26 سبتمبر 2024

تحذيرات من زيادة ارتفاع ضغط الدم بين الحوامل.. ما هي الأسباب؟

محررة ومترجمة متعاونة

تحذيرات من زيادة ارتفاع ضغط الدم بين الحوامل.. ما هي الأسباب؟

وفقًا لبحث نشر مؤخراً، تضاعف انتشار ارتفاع ضغط الدم المزمن بين الحوامل بين عامي 2008 و 2021، كما وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة ارتفاع ضغط الدم الأمريكية، أن حوالي 40% من النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن لم يتلقين العلاج بالأدوية الخافضة لضغط الدم أثناء الحمل.

يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تكون قوة الدم المؤثرة على جدران الشرايين في القلب أعلى من المعدل الطبيعي، يقوم الطبيب بتشخيص «ارتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل» إذا كان لدى الحامل قراءة لا تقل عن 130/80 ملم زئبقي قبل الحمل أو بعد 20 أسبوعاً من الحمل.

يمكن أن يزيد ارتفاع ضغط الدم المزمن من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الحملي، والذي يتم تشخيصه بعد 20 أسبوعاً، وحدوث مضاعفات مثل تسمم الحمل وانفصال المشيمة وولادة جنين ميت، إذا تُرك ارتفاع ضغط الدم دون علاج، فقد يتسبب في حدوث نزيف وسكتة دماغية ومشاكل صحية أخرى بعد الولادة.

ويشير الأطباء إلى أن هذه الدراسة تسلط الضوء على العبء المتزايد لارتفاع ضغط الدم المزمن وضعف صحة القلب والأوعية الدموية قبل الحمل، وضرورة وضعها كأهداف حاسمة لتحسين صحة الأم..

إذ نظراً لأن ما يقرب من 1 من كل 3 نساء يعانين من ارتفاع ضغط الدم المزمن قد يواجهن مضاعفات الحمل، فيجب أن تكون الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه في قمة أولويات رعاية صحة الأم.

تحذيرات من زيادة ارتفاع ضغط الدم بين الحوامل.. ما هي الأسباب؟

قياس معدلات ارتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل

لتقييم معدل ارتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل، قام الباحثون بتحليل مطالبات التأمين التجارية من عام 2007 إلى عام 2021، بما في ذلك ما يقرب من مليوني حالة حمل من بيانات المسح الوطني لخروج المرضى من المستشفى..

ووجدوا أن نسبة الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن ارتفعت من 1.8% في عام 2008 إلى 3.7% في عام 2021.

كما كشفت الدراسة أن 60% فقط من المرضى الإناث اللواتي تم تشخيصهن تلقين أدوية خافضة للضغط أثناء الحمل، وظل المعدل ثابتاً على الرغم من التغيير الذي حصل في عام 2017 في المبادئ التوجيهية السريرية لجمعية القلب الأمريكية، والذي خفض عتبة ضغط الدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

وتقول الدكتورة ستيفاني ليونارد، المؤلفة الرئيسية وأستاذة مساعدة في أمراض النساء والتوليد في كلية الطب بجامعة ستانفورد، «لقد فوجئنا بعدم العثور على أي تغييرات ذات مغزى قبل وبعد المبادئ التوجيهية..

وفي حين تضاعف معدل ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، ظل استخدام الأدوية للعلاج مستقراً عند نسبة 60% فقط من المرضى، وهو ما نعتقد أنه أقل من المستوى الذي ينبغي أن يكون عليه إذا تم علاج المرضى وفقاً للإرشادات السريرية».

ما سبب زيادة معدلات ارتفاع ضغط الدم بين الحوامل؟

يرجع الخبراء الزيادة في ارتفاع ضغط الدم الحملي إلى ارتفاع معدلات السمنة، والتي يمكن أن ترفع ضغط الدم.

وفقاً للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ما يقرب من 42% من النساء في الولايات المتحدة يعانين من السمنة أو السمنة المفرطة، كما ارتفعت معدلات السمنة بشكل عام، حيث قفزت من 30% في عام 1999 إلى 41% بين عامي 2017 و2020.

في الواقع، وجد البحث الجديد أن 64% من الحوامل اللاتي وصف لهن الأطباء أدوية خافضة لضغط الدم خلال فترة الدراسة كن أكثر عرضة للإصابة بمؤشر كتلة الجسم (BMI) 40 أو أعلى، ما يشير إلى السمنة، كما أن نفس النسبة تقريباً من النساء مصابات أيضاً بمرض السكري أو أمراض الكلى المزمنة.

ويشير بعض الأطباء إلى أن هناك عاملا آخر مُسْهِماً وهو أن النساء يحملن في سن أكبر، ومع تقدم النساء في السن يصبحن أكثر عرضة للإصابة بأمراض نمط الحياة، كما يعانين من انخفاض فرص الحمل التلقائي..

ووفقاً لدراسة أجريت لهذا الشأن، فإن النساء اللواتي خضعن لعلاجات العقم كن أكثر عرضة بمرتين للدخول إلى المستشفى بسبب ارتفاع ضغط الدم مقارنة بمن حملن بشكل طبيعي.

تحذيرات من زيادة ارتفاع ضغط الدم بين الحوامل.. ما هي الأسباب؟

الوقاية من المضاعفات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يقول الخبراء: إن بعض عادات نمط الحياة يمكن أن تقلل من فرص الإصابة بمضاعفات مرتبطة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وبعده.

يوصي الأطباء بما يلي:

  • خفض تناول الصوديوم عن طريق اختيار وجبات مطبوخة في المنزل مملوءة بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
  • تذكري تحريك جسمك، حاولي ممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً، مثل المشي السريع أو استخدام أشرطة التمرين.
  • كما أنه من الطبيعي والمتوقع اكتساب الوزن أثناء الحمل، ولكن الحفاظ عليه ضمن النطاق الموصى به سيساعد في تقليل فرص تفاقم ارتفاع ضغط الدم.
  • الحرص على زيارات ما قبل الولادة الروتينية إلى المراكز المتخصصة لإجراء الفحوصات التطمينية أمر بالغ الأهمية أيضاً.
  • مناقشة الأدوية المحتملة مع طبيبك وأخبريه عن أي ارتفاع في ضغط الدم، والذي من المحتمل أن ينصحك بقياسه في المنزل.
  • وأخيراً، حاولي الاسترخاء.

اتباع نهج شامل لرعاية نفسك أمر ضروري في جميع حالات الحمل، وبشكل خاص عندما تكون هناك ظروف تجعل الحمل أكثر عرضة للخطر، وباتباع هذه الخطوات وغيرها الوقائية والعلاجية، فإن الغالبية العظمى من النساء الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم يحصلن على نتائج حمل جيدة.