7 أكتوبر 2024

"سرطان الثدي" وتحديات الخصوبة والعلاقة الزوجية.. حلول ونصائح تقدمها د. سهى عبد الباقي

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

"سرطان الثدي" وتحديات الخصوبة والعلاقة الزوجية.. حلول ونصائح تقدمها د. سهى عبد الباقي

لا تتوقف خطورة سرطان الثدي عند التحديات الصحية بل يمتد تأثيره إلى جوانب متعددة من حياة المرأة، بما فيها علاقتها الزوجية ومستقبلها الإنجابي وآمالها في تكوين أسرة.. فما هي أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها على صعيد علاقتها الزوجية؟ وما هي فرصها المحتملة في الإنجاب؟

"سرطان الثدي" وتحديات الخصوبة والعلاقة الزوجية.. حلول ونصائح تقدمها د. سهى عبد الباقي

توضح الدكتورة سهى عبد الباقي، استشارية طب الأورام في مستشفى ميدكير الشارقة: «يترك سرطان الثدي الكثير من التأثيرات على الزوجة والزوج في العديد من الجوانب، فإلى جانب التفكير في تأثيرات العلاجات غير المتوقعة على الخصوبة، يفرض المرض العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والجسدية..

وغالباً ما تنطوي المشكلات النفسية على القلق والاكتئاب، وحتى الخوف من المجهول، وبشكل خاص عندما يتعامل الزوجان مع ضغوط المرض وتأثيراته الإضافية في المستقبل، كالشعور بالتغيرات في صورة الجسم بعد الجراحة أو العلاج، أو فقدان التواصل بينهما نتيجة الاضطراب العاطفي وتدهور الصحة النفسية".

"سرطان الثدي" وتحديات الخصوبة والعلاقة الزوجية.. حلول ونصائح تقدمها د. سهى عبد الباقي

تضيف د. سهى: «كما ينسحب تأثير الإصابة بسرطان الثدي على الحياة الاجتماعية للزوجين ما يضطرهما إلى تعديل دورهما الاجتماعي وعلاقاتهما وبشكل خاص الزوجة، نتيجة إحساسها بالتعب أو التغيرات التي تطرأ على الجسم..

ومن المرجح أن ينعزل كلٌ من الشريكين عن الحياة الاجتماعية بسبب مرحلة العلاج والشفاء الذي يستحوذ على الكثير من اهتماماتهما، بسب ندرة المعلومات التي تتيح لهما فهم طبيعة المرحلة والتجربة التي يمران بها ما يسبب شعوراً بالوحدة، كما يمكن أن يؤدي إجراء بعض التعديلات على الوظيفة ونمط الحياة إلى ضغوط مالية..

إضافة إلى المشاكل الجسدية الناجمة عن التأثيرات الجانبية التي قد تُصاب بها المرأة بعد الخضوع للعلاجات المتعددة مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، والتي يمكن أن تظهر على هيئة ضعف وألم وقيود جسدية تعيق الزوجة عن مواصلة أنشطتها اليومية البدنية مثل الأعمال المنزلية، والأهم من ذلك الاستمرار بالعلاقة الحميمية التي يمكن أن تضيف توتراً وقلقاً على علاقتهما».

"سرطان الثدي" وتحديات الخصوبة والعلاقة الزوجية.. حلول ونصائح تقدمها د. سهى عبد الباقي

تشير د. سهى عبد الباقي، لأنواع العلاجات المتبعة في علاج سرطان الثدي والتي تختلف كلٌ منها بحسب مرحلة المرض والعوامل الصحية الفردية لكل حالة..

وتبين المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تتسبب بها بعضها والتي تُعد من أكبر التحديات التي يواجهها الزوجان؛ لاحتمالية تدمير الخلايا المنتجة للبويضات، وتقليل فرص الحمل بشكل طبيعي، والتي يمكن إيجازها بـ:

