7 مارس 2022

حوار حصري مع بطل «باتمان» الجديد روبرت باتنسن

ناقد ومؤرخ سينمائي

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

حوار حصري مع بطل «باتمان» الجديد روبرت باتنسن
الممثل روبرت باتنسن

الممثل الشاب روبرت باتنسن هو الاختيار الجديد لتمثيل شخصية باتمان في الفيلم الذي سينطلق للعروض العالمية خلال الأيام القليلة المقبلة وعنوانه The Batman.

هذا من بعد أن اعتذر بن أفلك عن الاستمرار في أداء هذه الشخصية رغم النجاح الكبير المناط بها.

شركة وورنر لم تفكّر طويلاً عندما عُرض عليها الاستعانة بباتنسن كبديل. وباتنسن كان أكثر من مستعد. وجد، كما يقول في هذه المقابلة، أنه سيقدم على الخطوة التي تزيد من شعبيته ونجاحه من دون أن يغيب عن الأدوار الفنية التي تعرض عليه كذلك.

انطلق باكراً في سلسلة «توايلايت»، ومن بعد هذه السلسلة التي شملت خمسة أجزاء أدرك باتنسن أنه على مفترق طريقين:

الأول هو مداومة البحث عن مشاريع سريعة ومضمونة النجاح، والثاني البحث عن ذاته وما يريده لنفسه.

وحتى الآن ما زال ينتقل بين أدوار كبيرة وأخرى صغيرة بكل اطمئنان وثقة.

حوار حصري مع بطل «باتمان» الجديد روبرت باتنسن
الممثل روبرت باتنسن في فيلم باتمان

لماذا قررت أداء شخصية باتمان؟

توسمت أنني سأستطيع تقديم وجه جديد لهذا البطل المقنّع لم يتم تقديمه من قبل. بالنسبة لي هو شخصية غريبة الأطوار سواء عندما نراه في شخصية بروس أو عندما نراه في شخصية باتمان. أردت أن أقول إن شخصية كهذه لابد أن تكون غير طبيعية تماماً.

هي ليست أنت وأنا وهو.

سوبر هيرو نعم، لكنه يحمل في داخله جروحاً. ما يقوم به رائع لكنه ليس كاملاً. هو يدرك ذلك ولديه الشجاعة لكي يواجه نفسه من دون أن يدين الدور الملقى عليه.

هل هذه الصورة من تأليفك الخاص أو وردت في السيناريو أساساً؟

في السيناريو هناك رسم لعالم مدينة «غوثام» (حيث تقع الأحداث) وقد غرقت في الجريمة والفساد. لكن الكثير من مواصفات الشخصية تمّت بعدما تقدّمت من المخرج مات ريڤز بأفكاري حول باتمان. تناقشنا طويلاً لكنه كان مقتنعاً بخطتي ووافقني.

حوار حصري مع بطل «باتمان» الجديد روبرت باتنسن
الممثل روبرت باتنسن

إذاً هو شخصية ما زالت محتارة بشأن العالم الصعب الذي تعيش فيه.

تماماً هكذا. كذلك هي محتارة حين تفكّر ما إذا كانت قادرة على إنجاز التغيير الذي رغبت به أو ستستسلم وترفع يديها إلى فوق وتترك المدينة تغرق.

لا يستطيع الممثل تطوير نفسه وأدائه إلا مع مخرجين من ذوي الاهتمامات الفنية

ما يثير الاهتمام بالنسبة لمسيرتك هي أنك مثلت مع مخرجين مؤلّفين ومخرجين هوليووديين ولعبت أدواراً قصيرة من بعد أن أصبحت نجماً ولعبت أدوار بطولة، ما هو منهجك بالتحديد؟

في البداية كنت أريد النجاح بأي شكل. ومع كل الظروف الحسنة استطعت تحقيق ذلك سريعاً. لكنني فكّرت في أن ما أرغب به أيضاً هو أن أصبح فناناً في مجالي وليس مجرد ممثل.
لا يستطيع الممثل تطوير نفسه وأدائه إلا مع مخرجين من ذوي الاهتمامات الفنية لذلك انتقلت بكل سعادة بين مشاريع مختلفة بعضها أوروبي والبعض الثالث هوليوودي. أما من حيث قصر الأدوار أو طولها فإنني لم أبالِ.

الإعلان الترويجي لفيلم The Batman


هل صادفت صعوبة تأقلم؟

لا. الصعوبة هي أن تخرج من الصندوق الذي تخططه لك نجاحاتك الأولى. هل شاهدتني في «المنارة» (The Lighthouse)؟

خفت من نفسي عندما شاهدت الفيلم بعد انتهاء تصويره. لكن من يستطيع أداء شخصية كهذه أعتقد يستطيع تأدية أي شخصية أخرى.

لم يتوقع نجاحك المطرد في السنوات الأخيرة. أقصد أن بداياتك في سلسلة «توايلايت» لم ترسم الطريق الذي سرت عليه. كما تقول، خرجت من الصندوق.

(يضحك) يسرني أن تقول ذلك. أحب أن أفعل ما لا يتوقعه أحد مني.لكن بصراحة أنت تتحدث عن بدايات لم أكن قادراً على توجيهها أو حتى توقعها. أفلام «توايلايت» كانت في مجموعها ثاني خطوة لي في السينما بعد ظهوري في «هاري بوتر» ولم أكن أفكّر إلا في الاستفادة من هذا النجاح السريع على نحو يمكنني من الانتقال لتحقيق ما أريده لنفسي. لكنني، جواباً على سؤالك، أحب الخروج عن التوقعات.

في فيلم «توايلايت»
في فيلم «توايلايت»

لو بقيت داخل النمط ذاته كوجه شاب يؤدي أدواراً بطولية في أفلام رعب شبابية مثل «توايلايت» هل كنت ستصبح نجماً كحالك الآن؟

أعتقد أنني كنت سأبقى نجماً لبضع سنوات ثم أتحوّل إلى واحد من الممثلين الذين يظهرون ويختفون ثم يتعرضون للغياب بعد سنوات قليلة.

ما هو مفهومك الخاص إذاً حيال مهنتك أو حيال التمثيل بصورة عامّة؟

ربما، أعتقد أنك تمر بمرحلتين مختلفتين كممثل. كما تقول، بدأت شاباً والسوشيال ميديا والإعلام والباباراتزي كلهم يحبون ذلك. استديوهات السينما... المنتجون... يحبون ذلك. لكن عندما تنتقل من تلك البدايات ومن سن معيّنة إلى سن معيّنة أخرى، يبدأ الوسط ذاته باعتبارك أصبحت ناضجاً. في السابق كان مسموحاً لي أن أقدم على فعل أرعن. الآن من غير المسموح.

 

مقالات ذات صلة