08 ديسمبر 2024

كيف تكتشف صعوبات التعلّم لدى طفلك؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

صعوبات التعلّم مشكلة تؤثر في كيفية تلقّي الشخص للمعلومات، ومعالجتها. وقد يواجه الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلّم مشاكل في أيّ من المهام التالية: القراءة، الكتابة، حلّ المسائل الرياضية، وفهم التوجّهات.

صعوبات التعلّم شائعة في العالم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، قد يعاني ما بين 8% و10% من الأطفال دون سن 18 عاماً من نوع ما من صعوبات التعلّم.

لا علاقة لصعوبات التعلّم بمدى ذكاء الشخص. بل قد يرى الطفل الذي يعاني صعوبات التعلّم الأشياء، أو يسمعها، أو يفهمها، بشكل مختلف. وقد يجعل هذا المهام اليومية، مثل الدراسة للاختبار، أو البقاء مركّزاً في الفصل، أكثر صعوبة. وهناك استراتيجيات يمكن للشخص تعلّمها لتسهيل التعامل مع هذه الاختلافات.

وغالباً ما يكون المعلّمون أول من يلاحظ أن الطفل يعاني اضطراباً في التعلّم. وفي بعض الأحيان يمكن ملاحظة العلامات بسهولة، مثل الطالب الذي يتأخر كثيراً في القراءة، أو الطفل الذي يعمل بجد ولكنه يستمر في الرسوب في الاختبارات. ولكن، في أحيان أخرى يكون من الصعب اكتشاف العلامات، وقد يعني هذا أن الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة لن يحصلوا عليها.

مجلة كل الأسرة

غالباً ما يكون لدى الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلّم فجوة كبيرة بين ما يبدو أنهم قادرون على القيام به، وما هم قادرون عليه بالفعل. على سبيل المثال، الطالب الذي يكتب مقالات رائعة ولكنه بالكاد يستطيع القيام بحل المسائل الرياضية الأساسية، أو الطفل الذي يعطي إجابات رائعة في الفصل، ولكنه لا يستطيع تدوين أفكاره على الورق. وعادة ما تتسبب هذه الفجوات بتصنيف الأطفال الذين يعانون اضطرابات التعلّم على أنهم كُسالى، أو يُطلب منهم المحاولة بجدية أكبر، ما قد يؤثر سلباً في احترامهم لذواتهم. إن معرفة ما يجب البحث عنه يمكن أن يساعد المعلمين وأولياء الأمور للحصول على المساعدة التي يحتاج إليها مثل هؤلاء الأطفال.

قد يعاني هؤلاء الطلاب الذين يحتاجون إلى تذكير مستمر بما يجب عليهم فعله، خللاً في مهارة تسمّى الذاكرة العاملة، التي تعني مهمة تذكّر ومعالجة المعلومات الجديدة، وهي مشكلة شائعة لدى الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلّم. وقد يواجهون أيضاً صعوبة في إدارة الوقت، وقد يواجهون صعوبة في الانتقال من مرحلة إلى أخرى، أو يبدون غير منظّمين.

وتشمل العلامات الشائعة الأخرى لاختلافات التعلّم، صعوبة في اتّباع التعليمات، وصعوبة التركيز، وعدم إنجاز الواجبات المنزلية في الوقت المحدّد، أو عدم إنجازها على الإطلاق. كما يُعد الفشل في الاختبارات، بخاصة تلك التي درسوا لها، علامة أيضاً.

إذا بدا الطالب خجولاً، لا يتحدث في الفصل، أو يجلس في الصف الخلفي، فقد يحاول إخفاء مشكلة التعلّم. وقد يفعل الأطفال الآخرون العكس، فيتصرفون لجذب الانتباه بعيداً عن الصعوبات، أو يتظاهرون بعدم الاهتمام بالمدرسة. وقد يتغيّب الأطفال حتى عن الفصل، أو يتغيّبون عن المدرسة، أو يمرضون أكثر من المعتاد.

إن مساعدة الطلبة الذين يعانون صعوبات التعلّم في الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها، يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في المدرسة، وفي حياتهم العامة.

