ناي سليمان على غلاف مجلة كل الأسرة
ناي سليمان، فنانة لبنانية حدّدت الفن وجهتها، فاجتهدت وثابرت من أجل الوصول إلى غايتها، التقتها هويدا عثمان بُعيد آخر أغنياتها «هضامة وحلا» التي أطلقتها في دبي وسط أجواء من الحب والفرح بحضور الصحافة والإعلام والأصدقاء المقربين، الإمارة التي شهدت تألق ناي ونجاحها الفني في الآونة الأخيرة، وتعتبرها وجه الخير عليها فنياً وعاطفياً.
ناي سليمان
أغنية «هضامة وحلا»، هي أغنية صيفية بامتياز من إنتاج ناي نفسها، تحمل الكثير من الطاقة والحيوية، وتعكس روح ناي وشخصيتها. تقول ناي عنها "أطلقتها من دبي بسبب إقامتي بعد الزواج في هذا البلد الذي أتفاءل به لأنه كان وجه السعد علي منذ أن وطأت قدماي أرضه، وذلك بعد غياب بسبب ظروف «كورونا» التي غيبت كثيراً من الناس عن أعمالهم، سواء في مجال الفن أو في غيره من المجالات، إضافة إلى ظروف زواجي والانتقال لحياة جديدة ومحاولة الاستقرار".
وتكمل "عدت أخيراً للجمهور، بعد عامين ونصف العام، بأغنية «هضامة وحلا»، واخترت هذا الاسم لأنه يعطي انطباعاً للناس بأني أتغزل بنفسي، ولكن الحقيقة هي أنني أقصد من أحبه بالهضامة والحلا، وهذا اللغط مقصود كنوع من الدعاية أو إثارة الفضول، ولكن في الحقيقة حياتي الزوجية السعيدة هي الملهم لاختيار هذه الأغنية، وكلماتها مهداة لشريك حياتي الذي أكن له كل الحب والتقدير".
تعتمد أغنية «هضامة وحلا» إيقاعاً سريعاً مفعماً بالفرح والتفاؤل، أرادت بها ناي سليمان أن تكسر أجواء اليأس و تسعد بها الناس، أخبرتنا "أنا منتجة أعمالي، وعندما قررت العودة كان لا بُد أن أعود بأغنية صيفية «فريش» كلها حيوية وحياة، فاخترت واحدة من كتابة محمد ناكوزي، ألحان أحمد العقاد وتوزيع مارك عبدالنور، التي اعتبرتها نسمة صيفية عليلة، يُمكنها أن تُخرجنا من مود الحزن، وتكون مختلفة عما قدّمته سابقاً".
وتردف "انقطعت لفترة عن الغناء وإصدار أغاني جديدة، وبعد التفكير في الخروج للجمهور بأغنية باللهجة الخليجية أو العراقية، التي برعت في الغناء بها في «أبو قليبي» التي أحبها الجمهور كثيراً، قررت التغيير واخترت العودة باللهجة اللبنانية، وأرى أنها ستجد الصدى والنجاح الذي حققته أغنية «أنت قمري»، وهي مناسبة لأجواء الصيف والبحر والاحتفالات بشكل عام".
الاختيار الصحيح لشريك الحياة هو السبب الرئيسي في النجاح والانتشار الذي حققته في الفترة الأخيرة
وتضيف "ربما كان الاختيار صعباً لأني سمعت الكثير، ولكنه كان سهلاً لأني أعرف ماذا أريد، ولأني تعاملت مع أشخاص فهموني، وكانت لي معهم نجاحات سابقة في أغنيتي «جن قلبي» و«أجمل فستان»، لذلك استطعت الغربلة بسهولة"
حياتها الزوجية لم تأخذها من الفن كما يعتقد البعض وإنما شجعتها على التطور وتقديم أفضل ما عندها، تؤكد هذا بقولها "الاختيار الصحيح لشريك الحياة هو السبب الرئيسي في النجاح والانتشار الذي حققته في الفترة الأخيرة، وهو الداعم الكبير لفني وأعمالي، وهذا الأمر فاجأني في الحقيقة، ومن هنا أوجه نصيحة لكل فتاة مقبلة على الزواج أن تختار الشخص المناسب، ولا ترضى بأي عريس لمجرد أنه حان وقت الزواج بالنسبة لها، فلا يوجد شيء اسمه لابد أن أتزوج قبل أن تجد من تتوافق معه عقلياً وعاطفياً، عندما يتفهم الشريك طبيعة العمل تزول الصعوبات، وترتاح النفسية، فيصبح العطاء بلا حدود، وأنا حتى اليوم قادرة على التنسيق بين واجباتي الزوجية والفنية.... وكنت قدّها وقدود".