  • الجراحة: استئصال الكتلة الورمية (إزالة الورم) أو استئصال الثدي (إزالة أحد الثديين أو كليهما).
  • العلاج الكيميائي: استخدام الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية أو منع نموها، تسهم هذه الطريقة في تخفيف الأعراض الأخرى مثل الألم أو الضغط الناجم عن الأورام، وغالباً ما يستخدم العلاج الكيمياوي إلى جانب العلاج الإشعاعي أو بعد الجراحة لتعزيز عملية الشفاء.
  • العلاج الإشعاعي: يستهدف هذا النوع من العلاج الخلايا السرطانية بأشعة عالية الطاقة لتدميرها، وغالباً ما يستخدم بعد جراحة الثدي لمنع ظهور السرطان في الغدد اللمفاوية والثدي.
  • العلاج الهرموني: يمنع الهرمونات التي تغذي بعض أنواع سرطان الثدي، حيث إن الإستروجين يعزز نمو السرطانات التي تكون إيجابية لمستقبلات الهرمون، ولأن 2 من أصل 3 سرطانات من سرطان الثدي إيجابية لمستقبلات الهرمون، فإن منع الإستروجين يعتبر عنصراً مهماً في العلاج الوقائي.
  • العلاج الموجه: يركز هذا النوع من العلاجات على بروتينات معينة مسببة للسرطان..

وتنقسم أدوية العلاج الموجه إلى فئتين:

  • الأدوية التي تستهدف بروتين HER2 / neu (البروتين المعزز للنمو الذي يعزز انتشار السرطان).
  • الأدوية التي تحسن أداء العلاج الهرموني.

"سرطان الثدي" وتحديات الخصوبة والعلاقة الزوجية.. حلول ونصائح تقدمها د. سهى عبد الباقي

كما توضح د. سهى مدى تأثير هذه العلاجات على الخصوبة «لا يتوقف تحدي سرطان الثدي عند محاربة المرض، بل محاربته والمحافظة على القدرة الإنجابية، وفي بعض علاجات سرطان الثدي، مثل العلاج الكيميائي، يمكن أن تُدمّر المبايض، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض نسبة الخصوبة..

كما يمكن أن يسبب استخدام العلاجات الهرمونية والعلاجات الإشعاعية اضطراباً في الأعضاء التناسلية، اعتماداً على عمر المريضة وشدة العلاج، ما قد يؤدي إلى العقم الذي قد يكون مؤقتاً أو دائماً»..

تكمل «قد يكون للعلاج الكيميائي لسرطان الثدي تأثير مباشر في توقف المبايض وعدم القدرة على إنتاج هرمون الإستروجين أو إطلاق البويضات، وتُعرف هذه الحالة باسم قصور المبيض الأساسي، ويمكن أن يكون مؤقتاً، ولكن يمكن أن يكون الضرر الذي يلحق بالمبيض دائماً أحياناً».

"سرطان الثدي" وتحديات الخصوبة والعلاقة الزوجية.. حلول ونصائح تقدمها د. سهى عبد الباقي

كما تذكر د. سهى عبد الباقي بعض خيارات الإنجاب بعد تقلص فترة العلاج والتماثل للشفاء:

  • تجميد البويضات: يُعد من الخيارات الشائعة للحفاظ عل الخصوبة قبل البدء بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، تتيح هذه التقنية للمرأة تجميد بويضاتها لاستخدامها لاحقاً في عمليات التخصيب الصناعي بعد انتهاء العلاج.
  • التلقيح الصناعي: بعد العلاج واستعادة الصحة، يمكن للزوجين اللجوء للتلقيح الصناعي باستخدام البويضات المجمدة أو من خلال متبرع في حال تضرر بويضات المرأة.
  • حفظ الأنسجة المبيضة: خيار يمكن للزوجين اللجوء إليه قبل البدء بالعلاج، حيث يتم استخراج جزء من المبيض وتجميده لإعادة زراعته لاحقاً بعد انتهاء العلاج.
  • العلاج الهرموني المكمل: في بعض الحالات، يمكن تأجيل الحمل لفترة من الزمن بعد العلاج الكيميائي للسماح للجسم بالتعافي واستعادة خصوبته تلقائياً.

توجز استشارية طب الأورام «لا يمكن إغفال أهمية الدعم العاطفي للمرأة المصابة بسرطان الثدي، فالعلاقة الزوجية تحتاج إلى تعزيز التواصل والتفاهم خلال هذه الفترة، حيث يكون الدعم المتبادل عاملاً مهمًا في تجاوز الأزمة، لذلك يجب على الزوج أن يظهر الدعم والمساندة، وألا يتعامل مع المرض كمصدر للضغوط، بل كفرصة لتعميق الترابط..

على الجانب الآخر من المهم أن يطلب الزوجان الدعم النفسي من متخصصين، حيث يمكن أن يساعد العلاج النفسي في التعامل مع الضغوط النفسية وتخفيف تأثيرها على العلاقة الزوجية».

 

مقالات ذات صلة