02 نوفمبر 2023

ماذا يحدث لجسمك إذا تخطيت وجبة العشاء؟ وهل هي استراتيجية جيدة لفقدان الوزن؟

محررة ومترجمة متعاونة

ماذا يحدث لجسمك إذا تخطيت وجبة العشاء؟ وهل هي استراتيجية جيدة لفقدان الوزن؟

يحاول البعض أن يستغني عن وجبة العشاء في سعيه لإنقاص الوزن، ويتنازل البعض الآخر عنها مجبراً لانشغاله بشؤون الحياة اليومية، ولكن تبين الأبحاث الحديثة أن عدم تناول وجبة العشاء له عواقب ذهنية وبدنية سلبية.

يعرف الجميع القول المتداول بأن وجبة الإفطار هي أهم وجبة في اليوم.. لكن العشاء مهم أيضاً. إنها الوجبة الرئيسية الأخيرة في اليوم، ولكن بالنسبة للعديد من الأشخاص، العشاء هو أول شيء يسقط من قائمة مهامهم عندما تمتلئ الجداول الزمنية بالمهمات المسائية والأحداث والأنشطة.

يمكن أن يكون التنازل عن العشاء عن طريق الصدفة عندما تكون متخماً بفعل ما تناولته في الغداء. وهناك من يتعمد تخطي وجبة العشاء بسبب التزامه بفترة زمنية محددة لتناول الطعام تنتهي في فترة ما بعد الظهر أو ممارسة الصيام المتقطع، وهو نظام غذائي عصري يدعو إلى الصيام خلال ساعات محددة غالباً ما تتداخل مع وقت العشاء.

ولكن سواء كانت الوجبة المفقودة إحدى استراتيجيات النظام الغذائي أو مجرد حادث عرضي، فما الذي يفعله تخطي وجبة العشاء لجسمك؟

ماذا يحدث لجسمك إذا تخطيت وجبة العشاء؟ وهل هي استراتيجية جيدة لفقدان الوزن؟

أهمية وجبة العشاء

العشاء ليس مجرد وجبة يومية ثالثة، إنها أيضاً الفرصة الأخيرة في اليوم لتزويد جسمك بالسعرات الحرارية والتغذية التي يحتاجها لينمو قبل الذهاب إلى النوم. إنها أيضاً مناسبة ليلية للتواصل مع أحبائك. وقد تمت دراسة فوائد الوجبات العائلية منذ عقود، وتبين أن تناول العشاء على مائدة الطعام مع الأهل أو الأصدقاء يحسن الأداء الأكاديمي، ويعزز التغذية، ويقلل السمنة لدى الأطفال، وفقاً لتقرير نشرته في فبراير 2021 الكلية الأمريكية لأطباء الأطفال.

العشاء هو أيضاً الوقت من اليوم الذي يبذل فيه الناس جهداً لتناول خضراواتهم، وفقاً لمقال نشره معهد تكنولوجيا الأغذية الأمريكي في يناير 2020، حيث تبين أن 9 من كل 10 أمريكيين لا يحصلون على الكمية الموصى بها من الخضراوات، لذلك فإن وجبة العشاء فرصة رائعة لهم بعد يوم مشحون بالمشاغل، وهذا ما أوضحته الدراسة الأمريكية بأن البالغين يستهلكون سعرات حرارية أكثر في وقت العشاء مقارنة بأي وجبة أخرى.

يختلف توقيت وجبة المساء بشكل كبير بين الأسر. على سبيل المثال، يتناول الأمريكيون العشاء في أي مكان بين الساعة 5:07 والساعة 8:19 مساء، ويتناول 8 من كل 10 وجبات عشائهم في المنزل. ومع ذلك، فقد غيرت السنوات القليلة الماضية طريقة تفكير الناس في العشاء. إذ وفقاً لدراسة بتكليف من شركة التسويق المتكاملة Hunter PR، فإن 54% من الأمريكيين باتوا يطهون طعاماً بأنفسهم أكثر مما كانوا يفعلون قبل جائحة «كوفيد-19». من ناحية أخرى، أصبح الصيام المتقطع هو النظام الغذائي الأكثر شعبية، حيث يشارك فيه شخص واحد من كل 10 أشخاص، ومع تخطي كل هؤلاء الأشخاص وجبات الطعام، قد يكون تناول العشاء أيضاً أقل مما كان عليه من قبل.

