آمِنَة كَرمستجي على غلاف مجلة كل الأسرة
عشقت المصممة «آمِنَة كَرمستجي» عالم الأزياء، وتطلعت إلى تحدياته بحماس وجرأة، أسست علامتها «إلنا لاين» التي حرصت من خلالها على أن تؤكد مفهوم أن الحشمة لا تنقص من أناقة الأزياء أبداً
التقتها نها حسني لتحدثنا عن رحلتها في تصميم الأزياء:
عن بداياتها تقول «آمِنَة كَرمستجي» "لَطَالما أحبَبتُ الموضة، وعندما بدأت في الاطلاع عليها وتجريبها لأول مرة، كان الأمر صعباً أن أجد أزياء تتسم بالبساطة ولكن أيضاً بالجاذبية وصيحة الموضة، ومن هنا نشأتْ «إلنا لاين» من مُجرد رغبة نابعة مِني في إبداع شيءٍ جديد لطالما بحثتُ عنه سابقاً ولم أجده، لقد دخلتُ إلى عالم الموضة حتى يتسنى لي بلورة وترجمة أساليبي التي هي بالأساس تتسم بالتواضع بمعنى البساطة ولكن أيضاً الرُقي والأناقة عبر تحويلها وبلورتها إلى أطقم أزياء كاملة يمكنني أنا وسائر النساء أن نرتديها".
وعن مصدر إلهامها، تؤكد "أُحب السفر، إن كل مجموعة أزياء قمت بتصميمها بها عناصر من الأماكن التي زُرتها، أو الأماكن التي أطمح لزيارتها، كما أن زبائني مصدر للإلهام من مشاركتهم وتفاعلهم، فردود أفعالهم بمثابة الوقود الذي يُحرك فريقنا وبدورنا نستخدم هذا الأمر في إبداع وتقديم تصاميم فريدة تليق وتستحق الارتداء وفي وقت قياسي لعملائنا".
العباءة ليست مُجرد غِطاء أو ساتر أسود اللون، هي بمثابة بَشرة ترتديها المرأة من أجل أن تُرِي هذا العالم من هِي وما كَينُونتها
وضعت لنفسها تحديات وسعت جاهدة إلى تحقيقها، عشقت العباءة وحرصت على تطويرها بأسلوب متطور يليق بالسيدة العصرية التي تعشق الأناقة والفخامة، تحكي "كان التحدي الأكبر أن نقدم أزياء مُحتشمة، ولكن في ذات التوقيت تتحلى بالرونق والأناقة في عالم الموضة للنساء اللائي يُرِدْنَ التعبير عن شخصياتهن الفريدة عبر الموضة والأزياء".
وتواصل "نَرى العباءة من أكثر من منظور وطريقة، إن العباءة ليست مُجرد غِطاء أو ساتر أسود اللون، وهي الفكرة المغلوطة لدى مُعظم الناس، فالعباءة هي رمز الجمال، والأناقة، والعِفة والاحترام، هي بمثابة بَشرة ترتديها المرأة من أجل أن تُرِي هذا العالم من هِي وما كَينُونتها، إن العباءة جزء من شخصية السيدة التي ترتديها".
من تصاميمها
تتميز تشكيلتها الجديدة «أس أس-22 كوليكشن» بلمساتها الزهرية الأنيقة، توضح "تشيكلة «أس أس-22 كوليكشن» مُستمدة ومستحدثة من شلالات الطبيعة، حيث إننا قد أحببنا الطريقة التي ينهمر بها الماء هنالك، وهذا الإلهام مُترجَمٌ عبر حبكتنا للخامات وللحركة التي تُحدثها، وإن الملف اللوني «لوحة الألوان» الخاصة بنا ظلتْ ولا تزال متناسقة ومتناغمة على مر الأعوام، إننا نُحب الاستخدام النمطي الكلاسيكي للون الأسود، ونحن معروفون أيضاً بتقنية التدرج اللوني للونين الأبيض والأسود «تقنية المونوكروم الأبيض والأسود»، كما أننا نُضيف مَلمس وإحساس الذهب وبعض اللمسات الزهرية، وتدرجات الظِل الأزرق المُريحة للعين وذلك من آنٍ لآخر أيضاً".
من تصاميمها
تنظر إلى تداعيات أزمة جائحة «كوفيد-19» بإيجابية، قائلة "لقد أعطتنا جائحة «كوفيد-19» فرصة التقاط الأنفاس واحتضان الحياة بما تحمله بين طياتها، وكما هو مُقدر لنا وليس كما نرغب لها أن تكون، قبل هذا الوضع كانت الحياة بمثابة سباقٍ مُستمر بلا هوادةٍ بين المُصممين الجُدد، والتشكيلات الجديدة، والتوجهات والـ«تريند» الجديدة، وكل شيء مما هو جديد، ولكن من واقع ما أراه من كل أرجاء عالم الموضة والأزياء، فإنني أرى أن أهل الصنعة بدأوا يلتقطون أنفاسهم عن حق".
تؤمن بأن الشغف هو المحرك الأساسي للنجاح والتطور، معللة " يمكن أن يكون في حيازتك كافة الدرجات والمؤهلات التعليمية المُتاحة في العالم، ولكن دون وجود الشغف فلن يكون بالإمكان أن تُبلور أحلامك وتطلعاتك إلى حقيقة ملموسة".
لهذا تنصح "دائماً وأبداً كُنْ معبراً عن ذاتكَ وشخصيتك، حتى وإن تطلب الأمر مزيداً من الوقت حتى تصل إلى أسلوبك ولمستك الشخصية الخاصة بك، فهذا الأمر أفضل بكثيرٍ من مُجرد نسخ وتقليد المصممين الآخرين، إن عالم الموضة والأزياء هو صناعة تبدو، من الخارج، سهلة عندما تكتفي بالنظر إلى التصاميم النهائية".
من تصاميمها
تتأثر تصاميمها بملهمتها «كُوكو تشانِيل»، تصرح "كانت كُوكو تشانِيل معروفة بشخصيتها الجذابة بل «المغناطيسية» ، وكانت بحق رائدة في عالم الموضة في أوائل عشرينيات القرن الماضي، حتى أنها دفعت واجتازت الحدود، ولم تخش التعبير عن ذاتها عبر الموضة والأزياء، لم تكن «كوكو تشانيل» مُجرد مُصممة موضة وأزياء، بل كانت سيدة أعمال ريادية وقد أعطتْ تصاميمها إحساساً وعَبق التحَرَّر والاستقلالية ورسخته في كيان النساء اللائي اقتنين أزياءها".
Art Direction and Stylist: @rabia_alsheikh
مصور: Kassemkhoder@
مكان التصوير: Waldorf DIFC
* نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة العدد (1479) بتاريخ 15 فبراير 2022