على مبدأ ولادة الحامل في حوض من المياه ذات درجة حرارة مماثلة لدرجة حرارة الجسم ما ببن 36 إلى 37 درجة مئوية».

الدكتور حمامي من المعارضين لهذا التوجه الذي «لا يخلو من المخاطر ولم تثبت سلامة وفاعليته، استناداً إلى رأي المخالفين للولادة تحت الماء» كما يؤكد، لافتاً إلى أن المدافعين عن هذه الطريقة يعتبرون أن ولادة الجنين في وسط مائي ليس جديداً عليه باعتباره كان يحيا حياة مائية ضمن الرحم وأن للماء الدافئ تأثيراً إيجابياً في تقليل آلام المخاض وإرخاء عضلات الحوض، مما يقلص استخدام المسكنات ومواد التخدير.

ثمة موانع قد تعيق الولادة المائية وأهمها انفجار الحبل السري قبل خروج الطفل من الماء

يستعرض موانع إجراء هذا النوع من الولادة ومنها:

  • ارتفاع درجة حرارة الأم
  • الشك بوجود التهاب في السائل الأمنيوسي
  • اضطراب ضربات قلب الجنين.
  • وضعيات الجنين الشاذة وغير النظامية.
  • الولادة المبكرة قبل الأسبوع 37.

الولادة تحت الماء.. استرخاء أكثر وآلام أقل ولكن مخاطر محتملة

يرى د.حمامي أن «الولادة الطبيعية خارج الماء ما زالت المفضلة لأنها تسمح لطبيب التوليد بالتصرف واتخاذ التدابير الإسعافية الضرورية بشكل أسرع وأفضل لإنقاذ حياة المولود وحياة الأم».

ويلفت إلى المخاطر الصحية الوارد حدوثها:

  • احتمال ابتلاع الطفل كمية كبيرة من السوائل قد تصل إلى الرئتين وتسبب مشاكل تنفسية له.
  • إمكانية حدوث تمزق للحبل السري، ما يؤدي إلى فقدان الوليد لكمية كبيرة من الدم قد تودي بحياته.
  • احتمال الإصابة بالعدوى والتلوث إذا لم يكن الماء نظيفاً أو شبه معقم.
  • التأخر بسحب المولود خارج الحوض المائي قد يسبب مشاكل تنفسية أيضاً وبالأخص في حال انفصال المشيمة عن جدار الرحم، مما يمنع وصول الدم الذي ينقل الأوكسجين إلى المولود.

 

مقالات ذات صلة