لا تشغلها المنافسة، ولا تعر اهتماماً بما هو سائد، فبوصلتها في الفن حسها ومزاجها الفني، تشرح "لم أنظر يوماً إلى الموضة الموسيقية السائدة، ولا إلى ما يقدمه غيري، بل ألحق حدسي الفني ومزاجي النفسي، لأن الفنان بشكل عام يتغير مزاجه بحسب محيطه ونفسيته والأوضاع العامة، وأنا قصدت أن تكون عودتي كلها حياة بعيداً عما يقدّمه غيري، وبصراحة أنا فوجئت بكم الأعمال المطروحة التي اكتشفتها أثناء التسويق لأغنيتي، لأني بالأصل لا أعلم ماذا يدور على الساحة".
تستعد ناي سليمان لإطلاق أغنية عراقية قريباً، تقول عنها "هي أصبحت جاهزة، ومن الممكن أن يليها أغنية خليجية، فأنا أتوق لتقديم هذا اللون الذي لم تسنح لي الظروف لتقديمه بعد، وأتمنى أن أُعيد التجربة المصرية التي أعشقها".
كما تبين لنا سبب اختيارها الأغنية المنفردة "أنا أتبع سياسة الأغنية المنفردة لأن كل أغنية تكلّفني من الجهد والمال ما يستغرق جزءاً كبيراً من وقتي، كوني أنا المنتجة لأعمالي والمهتمة بأدق التفاصيل، لذلك يُمكن أن أتأخر في إصدار العمل شهوراً إضافية أنا بغنى عنها، إضافة إلى استحواذ كل أغنية على حقها في الدعاية والتسويق في حال إصدارها منفردة".
تحب ناي سليمان مشاركة جمهورها كل جديد على مواقع التواصل الاجتماعي ما دام بعيداً عن حياتها الشخصية، توضح "بالقدر الذي يرى الناس أنني قريبة منهم، فأنا أيضاً بعيدة عنهم إلى حد ما، وأحب أن أشارك الجمهور والمتابعين عبر الـ«سوشيال الميديا» حالة الإيجابية التي أشعر بها، ملابسي، قصة أو لون شعري، الأماكن التي أزورها، حبي للآخرين، لكني لا أحب مشاركة أي شيء يتعلق بحياتي الشخصية والزوجية، حتى أن حفل زفافي والصور لم أشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأشعر بالراحة في هذا الفصل في حياتي، وأحتفظ بقدر كبير من الخصوصية لنفسي".
وتكمل "لاحقني العديد من الإشاعات، لكني لم ألتفت لها ولم أرد عليها، وذلك في الوقت الذي يختلق فيه البعض أكاذيب لتصدر الترند وللفت الأنظار لهم، وبشكل عام لا أهتم كثيراً بعالم الـ«سوشيال»، وأتابع أشخاصاً معينين، وأكتفي بالتواجد والتواصل على «انستغرام»، وما يحدث من زخم وترندات لا يهمني على الإطلاق".
في ختام حوارنا معها، حدثتنا عن مشاريعها القادمة، قائلةً "خطواتي مدروسة في الغناء، والأغنية التي أستعد لها ستكون باللهجة العراقية، أما بالنسبة لمشاريع فنية أخرى، لا أحب اختيار أي عمل غنائي أو تمثيلي يعرض علي لمجرد أنه فرصة للشهرة والانتشار، فمن الممكن أن أكون مقلة في أعمالي، وذلك لأنني أحب أن أرضى عن هذا العمل الذي يعكس شخصيتي، ويليق بجمهوري، وأنا بشكل عام لا يمكن أن أعمل أي شيء لا أقتنع به".
*نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1508) بتاريخ 6 سبتمبر 2022
حوار: هويدا عثمان
بيروت: هدى الأسير
تصوير: السيد رمضان - ومن المصدر