في عالم المخبوزات تمتلك الشيف سميرة الدباغ قصة مميّزة تجمع بين شغفها بالخبز، وخلفيّتها الثقافية الغنية. بدأت سميرة رحلتها مع هذا العالم منذ طفولتها، عندما كانت تساعد والدتها في المطبخ، ليتحوّل هذا الشغف، فيما بعد، إلى مسار مهني مملوء بالتحدّيات والنجاحات، وتنتقل من مطبخها الصغير إلى العمل كشيف في مخبز «Bageri Form»..
في حوارنا مع سميرة تحدثت عن كيفية تحويل حبها للخبز إلى مشروع ناجح، وعن التأثير الذي تركته ثقافتها، الفلسطينية والسويسرية، في وصفاتها الفريدة، وتكشف لنا تفاصيل رحلتها، والطموحات التي تسعى لتحقيقها في المستقبل:
تخصّصتِ في مجال المخبوزات وبدأت من الصفر، كيف كانت البداية؟
مشاهدة والدتي تخبز وأنا صغيرة، وسماحها لي بمساعدتها، وتذوّق الكيك الذي تعدّه قبل الجميع، تلك اللحظات الجميلة أثارت في داخلي حباً للمخبوزات، وشجّعتني على ابتكار وصفاتي الخاصة، واستثمار أوقات الفراغ بعد العمل للخبز، ومع مرور الوقت شعرت بالإنهاك، وفقدت الرضا عن عملي، وبدأت بالتفكير لتحويل شغفي في هذا المجال إلى عمل دائم، وبالفعل عملت في أحد المخابز عدة أشهر، قبل أن أقرّر أن يكون لي شيء خاص.
كيف أثر التنوّع الثقافي في أسرتك في طريقتك في إعداد المخبوزات؟
وُلدتُ لأم سويسرية، وأب فلسطيني، هذا المزج بين الثقافتين أثر فيّ بشكل كبير، منذ الصغر، كان لدينا دائماً أفضل أنواع الشوكولاتة السويسرية في المنزل، وهذا علّمني تقدير الجودة العالية في المكوّنات. في الوقت نفسه، كان مطبخنا مملوءاً بالنكهات العربية الأساسية. والدتي، رغم أنها سويسرية، إلا أنها تعتبر نفسها فلسطينية، كانت دائماً ما تضيف لمسات من الثقافة العربية إلى الوصفات الأوروبية التقليدية، فلم تكن تتردد في استخدام الهيل، زيت الزيتون، أو حتى الطحينة، في أطباق قد تبدو أوروبية بالكامل، هذا المزج الثقافي الذي عشته في بيتي علّمني أن العمل في المعجّنات يمكن أن يكون ممتعاً فريداً يقرّب الثقافات المختلفة.
ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتِه خلال رحلتك لتحويل شغفك بالعمل في المخبوزات والحلويات إلى مهنة احترافية؟
القدرة على الخبز بكميات كبيرة، مع الحفاظ على الجودة نفسها، في كل وصفة، هو أكبر تحدٍّ واجهته، فالعمل في مجال المخبوزات يتطلب دقة عالية، بخاصة عندما يتعلق الأمر بتدريب الشيفات على اتّباع الوصفات بشكل صحيح، فلم يعُد مناسباً أن نقيس مقادير الوصفات بـ«البركة»، كما اعتاد القدماء، بل يجب استخدام الميزان بدقّة، والتأكد من أن كل شيف يتبع المقادير والتقنيات بحذافيرها، وهذا الأمر يتطلب الكثير من الانتباه، وفي النهاية يبقى الشغف أهم عامل لضمان جودة الوصفة.
ما الذي يميّز مخبز Bageri Form عن غيره من المخابز المحلية، وكيف تمكنت من عكس فلسفتك ورؤيتك الخاصة في العمل داخل المخبز؟
في Bageri Form، نهتم جداً بالجودة في كل شيء نقوم به، نُعد مخبوزاتنا بكميات صغيرة لضمان أن تكون منتجاتنا طازجة دائماً، ونحرص على استخدام مكوّنات طازجة ومستدامة، وهذا يظهر بشكل واضح في طعم المخبوزات التي نقدمها، إضافة إلى أننا نؤمن بأهمية الشفافية، والتواصل مع عملائنا، لذلك قمنا بتصميم المخبز ليكون بمطبخ مفتوح، حيث يمكن للزبائن متابعة عملية الخبز من البداية، وحتى النهاية، ويشاهدون الحلويات كيف تُعَد أمامهم.
كما نتميّز، وبشكل كبير، بالاعتماد على التجربة والابتكار، حيث نمنح فريقنا الحرية لتجربة أساليب جديدة، وابتكار أفكار مختلفة، وهذا ما ساعدنا على أن نكون مختلفين عن غيرنا.
ما هي النصيحة التي تقدمينها لمن يرغب في تحويل شغفه بالمخبوزات إلى مهنة ناجحة؟
إذا كنت ترغب في النجاح في مجال المخبوزات، أول نصيحة يمكن أن اقدّمها لك هي أن تؤمن بمبدأ التجربة والخطأ، وعدم الخوف من الفشل، لأنه جزء أساسي من النجاح، تماماً كالتجارب العلمية، المخبوزات تحتاج إلى صبر كبير، واستعداد للتجربة، كما يجب أن تمتلك القدرة على تحديد المشكلات، وإيجاد الحلول في كل مرّة تواجه تحدّياً، أو خطأ، اعتبر كل وصفة تُعدّها فرصة لتطوير مهاراتك وابتكار شيء جديد، لأن هذا هو الذي يميّز الشيف الناجح في النهاية.
ما هي أحلامك المستقبلية، وهل تفكرين في توسيع نشاطك ليشمل دولاً أخرى؟
أسعى لأن أستمر في التطور والابتكار، وتوسيع آفاقي كشيف، في عالم المخبوزات دائماً هناك شيء جديد يمكن اكتشافه، كما أطمح إلى أن أرى Bageri Form يصل إلى عدد أكبر من الأشخاص، ونواصل تقديم تجربة استثنائية لكل من يزورنا، وننقل شغفنا بالمخبوزات إلى كل عميل.
وصفات ذات صلة:
- براونيز الشوكولاتة.. من الشيف سميرة الدباغ
- كيكة زيت الزيتون.. من الشيف سميرة الدباغ
- بسكويت الشوكولاتة بالزعتر.. من الشيف سميرة الدباغ
* تصوير: السيد رمضان