نصائح د. نورهان قنديل.. الصيام المتقطع أم الكيتو؟ حمية الأم العاملة، وكيف نحمي أطفالنا من السمنة؟
الدكتورة نورهان قنديل، طبيبة صيدلانية (أشهر صيدلانية على خاصية «إنستغرام» بمليوني متابع)، تدعوا إلى مواءمة نظام حياتنا مع احتياجاتنا ورغباتنا، حيث «لا قاعدة سحرية في نظامنا الغذائي، إلا بما يتماشى مع طبيعة الفرد واحتياجاته وبيئته وظروفه»، مع إيلاء «التأهيل النفسي» الأولوية قبل اتباع أي ريجيم، لما له من أثر إيجابي في الوصول إلى أهدافنا.
التقينا بالدكتورة نورهان، وقدمت للقراء مجموعة من النصائح عن النظام الغذائي السليم والتخسيس وكيفية تعزيز مناعة الجسم:
نظام حياة وليس نظام غذائي
لا تسوّق د. قنديل لنظام غذائي معيّـن، بقدر ما تسوق لنظام حياة، وتقول بهذا الشأن «هناك نحو 50 نظاماً غذائياً في العالم تم تصنيفها وترتيبها تبعاً لسلبياتها الأقل والأكثر، ولكن الاتزان والاعتدال هو الذي يكسب بالتركيز على القيمة الغذائية وليس على السعرات الحرارية. فعلى سبيل المثال، تفوق مزايا نظام الصيام المتقطع فوائد الكيتو الذي يتسم، في رأيي، بعيوب أكثر على الرغم من أنه يقود إلى التخسيس بنسبة كبيرة».
الصيام المتقطع و «الكيتو».. أيهما أفضل؟
توضح الدكتورة نورهان في البداية أن اتباع الصيام المتقطع ونظام «الكيتو» معاً من أجل التخسيس يقود إلى نتيجة مذهلة ، وتجري مقارنة بينهما:
أنا ضد «الكيتو» كنظام غذائي؛ والسبب:
- لأنه يولّد الكوليسترول ويجهد المرارة.
- يشكل ضغطاً غير طبيعي على أعضاء الجسم.
وأرشّح نظام الصيام المتقطع:
- كونه يناسب شرائح مختلفة.
- من السهل اتباعه في المنزل.
- عيوبه تظهر عند فئة معينة تعاني خللاً في الهورمونات.
- تكمن ميزته أيضاً في عدم إلزاميته بشكل دائم؛ بل على فترات متقطعة خلال الأسبوع.
- قد نخسر وزناً دون الإضرار بأجسامنا في حال تزامن هذا النظام مع نظام منخفض الكربوهيدرات».
آلية حمية النساء والأمهات العاملات
بالنسبة للأم العاملة، وحتى الرجل العامل وكل من يخوض ميدان عمل إيقاعُ حياته سريع، من الواجب اتباع الخطوات التالية:
- تجهيز وجبة أو وجبتين من بداية اليوم لتفادي الجوع وتناول أطباق غير صحية.
- التخطيط لنوعية الطعام المتناول، أقلّه أسماك مرة في الأسبوع وخضراوات يومياً، وهذا يشكّل فارقاً.
- التركيز على شرب المياه وهي مكوّن سحري لكل الفئات.
لا قاعدة سحرية إلا بما يتلاءم مع طبيعتنا وبيئتنا وأسلوب حياتنا
أهمية التأهيل النفسي قبل أي «دايت»
التأهيل النفسي قبل مباشرة أي نظام غذائي، عنصر محوري ولكنه مفقود عند بعض أخصائيي التغذية، تقول الدكتورة نورهان «ألممت بهذا البعد أثناء وجودي في كاليفورنيا عند أحد المختصين في مجال التغذية، حيث العلاقة السوية بين من يرغب في التخسيس ونظرته إلى مظهره وجسمه، لا بد أن ترتكز على التصالح لتحقيق التوازن؛ إذ لا ينفع أن أشعر بالذنب لمجرد تناول أي طبق اشتهيته أو أكره شكل جسمي أو أكون متوتراً طول الوقت لمجرد اكتساب الوزن».
وتوضح د. قنديل «نسبة كبيرة من أخصائيي التغذية باتوا واعين للتعامل مع كل مريض كحالة بحد ذاتها، واحترام مشاعره، لكون السمنة مرضاً. وكتابي «الهيلثي» يقودنا إلى تلمس مسؤولية المريض في استكمال طريق التوازن وتحقيق الأهداف وحده، حيث لا قاعدة سحرية إلا بما يتلاءم مع طبيعتنا وبيئتنا وأسلوب حياتنا».
الرياضة.. مهمة أم غير مهمة؟
تجيب الدكتورة نورهان «بعض الأخصائيين يعمدون إلى فرضية أن الرياضة غير مهمة، في وقت تقول فيه بعض الدراسات إن الرياضة قد تدخلك في توتر نفسي، ولكني انظر إلى الرياضة كـ«فيتامينات»، فلو تناولتُ جرعة عالية من الفيتامين قد ألحقُ الضرر بجسمي، ولو تناولت الجرعة الموصى بها يومياً أنال الفائدة المرجوّة. يجب عدم الضغط على أنفسنا سواء بالخلل في علاقتنا بجسمنا أو التشويش في علاقتنا بالرياضة».
ما أبرز الآليات لرفع مناعة الجسم؟
تورد الدكتورة نورهان قنديل:
- قبل التفكير في ما أتناوله، يجب أن أفكّر في ما علـيّ إيقافه، لأنني قد أستهلك مناعتي في أكل لحوم مصنعة وسكريات، وحتى أنواع من سكر «الدايت» مصنعة، ما يرهق جهاز المناعة.
- نوعية الطعام جد مهمة لتقوية جهاز المناعة.
- شرب الماء بشكل مستمر.
- شرب عصائر طبيعية غنية بمضادات الأكسدة يحسن أداء جهاز المناعة.
- الابتعاد عن الأطعمة المعلبة والوجبات الجاهزة والسريعة.
- تفادي التوتر كونه يقود إلى إرهاق وتشتيت الجهاز المناعي.
- الديتوكس الرقمي مهم جداً للتحرر من سطوة وسائل التواصل الاجتماعي وتداعياتها على جهازنا العصبي والنفسي.
خطوات حماية أطفالنا من السمنة
بوصفها أماً لثلاث بنات، توجّه الدكتورة نورهان إلى اتباع بعض الخطوات مع أطفالنا في مرحلة المدرسة:
- تعويدهم على الخضراوات والفواكه.
- عدم التفكير في أن بعض الأطعمة المغذية قد لا تعجبهم لأن التجربة هي الحكم: على سبيل المثال، بناتي بتن يتناولن القراصيا (البرقوق) والبنجر والشوكولاتة السوداء وعسل النحل.
- لا ينبغي أن نحرم أطفالنا ونمنعهم من تناول بعض الأطعمة التي يتناولها أطفال آخرون لأنّ صحتهم النفسية مهمة جداً.
- تعزيز الوعي لدى الطفل بعدم المبالغة في تناول أطعمة غير صحية وتبيان ضررها على صحته.
* تصوير: السيد رمضان