«متلازمة هافانا» هي حالة أفاد بعض المسؤولين الحكوميين، وأفراد أسرهم، في سفارات الولايات المتحدة في بلدان مختلفة، بأنهم يعانونها منذ عام 2016. وشملت الأعراض الصّداع، والأرق، وعلامات أخرى مشابهة لتلك الخاصة بالحالات العصبية.
بينما يعاني بعض الأشخاص المتلازمة لفترة وجيزة، يعاني البعض الآخر أعراضاً مزمنة. ولا تزال أسباب متلازمة هافانا مجهولة. نستعرض في ما يلي تفاصيل ما يعرفه الخبراء، أو نظرياتهم حول هذا المرض.
متلازمة هافانا، هي مرض تم اكتشافه لأول مرة في سفارة الولايات المتحدة في هافانا، كوبا، في عام 2016. وفي الفترة من 2016 إلى 2018، ظهرت فجأة على الدبلوماسيين والموظفين أعراض مثل فقدان السمع، والدوخة، ومشاكل عصبية أخرى.
وبعد بدء التحقيقات، اتهم المسؤولون الأمريكيون الحكومة الكوبية بتنفيذ هجمات صوتية على مواطنين أمريكيين، وهو ما نفته كوبا. لم تكن متلازمة هافانا مرتبطة بالسفارة الأمريكية فحسب، بل جاءت التقارير عن أعراضها المزعومة أيضاً، من دبلوماسيين كنديين، وعائلاتهم. حدثت حالات أخرى لمتلازمة هافانا بين عامي 2016 و2021 في مناطق من العالم، مثل كولومبيا، وأوزبكستان، والصين، ولا تزال تظهر شكاوى من هذا النوع، بين الحين والآخر.
أعراض متلازمة هافانا
سمع معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة هافانا ضجيجاً عالياً، وشعروا بضغط شديد، أو اهتزاز في رؤوسهم، وألم في الأذن، أو الرأس. كما ظهرت عليهم مشاكل صحية أخرى، مثل:
- ضعف الإدراك (على سبيل المثال، ما يتعلق بالذاكرة والتركيز)
- دوخة وضعف التوازن
- صداع
- تهيّج
- حساسية تجاه الضوء والصوت
- غثيان
- طنين في الأذنين
- قلّة النوم
ويقول الأطباء إن الأعراض العصبية المبلغ عنها في متلازمة هافانا تظهر عادة في الارتجاجات، وأوجه التشابه لافتة للنظر.
كما يشير هؤلاء إلى أن من الأعراض الأخرى لمتلازمة هافانا تلف الدماغ، لذلك فإن تلف الدماغ هو الشيء الوحيد الذي يبدو غير طبيعي بالنسبة إلى الأطباء، بينما الأعراض الأخرى هي أعراض نموذجية نسمع عنها مع الحالات المرتبطة بالأذن، أو في الدماغ المركزي، مثل الصّداع النصفي، والحالات الالتهابية في الأذن الداخلية، وأيّ نوع من السكتات الدماغية.
كم من الوقت تستمر متلازمة هافانا؟
قال بعض الأشخاص إن الأعراض توقفت عندما ذهبوا إلى غرفة أخرى، ثم عادت عندما عادوا إلى نفس المكان الذي عانوا فيه الأعراض لأول مرة. في حين أن الأعراض يمكن أن تختفي قريباً لدى بعض الأشخاص، إلا أنها قد تستمر لأيام، لدى آخرين.
ما الذي يسبب متلازمة هافانا؟
ليس من الواضح تماماً ما الذي يسبب متلازمة هافانا. ومع ذلك، كانت هناك بعض النظريات والاقتراحات التي نبيّنها في ما يلي:
عوامل معدية
نظرت لجنة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، والتي تم تشكيلها للتحقيق في أعراض متلازمة هافانا، في احتمال وجود جراثيم مسببة للعدوى، كسبب لهذه المتلازمة. فقد نظروا في جميع الأمراض الموجودة خلال الحالات الأولية لمتلازمة هافانا، ولاحظوا أن فيروس «زيكا» يمكن أن يسبب أعراضاً عصبية تشبه أعراض متلازمة هافانا. ومع ذلك، خلصت اللجنة إلى أن هذا الفيروس هو سبب غير محتمل.
