4 أغسطس 2024

أكثر الأمراض شيوعاً بين الفتيات في سن المراهقة.. ما هي؟ وكيف نتعامل معها؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

أكثر الأمراض شيوعاً بين المراهقات في سن المراهقة.. ما هي؟ وكيف نتعامل معها؟

كثيراً ما تواجه الفتيات في سن المراهقة تغيّرات جسديّة ونفسيّة، تؤديان إلى اضطرابات تؤثّر على حياتهن في حال لم يتم التعامل معها بشكل علمي؛ لكون فهم ووعي الأمهات في التعامل مع هذه الاضطرابات هو المفتاح الأمثل لضمان نمو صحي ومتوازن للفتيات، ودعم بناتهن في هذه المرحلة التي يراها البعض حرجة.

د. سورة علوان
د. سورة علوان

تحدثنا الدكتورة سورة علوان، طبيبة أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال في دبي، عن ماهية هذه الاضطرابات، أهميّة التشخيص المبكّر لتلك الاضطرابات، كما تتناول الاختبارات الأساسية المختلفة في عمليات التشخيص والأساليب السريريّة في تشخيص بعضها:

أكثر الأمراض شيوعاً بين المراهقات في سن المراهقة.. ما هي؟ وكيف نتعامل معها؟

أكثر المشاكل الصحيّة شيوعاً بين الفتيات في سن المراهقة

تجيب د. سورة علوان «يمكن أن تختلف الاضطرابات النسائية الشائعة التي تؤثر على الفتيات المراهقات بناءً على عوامل عدة: مثل العمر والتغيرات الهرمونيّة والاستعداد الوراثي والتأثيرات البيئيّة».

تتوقف عند بعض الاضطرابات النسائيّة الأكثر شيوعاً التي تصيب الفتيات المراهقات:

  • عسر الطمث يشير عسر الطمث إلى الحيض المؤلم، وهو حالة شائعة بين الفتيات المراهقات، يمكن أن تتباين شدتها، قد تكون ناجمة عن تقلّصات الرحم، وفي معظم الحالات لا توجد أسباب محدّدة للألم وهي أمر طبيعي، ولكن في بعض الأحيان قد تكون ناجمة عن اختلالات هرمونية، أو غيرها من الحالات الكامنة.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية: غالباً ما تعاني المراهقات من دورات شهريّة غير منتظمة خلال السنوات القليلة الأولى بعد الحيض (بداية الحيض)، يمكن أن يشمل ذلك الاختلافات في طول مدة الدورة وتدفقها، والتي قد تصبح طبيعيّة بمرور الوقت مع استقرار التنظيم الهرموني.
  • متلازمة المبيض المتعدّد التكيسات: متلازمة تكيس المبايض، هي اضطراب هرموني يتميّز بعدم انتظام الدورة الشهريّة، وزيادة مستويات الأندروجين، وتكيس المبايض. يمكن أن يظهر في مرحلة المراهقة ويرتبط بأعراض مثل حبّ الشباب ونمو الشعر الزائد وزيادة الوزن.
  • الانتباذ البطاني الرحمي: الانتباذ البطاني الرحمي هو حالة تنمو فيها أجزاء من بطانة الرحم، أو نسيج مماثل لبطانة الرحم، خارج الرحم على أعضاء الحوض الأخرى، ما يؤدي إلى آلام الحوض والحيض المؤلم ومشاكل الخصوبة، على الرغم من أنه أقل شيوعاً عند المراهقات، إلا أنه لا يزال من الممكن حدوثه وقد لا يتم تشخيصه بشكل كاف في هذه الفئة العمرية.
  • التهاب الفرج المهبلي أو عدوى الحوض: هي عدوى تصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية، وغالبا ما تسببها أنواع متعدّدة من البكتيريا أو الفطريّات، أو في بعض الأحيان قد تنجم عن الالتهابات الفيروسيّة في هذه الفئة العمريّة التي تترافق مع الالتهابات البوليّة أو سوء النظافة الشخصية، وقد تكون الأمراض المنقولة جنسيّا مثل: الكلاميديا والسيلان، سبباً في الإصابة بهذا الالتهاب.
  • التهاب الفرج: يشير التهاب الفرج المهبلي إلى التهاب أو عدوى الفرج والمهبل، والذي يمكن أن يسبّب أعراضاً مثل الإفرازات المهبليّة والحكة والألم، وقد يكون ناجماً عن الالتهابات البكتيرية أو الفطرية، أو سوء النظافة الشخصيّة، أو المهيّجات.

