لا تتوقف خطورة سرطان الثدي عند التحديات الصحية بل يمتد تأثيره إلى جوانب متعددة من حياة المرأة، بما فيها علاقتها الزوجية ومستقبلها الإنجابي وآمالها في تكوين أسرة.. فما هي أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها على صعيد علاقتها الزوجية؟ وما هي فرصها المحتملة في الإنجاب؟
توضح الدكتورة سهى عبد الباقي، استشارية طب الأورام في مستشفى ميدكير الشارقة: «يترك سرطان الثدي الكثير من التأثيرات على الزوجة والزوج في العديد من الجوانب، فإلى جانب التفكير في تأثيرات العلاجات غير المتوقعة على الخصوبة، يفرض المرض العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والجسدية..
وغالباً ما تنطوي المشكلات النفسية على القلق والاكتئاب، وحتى الخوف من المجهول، وبشكل خاص عندما يتعامل الزوجان مع ضغوط المرض وتأثيراته الإضافية في المستقبل، كالشعور بالتغيرات في صورة الجسم بعد الجراحة أو العلاج، أو فقدان التواصل بينهما نتيجة الاضطراب العاطفي وتدهور الصحة النفسية".
تضيف د. سهى: «كما ينسحب تأثير الإصابة بسرطان الثدي على الحياة الاجتماعية للزوجين ما يضطرهما إلى تعديل دورهما الاجتماعي وعلاقاتهما وبشكل خاص الزوجة، نتيجة إحساسها بالتعب أو التغيرات التي تطرأ على الجسم..
ومن المرجح أن ينعزل كلٌ من الشريكين عن الحياة الاجتماعية بسبب مرحلة العلاج والشفاء الذي يستحوذ على الكثير من اهتماماتهما، بسب ندرة المعلومات التي تتيح لهما فهم طبيعة المرحلة والتجربة التي يمران بها ما يسبب شعوراً بالوحدة، كما يمكن أن يؤدي إجراء بعض التعديلات على الوظيفة ونمط الحياة إلى ضغوط مالية..
إضافة إلى المشاكل الجسدية الناجمة عن التأثيرات الجانبية التي قد تُصاب بها المرأة بعد الخضوع للعلاجات المتعددة مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، والتي يمكن أن تظهر على هيئة ضعف وألم وقيود جسدية تعيق الزوجة عن مواصلة أنشطتها اليومية البدنية مثل الأعمال المنزلية، والأهم من ذلك الاستمرار بالعلاقة الحميمية التي يمكن أن تضيف توتراً وقلقاً على علاقتهما».
تشير د. سهى عبد الباقي، لأنواع العلاجات المتبعة في علاج سرطان الثدي والتي تختلف كلٌ منها بحسب مرحلة المرض والعوامل الصحية الفردية لكل حالة..
وتبين المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تتسبب بها بعضها والتي تُعد من أكبر التحديات التي يواجهها الزوجان؛ لاحتمالية تدمير الخلايا المنتجة للبويضات، وتقليل فرص الحمل بشكل طبيعي، والتي يمكن إيجازها بـ:
وتنقسم أدوية العلاج الموجه إلى فئتين:
كما توضح د. سهى مدى تأثير هذه العلاجات على الخصوبة «لا يتوقف تحدي سرطان الثدي عند محاربة المرض، بل محاربته والمحافظة على القدرة الإنجابية، وفي بعض علاجات سرطان الثدي، مثل العلاج الكيميائي، يمكن أن تُدمّر المبايض، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض نسبة الخصوبة..
كما يمكن أن يسبب استخدام العلاجات الهرمونية والعلاجات الإشعاعية اضطراباً في الأعضاء التناسلية، اعتماداً على عمر المريضة وشدة العلاج، ما قد يؤدي إلى العقم الذي قد يكون مؤقتاً أو دائماً»..
تكمل «قد يكون للعلاج الكيميائي لسرطان الثدي تأثير مباشر في توقف المبايض وعدم القدرة على إنتاج هرمون الإستروجين أو إطلاق البويضات، وتُعرف هذه الحالة باسم قصور المبيض الأساسي، ويمكن أن يكون مؤقتاً، ولكن يمكن أن يكون الضرر الذي يلحق بالمبيض دائماً أحياناً».
كما تذكر د. سهى عبد الباقي بعض خيارات الإنجاب بعد تقلص فترة العلاج والتماثل للشفاء:
توجز استشارية طب الأورام «لا يمكن إغفال أهمية الدعم العاطفي للمرأة المصابة بسرطان الثدي، فالعلاقة الزوجية تحتاج إلى تعزيز التواصل والتفاهم خلال هذه الفترة، حيث يكون الدعم المتبادل عاملاً مهمًا في تجاوز الأزمة، لذلك يجب على الزوج أن يظهر الدعم والمساندة، وألا يتعامل مع المرض كمصدر للضغوط، بل كفرصة لتعميق الترابط..
على الجانب الآخر من المهم أن يطلب الزوجان الدعم النفسي من متخصصين، حيث يمكن أن يساعد العلاج النفسي في التعامل مع الضغوط النفسية وتخفيف تأثيرها على العلاقة الزوجية».