أنواع صعوبات التعلّم لدى الأطفال

هناك العديد من أنواع صعوبات التعلّم المختلفة التي يمكن أن تؤثر في الأشخاص بشكل مختلف. من المهم ملاحظة أن اضطراب نقص الانتباه، وفرط النشاط (ADHD)، واضطرابات طيف التوحد، ليست هي صعوبات التعلّم نفسها.

تشمل الأنواع الرئيسية لاضطرابات التعلّم ما يلي:

خلل الأداء التنموي

يؤثر خلل الأداء التنموي في المهارات الحركية للطفل. تساعدنا المهارات الحركية على الحركة والتنسيق. قد يصطدم الطفل الصغير المصاب بخلل الأداء التنموي بالأشياء، أو يواجه صعوبة في حمل الملعقة، أو ربط شريط الحذاء. وفي وقت لاحق، قد يواجه صعوبة في مهام جديدة، مثل الكتابة والطباعة. وتشمل المشاكل الأخرى المرتبطة بخلل الأداء التنموي ما يلي:

  • صعوبات الكلام
  • الحساسية للضوء، أو اللمس، أو التذوّق، أو الشم
  • صعوبة في حركات العين
مجلة كل الأسرة

عسر القراءة

يؤثر عسر القراءة في كيفية معالجة الطفل للغة، ويمكن أن يجعل القراءة والكتابة صعبتين. يمكن أن يسبب أيضاً مشاكل في فهم القواعد والقراءة. وقد يواجه الأطفال أيضاً صعوبة في التعبير عن أنفسهم لفظياً، وترتيب الأفكار أثناء المحادثة.

عسر الكتابة

يؤثر عسر الكتابة في قدرات الكتابة لدى الطفل. قد يعاني الأطفال المصابون بعسر الكتابة مجموعة متنوّعة من المشاكل، بما في ذلك:

  • خط اليد السيئ
  • مشكلة في التهجئة
  • صعوبة في تدوين الأفكار على الورق
مجلة كل الأسرة

عسر الحساب

يؤثر عسر الحساب في قدرة الطفل على حلّ المسائل الرياضية. يمكن أن تتخذ اضطرابات الرياضيات أشكالاً عدّة، وتختلف أعراضها من طفل لآخر. لدى الأطفال الصغار، قد يؤثر عسر الحساب في تعلم العدّ، والتعرّف إلى الأرقام. ومع تقدم الطفل في العمر، قد يواجه صعوبة في حلّ المسائل الرياضية الأساسية، أو حفظ أشياء، مثل جداول الضرب.

اضطراب المعالجة السمعية

هذه مشكلة في الطريقة التي يعالج بها الدماغ الأصوات التي يستقبلها الطفل، ولا يحدث بسبب ضعف السمع. قد يواجه الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب مشاكل في:

  • تعلّم القراءة
  • التمييز بين الأصوات والضوضاء في الخلفية
  • اتّباع التعليمات المنطوقة
  • التمييز بين الكلمات المتشابهة في الصوت
  • تذكّر الأشياء التي سمعوها

اضطراب المعالجة البصرية

يعاني الطفل المصاب باضطراب المعالجة البصرية صعوبة في تفسير المعلومات البصرية. قد يجد صعوبة في القراءة، أو التمييز بين شيئين متشابهين. وغالباً ما يعاني الأطفال المصابون باضطراب المعالجة البصرية مشاكل في تنسيق اليد والعين.

مجلة كل الأسرة

تشخيص صعوبات التعلّم لدى الطفل

قد يكون تشخيص صعوبات التعلّم صعباً، لعدم وجود قائمة محدّدة بالأعراض التي تناسب كل طفل. كما يحاول العديد من الأطفال إخفاء المشكلة. وقد لا تلاحظ أي شيء أكثر من الشكاوى المتكررة بشأن الواجبات المنزلية، أو الطفل الذي لا يريد الذهاب إلى المدرسة.

