نورة العابد: تقمص الشخصيات مهمة "غير سهلة" وأعترف أني عنيدة ومغامرة
بين الممثلة الإماراتية نورة العابد والتمثيل قصة حب منذ الطفولة، حيث كانت تحضّر «المقالب» بصديقاتها وكانت والدتها تصفها بـ«الممثلة» لقدرتها على حبك القصص وأداء «شخصياتها» بإتقان عال. في مسيرتها الفنية، وظفّت العابد كل هذا الشغف في القيام بأدوار مختلفة وشخصيات غير منمطة ليترك كل عمل شاركت فيه بصمة، حيث حازت جائزة أفضل تمثيل في مسابقة الصقر الإماراتي عن فيلم «ولادة» في مهرجان العين السينمائي، إلى مشاركتها مؤخراً في فيلم «ثلاثة» من إخراج نايلة الخاجة.
لنبدأ من تجربتك الأخيرة الفيلم الروائي الطويل «ثلاثة».. كيف تصفين تلك التجربة خاصة أن الفيلم يحاكي عوالم الجن؟
كانت تجربة رائعة ومتميزة. فقد مثلت باللغة الإنجليزية أمام الممثل البريطاني جيفرسون هول وعشت الدور وتقمصت عوالم الشخصية إلى أبعد الحدود وكنت تلك الأخت التي «تتناقر» مع أختها (الممثلة فاتن أحمد) على الدوام ولا تتقبل فكرة الطبيب النفسي وتصّر على أن الطفل ممسوس ويحتاج إلى «مطوّع». وما وراء الكواليس، وصل تقمص الشخصية إلى حد تجنب الكلام مع الطبيب النفسي (الممثل هول ) لأبقى على تماس مع الدور. فالشخصية حتمت علي معايشتها حتى أثناء فترات الراحة لكي لا «أصبح خارجها» ومن باب التهيئة النفسية للمشهد التالي دون عناء.
شخصيتي في فيلم «ثلاثة» مغايرة لشخصيتي الحقيقية تماماً ولا تمت لها بأي تفصيلة
فالتمثيل ليس متعباً بقدر ما هو متعة، ولكن تقمص الشخصية جداً صعب وبالأخص أنّها لا تتماهى مع شخصيتي الأكثر ميلاً للمرح والتي تتقبل أن يقصد المرء الطبيب النفسي في حال معاناته من ضغوط أو اضطرابات نفسية. ففي الواقع، أحصّن نفسي ولكن لا أمانع في الذهاب إلى طبيب نفسي للعلاج في حال الضرورة لذلك.
أثناء عملها مع نايلة الخاجة
وكيف تستشرفين حضور الفيلم على الخريطة السينمائية؟
على قدر التعب والجهد والغربة لشهر كامل للتصوير خارج الدولة في تايلاند، بفضل الله الفيلم سينجح لكون فريق العمل كان على قلب واحد، وسط توجيهات المخرجة نايلة الخاجة التي تعلمت منها الكثير. فكل ما يحمله الفيلم من عناصر سواء على الصعيد الإنتاجي، التصوير، المؤثرات مختلف عن السائد كما أن الفكرة مختلفة ومغايرة.
نلت عن فيلم «ولادة» جائزة أفضل ممثلة، هل تعتبرينه البصمة الأبرز؟
عملت في العديد من الأفلام، إلا أن كل فيلم يختلف بمضمونه ورؤيته الإخراجية عن الأفلام الأخرى، وحتى الشخصيات التي أديتها سواء في فيلم «ثلاثة»، «كروموسوم»، «ولادة» أو «ابن الصحراء».
كل أفلامي تركت بصمة. فيلم «ولادة» كان فيلم مهرجان أكثر من كونه تجارياً ونلت الجائزة عن أدائي التمثيلي، وعملت في فيلم «كروموسوم» وهو فيلم روائي تجاري وكانت التجربة مختلفة تماماً. ومن وجهة نظري، المخرج هو مرتكز نجاح الفيلم كونه من يوجّه الممثل وإذا شاب الخلل أداء الممثل تقع المسؤولية على المخرج.
هل الجائزة التكريمية عن دورك في فيلم «ولادة» أخرجتك من حالة الإحباط؟
لا أقول إحباط، فأنا دوماً متفائلة و«ما عندي شي اسمه إحباط».ربما لليوم، الدعم للسينما لم يزل ضئيلاً ولكن هناك الكثير من الأفلام الإماراتية، ومن الأهمية أن يكون للدولة خط لصناعة الأفلام، وبالأخص أننا نبحث دوماً عن التميز ويجب أن يحاكي هذا التميز وجود خط لصناعة الأفلام، في ظل وجود مواهب إماراتية وخليجية رائعة، ولكن بعض المنتجين يستعينون بممثلين من الخارج بدل إعطاء الفرصة للشباب ونجد أن مجموعة من الممثلين أنفسهم يشاركون في أكثر من عمل. ولذلك، من الضروري أن يعطي المنتجون الفرص لممثلين آخرين ولا يهرعون وراء عدد المتابعين للفنان. فالممثل أداء وليس «عدد المتابعين»، إذ قد يكون المحتوى الذي يقدمه عبر الـ«سوشيال ميديا» تافهاً.
نعرف أنك تفضلين النقد أكثر من المدح؟
لا يزعجني أبداً أن ينتقدني أحد لتصحيح أدائي لكون من ينتقدني قد يلاحظ شيئاً ما لم ألاحظه. أتقبل النقد شرط أن يكون نقداً بناء لا يتناول شكلي أو مظهري. أفرح عندما يوجه لي النقد لأني أتعلم منه وأبذل جهدا أكبر لتحسين أدائي. فالكثير من الناس يمدحون ولكن يتكلمون «من وراء الظهر» وأنا أفضل أن ينتقدوني وجها لوجه.
على أي أساس تختارين المشاركة في أي عمل يعرض عليك؟
أقرأ السيناريو كما أختار على أساس المخرج الذي يدير العمل. أحب التعامل مع المخرج الذي يعلمني ولا أحب التعاون مع مخرج «شغل مشي حالك».
المخرج هو مرتكز نجاح العمل والكثير من منتجي اليوم يكتفون بالتعامل المتكرر مع مجموعة معينة من الممثلين
كيف تتلمسين حضور المرأة الإماراتية في مجال السينما والفن؟
الحضور النسوي في مجال السينما قائم ولكنه قليل لأسباب عدة سواء تعارض الفن مع بعض العادات والتقاليد أو مجتمع العوائل. ولقد استطعت الخروج من عباءة العادات والتقاليد لكوني عنيدة ومغامرة وأحب خوض التجارب. ومنذ صغري،كنت أهوى التمثيل وكنت أعّد المقالب بصديقاتي ويصدقنني، حتى الوالدة كانت تردد «أنت ممثلة» في إشارة إلى قدرتي ومهارتي في تأليف قصة وحبكها بشكل متقن وكنت «مدوختها» وأقول الآن الله يسامحني (تضحك).
ما رسالتك للمرأة الإماراتية في يومها؟
أوجه رسالة خاصة لكل امرأة إماراتية وأقول إن المرأة متواجدة وبقوة وحضورها فاعل في نهضة الدولة وأشجع كل امرأة أن يكون لها دور في كل المجالات سواء في الفن، الهندسة، الطب وغيره.
في يومها، أقول للمرأة الإماراتية كوني أولاً وليس آخراً وكوني في المقدمة.