أكثر الأمراض شيوعاً بين المراهقات في سن المراهقة.. ما هي؟ وكيف نتعامل معها؟

وفي هذا السياق، توضح د. سورة "قد يتباين معدّل انتشار وشدّة هذه الاضطرابات النسائيّة، استناداً إلى عمر الفتاة والحالة الهرمونيّة والنشاط الجنسي والظروف الصحيّة الكامنة، على سبيل المثال: قد تصبح حالات مثل متلازمة تكيس المبايض والتهاب بطانة الرحم أكثر انتشاراً مع انتقال المراهقات إلى سن البلوغ.

في حين أن عدم انتظام الدورة الشهرية وعسر الطمث تُعدّ أكثر شيوعاً في المراحل المبكرة من المراهقة بعد الحيض، وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون لعوامل مثل الوصول إلى الرعاية الصحيّة، والتثقيف حول الصحة الإنجابيّة، والمواقف الثقافيّة تجاه الحيض والصحة النسائيّة، تأثير على التعرّف على هذه الاضطرابات وإدارتها لدى الفتيات المراهقات".

هل سن المراهقة هو السبب الرئيسي أم..؟

تشرح طبيبة أمراض النساء والتوليد "يمكن أن تنشأ اضطرابات أمراض النساء خلال فترة المراهقة؛ بسبب تغيّرات هرمونيّة..

ولكن هناك عوامل أخرى تلعب أيضًا أدواراً حاسمة ومنها:

  • الاختلالات الهرمونيّة: يمكن أن تؤدي التقلّبات في هرمون الأستروجين والبروجسترون إلى حدوث هذه الاضطرابات، ليس فقط في مرحلة المراهقة ولكن في أي مرحلة من مراحل الحياة.
  • الوراثة: يمكن أن يزيد التاريخ العائلي من خطر الإصابة بحالات مثل متلازمة تكيس المبايض أو بطانة الرحم.
  • نمط الحياة: تؤثر عوامل مثل النظام الغذائي ونمط الحياة والتوتر والحالة الاجتماعية والاقتصادية على خطر الاضطراب.
  • النظافة الشخصية: يزداد خطر الإصابة بالتهاب الفرج المهبلي بعادات النظافة الشخصية، وليس العمر فقط.
  • وظيفة المناعة: تؤثّر قوة الجهاز المناعي على قابليّة الإصابة بالعدوى، بغض النظر عن العمر.

في حين أن المراهقة هي فترة حرجة لهذه الاضطرابات بسبب التغيّرات الهرمونية، فإن هذه العوامل المذكورة آنفاً تلعب دوراً في جميع الفئات العمريّة.

أكثر الأمراض شيوعاً بين المراهقات في سن المراهقة.. ما هي؟ وكيف نتعامل معها؟

ثمة مريضات يعانين من هذه الحالات، لكنهن لا يتحدثن عنها إما بسبب الخوف أو قلة الوعي أو إهمال والديهن، تعزو طبيبة أمراض النساء والتوليد معاناة بعض المريضات من اضطرابات أمراض النساء بصمت بسبب «نقص الوعي في ما يتعلق بشدة أعراض تلك الاضطرابات والحاجة إلى عناية طبيّة أو فحوصات نسائيّة منتظمة»، وتضيف «في كثير من الأحيان..

