19 ديسمبر 2020

تعرفوا إلى "سيناترا العرب" الفنان الفلسطيني عمر كمال

محررة في مجلة كل الأسرة

تعرفوا إلى

يعمر اللقاء معه بالموسيقى ويرتقي إلى حد الشغف بعالم كلاسيكي يحرّره من رتابة التقليد. ترعرع في نابلس – فلسطين ورافقته الموسيقى منذ طفولته كما أغاني السيدة فيروز التي كانت تردّدها والدته. فالموسيقى لغة عالمية تعبرنا وتعبر الحدود، وهي شغف الفنان والموسيقي الفلسطيني عمر كمال منذ الطفولة. كان تخصصه بالهندسة المعمارية في جامعة كارديف ببريطانيا ضد رغبته ولكنّه ساعده على هندسة «أفكاره الموسيقية» ليبدأ مساراً فنياً بالمصادفة.

جذبه عالم «فرانك سيناترا» وعايش تفاصيله الموسيقية وعوالمه الكلاسيكية وفن الأداء الاستثنائي باعتباره أكثر المغنين تأثيراً في القرن العشرين، لدرجة لقب بـ«سيناترا العرب» و«سيناترا فلسطين» حيث أطلق مشروعه الفني بتأسيس رابطة «سيناترا» وترأس جوقة الغناء الخاصة به. كانت شركة «سوني» نقطة انطلاقه إلى العالمية على الرغم من أنه لم يكن قد أصدر أي أغنية أو ألبوم باسمه. له رؤيته الخاصة في تجديد التراث عبر المزج بين أصناف مختلفة من الغناء.

«كل الأسرة» تحاور هذا الفنان العالمي الذي سبق أن أطلق عرضاً في دار الأوبرا بدبي مع فريق الأوركسترا من لندن للتعرف إلى عطاءاته المقبلة.

تعرفوا إلى

ترعرعت في نابلس _ فلسطين ورافقتك الموسيقى منذ الطفولة، ماذا تستعيد من هذا العالم؟

بدأت أول ذكريات الموسيقى من طفولتي بالاستماع لأمي وهي تغني أغاني فيروز وعبدالحليم حافظ، إضافة إلى عزفها على البيانو مقطوعات كلاسيكية بسيطة علّمَتها لإخوتي ومن ثم تعلمتها منهم. كنا أحيانا نجتمع حول البيانو للعزف والغناء وكان لدى والدي مجموعة من الأسطوانات الموسيقية المتنوعة كنت دائماً ما أستمع إليها.

وهل والدتك كانت دافعك لاستعادة بعض أغاني السيدة فيروز بقالب موسيقي خاص؟

نعم صحيح، علاقتي وموسيقى فيروز هي علاقة حميمية لارتباطها بصوت أمي ، إضافة لكون ألحان الأخوين رحباني عالمية ممتزجة بالموسيقى الغربية بعض الشيء.

تخصص الهندسة كان ضد رغبتك، كيف ساعدك هذا التخصص على «هندسة» أفكارك الموسيقية؟

هناك ارتباط بين الموسيقى والعمليات الحسابية التي يقوم بها الدماغ خاصة في التأليف الموسيقي. لكن دراسة الهندسة لها بالتأكيد علاقة بنهج التفكير والتخطيط والاعتماد على الذات في اتخاذ القرارات والبحث في مختلف العلوم، منها الموسيقى والإنتاج.

شركة «سوني» كانت نقطة انطلاقك إلى العالمية، ماذا عن تلك الانطلاقة؟

كان عقد سوني بالفعل نقطة انطلاق مسيرة الاحتراف وشكل قفزة نوعية كأول تجربة عميقة في عالم الإنتاج الموسيقي. وقعت العقد مع «سوني» قبل إنهاء سنتي الدراسية الأخيرة في الهندسة ولكني أتممت دراستي بنجاح.