المبيدات الحشرية
سبب آخر محتمل لمتلازمة هافانا، هو التعرّض للمبيدات الحشرية، لكن النتائج لم تؤكد ذلك. وكانت المواد الرئيسية المرتبطة بالمبيدات الحشرية المعنية هي الفوسفات العضوي، وهو نوع من المبيدات الحشرية الكيميائية، ومبيدات البيرثرويد الحشرية المستخدمة لحماية المحاصيل.
جاء هذا الاقتراح بعد اكتشاف الفوسفات العضوي، ومستقلبات البيرثرويد، في عيّنات دم الأفراد الكنديين الذين عانوا أعراض الحالة. كما حدثت بعض حالات متلازمة هافانا في نفس الوقت تقريباً الذي تعرض فيه الأشخاص للمبيدات الحشرية بعد استخدامها.
عوامل نفسية
تعتبر العوامل النفسية، مثل وجود القلق، أو الحزن، أو مشاكل الذاكرة، أو مشاكل النوم، من الأسباب المحتملة لمتلازمة هافانا. ومع ذلك، أشارت اللجنة إلى هذه العوامل تعتبر عوامل محتملة تسهم في المتلازمة، بدلاً من كونها سبباً نهائياً.
طاقة التردّدات الراديوية النبضية
أشارت دراسة أخرى إلى أن الاتحاد السوفييتي بحث في تأثيرات طاقة التردّدات الراديوية النبضية منذ أكثر من 50 عاماً. ومع ذلك، لم يصل البحث إلى حد القول بأن طاقة الترددات الراديوية النبضية تسبب متلازمة هافانا. وبدلاً من ذلك، ذكر التقرير أن سلاح الموجات الدقيقة أو جهاز الطاقة الموجهة من المحتمل أن يسبب هذه المتلازمة.
وقال التقرير الذي خلصت إليه هذه الدراسة «شعرت اللجنة بأن العديد من العلامات والأعراض والملاحظات المميزة والحادة التي أبلغ عنها موظفو الحكومة، تتوافق مع تأثيرات طاقة التردّدات الراديوية النبضية الموجهة». وأشار مؤلفو الدراسة أيضاً، إلى أن الأبحاث السابقة التي نشرتها مصادر غربية وسوفييتية قدمت «دعماً ظرفياً لهذه الآلية المحتملة».
حجم المادة البيضاء في الدماغ
فحصت إحدى الدراسات 40 شخصاً من المحتمل أن يكونوا معرّضين، ولديهم أعراض عصبية لمتلازمة هافانا. وجد الباحثون أن حجم المادة البيضاء في الدماغ لدى المرضى «أصغر بكثير»، مع وجود «اختلافات كبيرة» أخرى في بنية الدماغ. ولكن خلص الباحثون إلى أن «الأهمية السريرية لهذه الاختلافات غير مؤكدة».
ما هو علاج متلازمة هافانا؟
لا يوجد علاج محدّد لمتلازمة هافانا. وبدلاً من ذلك، قد يعتمد العلاج على الأعراض.
وأشار الباحثون إلى أن خطط العلاج، بالنسبة إلى بعض الأفراد، شملت الإحالات والتقييمات في المجالات التالية:
- علم السمع، لمشاكل السمع أو التوازن
- قياس البصر العصبي، لمشاكل الرؤية المتعلقة بإصابات الدماغ
- علم النفس العصبي، لتقييم الاتصالات العصبية في الدماغ
- العلاج المهني، لمشاكل الحواس أو الإدراك أو حركة الجسم
- طب الأنف والأذن والحنجرة، لمشاكل الأذنين أو الأنف أو الحلق
- دواء للنوم
- علاج للنطق
- العلاج الطبيعي الدهليزي لمشاكل التوازن والدوخة
مراجعة سريعة
متلازمة هافانا هي مرض أصاب عدداً من الدبلوماسيين، أو الموظفين من الولايات المتحدة، ودول أخرى في العالم. وشملت بعض أعراض الحالة الغثيان، والدوخة، والضبابية العقلية، والتهيج، وعادة ما يحدث ذلك بعد الضوضاء العالية. لا أحد يعرف أسباب متلازمة هافانا، ويبدو أن العلاج يركز على الأعراض، وليس على متلازمة هافانا نفسها.