قد يغفل كل من الآباء والنساء عن الأعراض، معتبرين أنها طبيعيّة أو غير خطيرة، ما يؤدي إلى إهمال أجسام بناتهن، وبالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المفاهيم الخاطئة حول صحة أمراض النساء تمنع المريضات من طلب الرعاية الطبيّة».

التوتّر عند الفتيات يؤثّر على توازن الهرمونات ويضعف جهاز المناعة وقد يؤدّي إلى الإصابة بالالتهابات.

في هذه الحالة، تلعب البيئة المحيطة المجهدة التي تعيش فيها الفتيات المراهقات، دوراً في زيادة معاناتهن من مثل هذه الظروف «التوتّر يمكن أن يعطل الدورة الشهرية لأنه يؤثّر على الإشارات الهرمونيّة من الغدة النخاميّة المسؤولة عن هرمون النمو وهرمونات المبيض، كما يمكن أن يؤدّي التوتّر إلى إضعاف جهاز المناعة وإحداث التهاب..

كما يعطّل التوتّر توازن الهرمونات، ما يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض وعدم انتظام الدورة الشهريّة».

توضح د. سورة علوان «الإجهاد المزمن يزيد من التعرّض للالتهابات، يمكن أن تؤدّي عادات التكيّف غير الصحيّة مع التوتّر إلى تفاقم متلازمة تكيس المبايض وعسر الطمث، حيث يتسبّب التوتّر أيضاً بالقلق والاكتئاب، وتفاقم الأعراض الجسديّة وتقليل البحث عن الأدوية..

إن خلق بيئات داعمة، وتوفير موارد لإدارة التوتّر، وتعزيز التكيّف الصحي معه يمكن أن يخفّف من تأثير التوتّر على صحة أمراض النساء».

الآثار الإيجابية للتشخيص المبكر للوصول إلى مرحلة البلوغ بطريقة صحية

تشرح د. سورة أهمية التشخيص المبكر، بالقول «التشخيص المبكر لاضطرابات أمراض النساء، مثل متلازمة تكيس المبايض، وانتباذ بطانة الرحم، والتهاب الفرج المهبلي، ودورات الحيض غير المنتظمة، و مرض التهاب الحوض..

يوفر العديد من الفوائد للانتقال الآمن إلى مرحلة البلوغ، ويتيح الكشف في الوقت المناسب التدخّل الفوري وإدارة الأعراض بشكل فعّال ومنع استفحال الحالة، إن التشخيص والعلاج المبكر يخفّف من الشعور بعدم الراحة، ويحسّن نوعيّة الحياة بشكل عام..

ويساعد اكتشاف المشكلات مبكراً على منع المضاعفات طويلة المدى مثل: العقم واضطرابات التمثيل الغذائي، ويمكن أن تؤدي معالجة الدورات غير المنتظمة في وقت مبكر إلى تعزيز إمكانات الخصوبة في المستقبل، ويمكّن التشخيص المبكر الفتيات من معرفة حالتهن وخيارات العلاج المتاحة واستراتيجيات الرعاية الذاتيّة، ويخفّف الدعم في الوقت المناسب من الخسائر النفسيّة، بما في ذلك القلق والاكتئاب، ما يعزز آليات أفضل للتكيف».

أكثر الأمراض شيوعاً بين المراهقات في سن المراهقة.. ما هي؟ وكيف نتعامل معها؟

أهم الاختبارات التي يمكن إجراؤها لمثل هذه الاضطرابات

تجيب د. سورة "بالنسبة لاضطرابات مثل عسر الطمث، وانتباذ بطانة الرحم، ومتلازمة تكيس المبايض، والتهاب الفرج المهبلي، تساعد الاختبارات الأساسيّة المختلفة في عمليات التشخيص والإدارة.