ماذا يحدث لجسمك إذا تخطيت وجبة العشاء؟ وهل هي استراتيجية جيدة لفقدان الوزن؟

ماذا يحدث عندما لا تتناول وجبة العشاء؟

عندما تأكل، أو لا تأكل، فإن ذلك يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل في جسمك. حتى التحولات الصغيرة في أوقات الوجبات المنتظمة يمكن أن تضعف قدرتك على تنظيم شهيتك لأن تغيير روتين الأكل اليومي يعطل إيقاعات الساعة البيولوجية، وهي دورة مدتها 24 ساعة تتحكم بالعديد من وظائف الجسم.

على المدى الطويل، تخطي وجبات الطعام بانتظام يمكن أن يكون له تأثير سلبي في صحتك:

  • ارتبط تناول وجبة واحدة فقط في اليوم بارتفاع خطر الوفاة.
  • كما أن تخطي وجبة الغداء أو العشاء على وجه التحديد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقاً لدراسة نشرت في مارس 2023 في مجلة أكاديمية التغذية وعلم التغذية.
  • على المدى القصير، يمكن أن يؤدي تخطي العشاء إلى تقلبات في نسبة السكر في الدم مما قد يجعلك تشعر بالاهتزاز أو نقص الطاقة.
  • يمكن أيضاً أن يجعل جسمك يشعر بمزيد من التوتر.
  • يجعل النوم أكثر صعوبة.
  • بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري، يمكن أن تكون نوبات ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم الناتجة عن قفزات خطيرة.
  • أما أولئك الذين لا يعانون مرض السكري أو مشاكل صحية أخرى يمكن أن يكونوا قادرين على الإفلات من أي عواقب سلبية لو تخطوا وجبة العشاء من حين لآخر. قد يكون من الأفضل تخطي العشاء إذا لم تكن قد تناولت وجبة مسائية وتأخر الوقت، حيث يوصي الأطباء بقطع الأكل قبل ساعتين من موعد النوم.

هناك أسباب مدعومة بالأبحاث لهذه النصيحة. يمكن أن يؤدي تناول الطعام في وقت متأخر من الليل إلى زيادة الجوع وانخفاض هرمون الليبتين، وهو الهرمون الذي يشير إلى الشبع، وقد يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، وفقاً للعديد من الدراسات.

كقاعدة عامة، يقترح بعض الخبراء تناول شيء ما في وقت العشاء المعتاد، حتى لو كنت ممتلئاً من وجبة غداء كبيرة أو متأخرة، للحفاظ على إيقاع جسمك في الموعد المحدد.

كما يمكن أن يؤدي تخطي الوجبات أيضاً إلى التأثير في صحتك العقلية. وفقاً لدراسة نشرت عام 2020 في مجلة Innovation in Aging، كان كبار السن الذين فوتوا وجبات الطعام أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب والقلق والأرق من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

ماذا يحدث لجسمك إذا تخطيت وجبة العشاء؟ وهل هي استراتيجية جيدة لفقدان الوزن؟

هل يمكن أن يساعد تخطي العشاء في تخفيف الوزن؟

قد يبدو التخلص من الوجبات بمثابة خيار جيد لخسارة بضعة أرطال من الوزن. من الممكن أن يؤدي تخطي وجبة العشاء إلى فقدان الوزن، فالأمر كله يتعلق بالسعرات الحرارية. فالقاعدة المعروفة: كل أقل مما تحرقه وسوف تفقد الوزن. سيؤدي تخطي الوجبة إلى خفض ما بين 252 سعرة حرارية و350 سعرة حرارية من استهلاك الطاقة اليومي للشخص في المتوسط.

ولكن.. مع مرور الوقت، لا يعد تخطي وجبة العشاء استراتيجية جيدة لفقدان الوزن. في الواقع، في دراسة نشرت في يناير 2021 في مجلة Nutrients تبين أن تخطي وجبة العشاء كان أكبر مؤشر لزيادة الوزن. والأسوأ من ذلك أن تفويت وجبة الإفطار أو الغداء أو العشاء قد يجعلك أيضاً أكثر عرضة للإصابة باضطراب الأكل، وفقاً لدراسة نشرت في إبريل 2022 في مجلة اضطرابات الأكل والوزن.

يمكن أن يكون النهج الأفضل هو تناول المزيد من السعرات الحرارية في وجبة الإفطار والغداء، ثم تناول كميات أقل في العشاء، مما يجعلها أخف وجبة في اليوم.

إقرأ أيضاً:
- دراسة تحذر من تناول البروتين الحيواني في وجبة العشاء
- 10 مفاتيح أساسية لخسارة الوزن طبيعيًا