هل يمكن لحبة دواء وهمي (بلاسيبو) أن تشفي من صدمة الحب العاطفية؟
منذ حوالي سبع سنوات خرج العالم النفسي الكندي «ألان برونيه» على مختلف وسائل الإعلام الفرنسي ليشرح كيف أن ثمة طريقة تجمع بين العلاج النفسي ودواء للأعصاب، قادرة على معالجة آثار الصدمات التي تتركها الكوارث الطبيعية والحروب والهجمات الإرهابية على الضحايا.
وكان قد تم علاج عدد كبير من الأشخاص بها بعد الزلزال الذي وقع في النيبال والذي أصاب ثمانية ملايين شخص وأوقع بينهم ثمانية آلاف قتيل.
وبعد فترة وجيزة، شهدت باريس خلالها الهجمات الإرهابية على مسرح «الباتاكلان»، تسنى لهذه الطريقة أن تثبت فاعليتها في علاج حالات الصدمة التي اعترت 400 شخص من الحاضرين في المسرح آنذاك.
لكن برونيه لم يكتفِ بالصدمات الناجمة عن الكوارث بل نادى بتطبيق هذا العلاج على الصدمات العاطفية، وقد فعل هذا مع سيدة رفع زوجها دعوى طلاق ضدها من دون أن يعلمها بالأمر علماً أنها أمضت معه 25 عاماً من الحياة الزوجية. وقد أعلنت السيدة آنذاك، بعد انتهاء العلاج، أن الجرح لا يزال قائماً لكن أثره صار أقل وطأة.
وفي هذه الأثناء، قامت اعتراضات شديدة على استعمال الدواء لعلاج الصدمة العاطفية من قبل اختصاصيين وأشخاص عاديين. وقد طالبوا بترك الزمن يفعل فعله في هذا المجال خاصة أن للدواء آثاراً جانبية على القلب، هذا من دون الحديث عن أنه سيتحول إلى «دجاجة تبيض ذهباً» بالنسبة إلى شركات الأدوية العالمية.
هذا فيما يتعلق بدواء حقيقي، لكن ماذا عن الدواء الوهمي؟
خبر ملفت صدر في هذه الأيام يفيد عن نجاح تجربة قام بها العلماء في جامعة «بولدر» بولاية كولورادو، حيث جرى اختبار دواء وهمي على المشاركين فيها بعد أن قيل لهم إنه مسكِّن قوي وفعّال كذلك ضد الآلام العاطفية والمزاج السلبي، في حين أن «الدواء» حقيقة عبارة عن رذاذ من ماء وملح يرش في الأنف.
وجاءت النتيجة أن الدواء الوهمي حقق نجاحاً في خفض نسبة الألم النفسي الناجم عن الصدمة العاطفية أكثر مما حققه في خفض نسبة الألم البدني، الناجم عن حرق مثلاً. نتيجة مذهلة حقاً، لكنها لا تعني أن ألم الصدمة العاطفية ألم وهمي، فهو يسلك الدوائر العصبية ذاتها تقريباً التي يسلكها الألم البدني، بل تعني أن قوة الإيحاء التي نمارسها على أنفسنا أو يمارسها الآخرون علينا تخوّلنا أن نداوي أنفسنا من حب ظننّا أنه حقيقي لكن تبيّن في النهاية أنه.. وهمي.