في حالات عسر الطمث، يساعد التاريخ الطبي في فهم نمط آلام الدورة الشهريّة، بينما تكشف اختبارات الحوض عن وجود تشوّهات أو علامات مرض التهاب الحوض. ويتم استخدام الموجات فوق الصوتية لاستبعاد الحالات الكامنة مثل الأورام الليفيّة أو أكياس المبيض.

بالنسبة للانتباذ البطاني الرحمي، يقوم فحص الحوض بتقييم المناطق الرقيقة أو الكتل التي تشير إلى نمو أنسجة بطانة الرحم، تصوّر الموجات فوق الصوتيّة أعضاء الحوض للكشف عن الخرّاجات أو الكتل في بطانة الرحم. ويصوّر إجراء تنظير البطن، الذي يُعدّ بمثابة المعيار الذهبي، بشكل مباشر الأنسجة غير الطبيعيّة.

في تشخيص متلازمة تكيّس المبايض، يقيّم التاريخ الطبي أعراضاً مثل: عدم انتظام الدورة الشهريّة ونمو الشعر الزائد وحبّ الشباب، تقيس اختبارات الدم مستويات الهرمون (مثل هرمون التستوستيرون) وعلامات مقاومة الإنسولين، بينما تصور الموجات فوق الصوتية للحوض المبايض بحثاً عن الخرّاجات، إضافة إلى تقييم حجم المبيض وعدد الجريبات.

بالنسبة لالتهاب الفرج المهبلي، يحدّد التاريخ الطبي عوامل الخطر مثل التهابات المسالك البولية المتكررة وسوء النظافة الشخصية، والإفرازات المتكررة، ونوع الإفرازات، والأعراض الأخرى مثل عدم الراحة في البطن أو تهيّج الفرج أو تغيّر اللون، ويحتاج هذا الالتهاب إلى فحص دقيق وأخذ مسحات لإجراء الاختبارات، أيضًا في حالات العدوى المتكرّرة، هناك حاجة لاستبعاد الاعتداء الجنسي في الفئات العمريّة المبكّرة واستبعاد الأمراض المنقولة جنسيّاً.

هذه الاختبارات، إلى جانب التقييم السريري الشامل والنظر في الأعراض، تساعدنا في إجراء التشخيص الفعّال وإدارة هذه الاضطرابات النسائية".

النهج السريري لإدارة هذه الاضطرابات؟

تؤكد د. سورة علوان «يمكن إدارة اضطرابات أمراض النساء، مثل عسر الطمث، وبطانة الرحم، ومتلازمة تكيس المبايض، ودورات الحيض غير المنتظمة، من خلال الأساليب السريريّة المختلفة..

ونحن في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال، نقدّم نهجاً متعدد التخصصات شاملاً جميع الزوايا، يشمل التدخّلات الطبيّة والجراحيّة ونمط الحياة والتدخّلات النفسيّة والاجتماعيّة؛ لكونها تشكّل العامل الرئيسي للإدارة الفعالة لاضطرابات أمراض النساء وتحسين جودة الحياة».

وتضيف: "توصف الأدوية اعتماداً على الاضطراب المحدّد، مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أو موانع الحمل الهرمونيّة لإدارة الأعراض ومعالجة الأسباب الكامنة، قد تتطلّب الحالات الشديدة تدخّلات جراحيّة مثل الجراحة بالمنظار لإزالة الأنسجة أو علاج المضاعفات..

يمكن أن تساعد التغيّيرات الصحية في نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي وممارسة الرياضة وإدارة الإجهاد والنوم، في إدارة الأعراض، خاصة في حالات مثل متلازمة تكيس المبايض..

كما يمكن أن تساعد إجراءات إدارة الألم المختلفة في تخفيف آلام الحوض المرتبطة بهذه الاضطرابات، تُعدّ الفحوصات المنتظمة مع طبيب أمراض النساء ضروريّة لمراقبة الأعراض وتعديل خطط العلاج حسب الحاجة".

 

مقالات ذات صلة