ومع ذلك، قد تكون العلامات التالية علامات على اضطراب التعلّم:

  • عدم التحمّس للقراءة أو الكتابة
  • صعوبة في حفظ الأشياء
  • العمل بوتيرة بطيئة
  • صعوبة في اتّباع التعليمات
  • صعوبة في التركيز على مهمة ما
  • صعوبة في فهم الأفكار المجرّدة
  • عدم الانتباه إلى التفاصيل، أو الانتباه إلى التفاصيل كثيراً
  • ضعف المهارات الاجتماعية
  • الفوضوية

إذا كنت تشك في وجود اضطراب في التعلّم، فتحدث إلى طبيب الأطفال، أو المعلم الخاص بطفلك حول تقييمه. وقد يكون من الضروري رؤية العديد من المتخصصين قبل الحصول على تشخيص نهائي. وقد يشمل هؤلاء المتخصصين طبيباً نفسانياً سريرياً، أو طبيب نفس مدرسيّاً، أو طبيباً نفسانياً تنموّياً، أو معالجاً مهنياً، أو معالج نطق ولغة، بناء على المشاكل التي يعانيها طفلك. سيقومون بإجراء مجموعة متنوّعة من الاختبارات والتقييمات للوصول إلى أصل المشكلة.

الكشف المبكر عن صعوبات التعلّم لدى الطفل

إن معرفة العلامات المبكّرة لإعاقة التعلّم المحتملة يمكن أن تساعد الآباء في الحصول على المساعدة التي يحتاج إليها أطفالهم، في أقرب وقت ممكن. لهذا السبب من المهم الانتباه إلى مراحل نموّ طفلك. يمكن أن يكون التأخر، مثل التأخر في المشي، أو التحدث، أو مشاكل التنشئة الاجتماعية، علامة على اضطراب التعلّم لدى الأطفال الصغار، وفي مرحلة ما قبل المدرسة.

علاج اضطرابات التعلّم لدى الطفل

التعليم الخاص هو العلاج الأكثر شيوعاً لاضطرابات التعلّم. بعد إجراء تقييم لتحديد المشكلة التي يعانيها طفلك، سيقوم فريق من المعلمين المتخصصين بإنشاء برنامج تعليمي فردي لطفلك، يحدّد الخدمات الخاصة التي يحتاج إليها للنجاح في المدرسة. سيساعد المعلمون المتخصصون طفلك بعد ذلك، على بناء نقاط قوته وتعليمه، وإيجاد طرق التعويض عن نقاط ضعفه.

تتوفر أيضاً العديد من الموارد لعلاج الطفل خارج نظام المدارس العامة، بما في ذلك:

  • المدارس الخاصة المتخصصة في علاج الأطفال ذوي الإعاقات التعلّمية
  • برامج ما بعد المدرسة المصمّمة للأطفال ذوي الإعاقات التعلّمية
  • خدمات التدريس والعلاج في المنزل

يجب ألا تكون الإعاقة التعلّمية عائقاً أمام النجاح. باستخدام الأدوات المناسبة، يمكن للأشخاص ذوي الإعاقات التعلّمية التغلب على أيّ تحد.

مجلة كل الأسرة

تربية طفل يعاني إعاقة التعلّم

قد يكون اكتشاف أن طفلك يعاني إعاقة التعلّم أمراً مرهقاً. يجد العديد من الآباء أن عملية تشخيص الإعاقة التعلّمية محبطة للغاية، ثم بمجرد ظهور التشخيص، يواجهون معركة شاقة للحصول على المساعدة التي يحتاج إليها أطفالهم.

أفضل شيء يمكنك القيام به كوالد، هو ببساطة حب طفلك ودعمه. يمكن أن تساعدك هذه النصائح أيضاً على مساعدة طفلك:

تعلّم كل ما تستطيع

احصل على جميع الحقائق حول الإعاقة التعلّمية لطفلك، وكيف تؤثر في عملية التعلّم. أبحث عن الخدمات والاستراتيجيات الداعمة حتى تتمكن من القيام بدور نشط في تحديد العلاج المناسب لطفلك.

كن مدافعاً عن طفلك

تعاون مع مدرسة طفلك لتطوير خطة تعليمية فردية، وهي خطة خاصة تحدّد الأهداف لطفلك، وتحدّد الدعم الذي قد يكون مطلوباً لتحقيق هذه الأهداف. افهم قوانين التعليم الخاص، وسياسات المدرسة حتى تتمكن من التأكد من حصول طفلك على أقصى استفادة من المدرسة. فقد تكون العديد من الخدمات متاحة، ولكن قد لا يتم تقديمها إلا عندما تطلبها.