ما رؤيتك الخاصة في المزج بين أصناف مختلفة من الغناء، وكيف يمكن أن نجدّد التراث عبر هذا التوجه؟

هناك انسيابية ومرونة بين أشكال الموسيقى والغناء المختلفة ناتجة عن وحدة أصل الموسيقى واللغة الموسيقية. لكن التحدي يكمن في أصالة عملية المزج والابتعاد عن التكلّف والابتذال. أما عن تجديد التراث، فأرى توازناً بين الشكل الموسيقي الأصلي والقالب الموسيقي الجديد، وفي بعض الأحيان لا مانع أن نغيّر الشكل الموسيقي كلياً مع حفظ العاطفة الأصلية المرتبطة بالعمل.

سبق وأصدرت عملاً يجمع بين الأغاني الكلاسيكية والمعاصرة، هل يحاكي هذا العمل طموح عمر كمال في تعامله مع إشكاليات الأغاني ذات الإيقاع السريع والهابطة؟

هناك أسباب عديدة لوصف العمل بالهابط أو الركيك ولكن الإيقاع السريع والأسلوب المعاصر ليس منها برأيي. غالباً ما تجتمع هذه العناصر والهبوط الفني والأخلاقي للكلام إضافة إلى رتابة اللحن والإيقاع، ما يجعل قيمة العمل رخيصة. أنا لست ضد الأسلوب المعاصر والإيقاع السريع بعض الشيء، شرط أن نحافظ على الأصالة والقيمة الفنية للعمل.

تقول إنه ليس من الضروري أن يحمل أحدهم الراية لتوصيل الرسالة، هل ثمة إحباطات عايشتها خلال أداء رسالتك؟

أؤمن بشكل كبير بالمثل العليا وتأثر الناس بها بحضور أو غياب الوعي. كإنسان وفنان، علّي أن أتبنى الرسالة أو القيم التي أؤمن بها لتنعكس أمام الناس، وليس بالضرورة أن يكون إشهار الراية هو الأسلوب الصحيح أو الأكثر تأثيراً.

شاركت في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، كيف واكبت أصداء الكلاسيكية على الجيل الحالي وهل تحاول إقامة معادلة ما لجذب انتباه الشباب؟

يبتعد العالم الكلاسيكي من الفن، شيئاً فشيئاً، عن وعي الناس والثقافة الدارجة وهذا برأيي له أثر في انحطاط بعض القيم الأخلاقية والفنية. أما «المعادلة الناجحة» لجذب انتباه الشباب، فهذا سؤال معقد وقد يكون جزءاً من الصورة الكبيرة للمشكلة برأيي.

كيف تحاول توظيف ذلك في تجسيد قضايا خاصة بك أو بوطنك العربي؟

من خلال الموسيقى من جهة، وحياتي الشخصية من جهة أخرى.

«لبيروت» غنيتها في أكثر من محطة وحازت إقبالاً كبيراً؟

لبنان كباقي الدول العربية هو بمثابة بلدنا الثاني، بيننا وبينه رابطة جوار وإخاء وقومية وإنسانية. كل الحب والسلام لبيروت.

في دار الأوبرا بدبي

سبق وأطلقت عرضاً جديداً في دار الأوبرا بدبي مع فريق الأوركسترا من لندن. كيف وجدت التفاعل؟

من أجمل العروض والتجارب التي خضتها في المنطقة، وننتظر عودتنا لدار الأوبرا ولقاء جمهور الإمارات في نهاية العام بفارغ الصبر.

تغني بالإنجليزية والعربية والإيطالية، هل عوالم اللغة تختلف بإحساسها وهل تنحاز لأي من هذه اللغات؟

كل لغة لها عاطفة أساسية معينة (برأيي)، الإيطالية تتسم بالرومانسية، الإنجليزية بالحلم، والعربية بالحزن والشوق. أنحاز طبعاً للعربية والانجليزية.

بين فيروز، فرانك سيناترا، مايكل جاكسون وفرقة البيتلز، هل من مطرب ينحاز له عمر كمال؟

أجيب بشيء من الطفولة.. سيناترا وفيروز بالطبع.