هو هاني شاكر، بدون مقدمات أو عناوين، هو الفنان المنتمي إلى جيل الفن الجميل الذي عاصر كبار نجوم الفن وتحلّى بأخلاقهم وأدبهم، في صالة الشرف في مطار بيروت الدولي التقيناه، فناناً بحجم وطن، وسفيراً للفرح، أتى ليشارك أحد الأصدقاء فرحته بعيد ميلاده، فاستغللنا وجوده وأجرينا معه هذا الحوار:
أحييت أخيراً حفلات كانت الأقوى لهذا الصيف في لبنان وسوريا، ماذا تقول فيها؟
كنت سعيداً جداً بهذه العودة التي كنت أتوق إليها، ومع أني كنت أعرف محبة الجمهور لي في هذين البلدين الشقيقين، إلاّ أن اللقاء على أرض الواقع كان مختلفاً، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، فهذا يعني أن كمية الحب الموجودة في قلب الشعب اللبناني تفوق كل وصف، وهي أكبر من كل المشاكل والأزمات، وهذا ما جعلني أتأثر وأعطي من كل قلبي.
في سوريا أيضاً كان اللقاء الجماهيري حافلاً مما استدعى إحياء حفلة إضافية؟
في سوريا أُطلق على حفلاتي اسم «ثورة هاني شاكر الفنية» بعد خمسة عشر عاماً من الغياب، مما يؤكد أن الغياب لم يؤّثر في محبة الجمهور لي ولفني.
الجمهور يتوق للفن الجميل وللأصالة، وأنت لم تطلق منذ فترة طويلة أي جديد؟
أعدكم وعداً صادقاً بأن المستقبل القريب سيشهد أعمالاً قوية جداً أنا بصدد التحضير لها، أولها أغنية رومانسية مع وليد سعد ستذكّر الجمهور بأغنيات زمان الرائعة.
ستكون بينها قصائد؟
إذا وجدت عملاً جيداً متكاملاً كلاماً ولحناً، لن أتوانى عن تقديمه.
رغم اتهامي بالفساد، أنا مقتنع بكل القرارات التي اتخذتها في النقابة وضميري مرتاح
وماذا عن التمثيل؟
نفس القاعدة تنطبق عليه، لأن الأمر مرهون بوجود عمل جيد، فإذا وجد أنا حاضر لخوض التجربة.
لمست من خلال حفلاتك حب الجمهور للقديم؟
إلى حد كبير، وقد بدا ذلك جلياً من خلال ترديد الشباب والمراهقين أغنياتي القديمة التي كانت سائدة حتى من قبل ولادتهم، وكنت سعيداً جداً بوجود عائلات تضم كل الفئات العمرية في حفلاتي.
كنت حريصاً على زيارة الفنانة ميادة الحناوي في سوريا؟
طبعاً، فهي قامة فنية كبيرة، وحشتني ووحشت جمهورها في مصر، وكان لا بد من لقائها ولو في زيارة مقتضبة.
هي ممنوعة من دخول مصر؟
أبداً، «مفيش الكلام ده».. مصر بلدها وأبوابها مفتوحة أمامها.
حُكي عن أزمة بينك وبين زوجتك بسبب فيديو لمعجبة احتضنتك على المسرح، ونحن نراها اليوم إلى جانبك؟
زوجتي تعرف تماماً طبيعة عملي، وهي أكثر من يُقدر حب جمهوري لي، على مدى 30 عاماً، وأكثر، هي تساعد المعجبين والمعجبات لالتقاط الصور معي.
يرى البعض أن الإنجازات خلال ترؤسك نقابة الفنانين في مصر لم تأت على قدر التوقعات؟
أنا مقتنع بكل القرارات التي اتخذتها في النقابة ووجدت أنها قرارات سليمة، رغم أن كثيرين لم يكونوا يريدون لها أن تُتخذ، وأكثر أنا أتباهى بها، أنا والمجلس المحترم الذي كان معي، رغم اتهامنا بالفساد، وضميرنا مرتاح والحمد لله، والأيام سترينا ما هي الإنجازات التي سيتم تحقيقها لاحقاً.
محمد رمضان ينتمي إلى مدرسة بعيدة جداً عن مدرستي، ولذلك لا يعجبه كلامي أو نصائحي
استقالتك جاءت بعد الوصول إلى مرحلة اليأس؟
ليست مرحلة يأس بقدر ما هي مرحلة تعب وإجهاد، والإحساس بأني في واد وبعض أعضاء النقابة في واد آخر، بالإضافة إلى عدم مقدرتي على تحمل الهجوم المتواصل، لأنه لكل إنسان طاقة أولاً وأخيراً، لذلك شعرت بأنه لا يُمكن الاستمرار أكثر من ذلك، خصوصاً بعدما شعرت بمحاولات بعض من سعيت «لتكبيرهم» ودعمهم، لتصغيري، فكان الأمر غير مقبول بالنسبة لي.
ولكنك كفنان ملتزم بتوجيه الجيل الحالي تركت الساحة لهؤلاء؟
أنا كبشر، لدي طاقة للاحتمال، وهذا ما تعكسه حالتي النفسية اليوم بعدما شعرت بالراحة، وبدأت أركز في عملي وألتفت لعائلتي وأحفادي. اليوم بت قادراً على إنتاج الأعمال التي ستتوالى، وسعادتي بمغادرة النقابة في آخر يوم عمل لي لم تقل عن سعادتي بأول يوم دخلت فيه إليها.
أنت مؤمن بأن الجمهور قادر على التغيير، انطلاقاً مما حصل مع محمد رمضان الذي أُجبر على إلغاء حفله الأخير في الإسكندرية لأن شباك التذاكر لم يشهد مبيعات تُذكر؟
أنا من أشد المؤمنين بالجمهور الذي وصل عدده إلى 15000 مشاهد في مهرجان القلعة في حفلي الأخير، فقط لأن الجمهور يريد الفن الجيد والمحترم، كذلك حفل الفنان عمر خيرت الذي شهد إقبالاً غير مسبوق، وكذلك حفل مدحت صالح ونادية مصطفى...
هاني شاكر في مهرجان القلعة
ماذا تقول لمحمد رمضان اليوم؟
محمد رمضان لديه «أجندة» معينة في رأسه يحاول تحقيقها من خلال الـ«سوشيال ميديا» ويعرف كيف «يُناغي» معجبيه من خلالها، ولكن كثيراً من تصرفاته لا تعجب كثيرين. عموماً هو ينتمي إلى مدرسة بعيدة جداً عن مدرستي، ولذلك لا يعجبه كلامي أو نصائحي، ولن أقول له شيئاً.
أحياناً يبدر عن بعض الفنانين تصرفات عفوية قد ينتقدها الجمهور أو قد يتقبلها، مثل، أصالة نصري وغيرها؟
أصالة دمها خفيف جداً وأنا أحبها كصديقة، وهي تتصرف في الغالب على سجيتها، والناس تحبها كما هي، كما تحب أي فنان عفوي ليس لديه نوايا خبيثة.
ماذا تقول عن حملات التنمر التي طالت الفنانة ميرفت أمين، والتي ساهمت فيها مواقع التواصل الاجتماعي؟
حزنت جداً لما أصابها من هذه الحملات التي لا تستأهلها، فهي فنانة عظيمة ورقيقة، وصاحبة قلب أبيض، وهي لا تزال مثل «القمر» في هذه السن. وهنا أريد أن أقول إن الفنان من بني آدم يشيخ، يكبر وتترك السنون آثارها في وجهه، هذا في حالاته الطبيعية، فكيف في حالة الحزن؟
