تبقى كلمة «آسف» من أهم الكلمات التي يجب أن يتبادلها الزوجان في حياتهما الزوجية، فالاعتذار يعكس احترام أحد الزوجين لمشاعر الآخر، واعترافه بالأخطاء التي ارتكبها يخفف من التوترات ويسهم في حل المشاكل الزوجية، ويساعد في بناء علاقة صحية مستدامة تعزز السعادة والاستقرار والتواصل الفعال وتحسن مستوى الثقة والتفاهم بين الزوجين.
يمكن أن تنطبق مقولة عالم النفس الأميركي جاي وينش، في كتابه (الإسعافات الأولية العاطفية)، على أهمية استخدام كلمة آسف في ترميم العلاقة الزوجية «إن الأسف الفعال لن يشفي الجرح فقط، لكنه أيضاً سيفيد في علاجك من ذنبك، فالأسف بمثابة رادع من تكرار الخطأ، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يمنحك قوة فعلية، فتشعر بأنك قادر على المواجهة، وتقبل العواقب مهما كانت». فالعلاقة الزوجية من أسمى العلاقات البشرية، تقوم على المودة والرحمة والاحترام والتسامح، لكنها كغيرها من العلاقات لا تخلو من الخلافات والتوترات المتكررة والزعل والجدال والخصام واختلاف وجهات النظر والعناد والتمسك بالرأي، وكي لا تتحول هذه الخلافات لصراعات على الزوجين معرفة إدارتها وإتقان تقديم الاعتذار وقول كلمة «آسف» في الوقت المناسب.
نورة القصير
تكشف المدربة والمستشارة الأسرية نورة القصير «لا يعني استقرار الحياة الزوجية مهما كانت درجة التفاهم والتوافق بين الشريكين العيش بسعادة دائمة، فهما بالتأكيد يمران بالعديد من الخلافات التي تحتاج أن يقدم أحدهما التنازل فيها والتعبير عن الأسف لبعضهما بطرق مختلفة»، توضح «من المهم حل الخلافات بين الزوجين أولاً بأول قبل أن تتراكم وتزداد صعوبة حلها مع مرور الوقت، فهو، أي «الأسف»، يكشف عمق مشاعر الحب والاهتمام الذي يكنه الزوج أو الزوجة لشريك حياته، وفي الوقت الذي لا يمكن وصفه بالحل السحري لحل الخلافات يبقى من الحلول التي يمكن أن تحد من حدة التوتر وخطوة تمهيدية للبحث عن حلول حقيقة وفعالة».
متى يكون التعبير عن الأسف ضرورة ملحة بين الزوجين؟
من هو الطرف الذي عليه المبادرة بالاعتذار بكلمة «آسف»؟
لا يقلل الاعتذار من قيمة ومكانة الأزواج عند بعضهم البعض، كما لا يمكن وضع قاعدة ثابتة وتحديد شخص يبادر في تقديم الاعتذار، فهي مسألة تتوقف على عوامل مختلفة، منها سبب الخلاف وعمقه، معرفة طبيعة الزوجين وكيفية تعاملهما مع الخلافات وتحديد الشخص المخطئ.. فعندما تخطئ الزوجة بحق زوجها يتوجب عليها تقديم الاعتذار له، كما على الزوج التعبير عن أسفه إن كان هو المخطئ، لكن الكثير من الرجال في مجتمعاتنا يعتبرون الاعتذار تقليلاً من الكرامة والقدر أمام الزوجة، في الوقت الذي يجب ألا تؤخذ المبادرة بالاعتذار وتقديم الأسف من أحد الطرفين على أنها ضعف أو انهزام أو انتصار إنما تعبير عن الحب الاحترام وأقصر الطرق للصلح بين الزوجين، ويكون العناد من أهم أسباب دمار العلاقات الزوجية وتشتت الأسرة.
وهل يمكن أن يكون الاعتذار شكلياً، «رفعاً للعتب»؟
«آسف» ليست كلمة عادية، فهي بمنزلة بطاقة ذهبية رابحة لغفران كل الزلات والهفوات والغلطات والمشكلات، تبني وترمم العلاقة الزوجية من جديد، ينقل من خلالها المخطئ إحساسه بالذنب ورغبته في مصالحة وإرضاء وإسعاد الشريك إن كان على قناعة تامة بخطئه.
ما هي الطرق والأساليب الفعالة في التعبير عن الأسف؟
هناك العديد من الطرق والأساليب التي يمكن أن يستعين بها الأزواج للتعبير عن أسفهم، من أهمها: