25 يوليو 2024

هموم نجمة يتقدّم بها العمر.. جوليا روبرتس: الكل يعرف عمري ولا حاجة للتمويه

كاتبة صحافية

هموم نجمة يتقدّم بها العمر.. جوليا روبرتس: الكل يعرف عمري ولا حاجة للتمويه

إنها المشكلة الأزليّة التي تواجه جميلات السينما شرقاً وغرباً، تمرّ السنوات ويتقدّمن في العمر ويفقدن نضارتهن، فلا يعود من المناسب التشبّث بأدوار العاشقة أو المعشوقة الشابة.

دور صعب يجري في الواقع لا على الشاشة، مرّت به بريجيت باردو وإليزابيث تايلور وصوفيا لورين وفاتن حمامة وسعاد حسني، تمرّ به حالياً مونيكا بيلوتشي.

بينهن من تستسلم للواقع وتقبل دور الأم أو الجدة، وبينهن من ترفض الانصياع لشروط السوق، فتعاند أو تنسحب وتعتزل بهدوء أو حتى.. تنتحر.

وفي آخر أفلام النجمة كلوديا كاردينالي لم يتعرّف عليها الجمهور، فالحسناء الإيطالية السمراء ظهرت عجوزاً متغضنة الوجه، لا تشبه نفسها أو بعض ما كانت عليه.

هموم نجمة يتقدّم بها العمر.. جوليا روبرتس: الكل يعرف عمري ولا حاجة للتمويه

في السينما العربية تلجأ أغلب الممثّلات إلى أطباء التجميل، وحين يتأخّر المنتجون، منهن مَن تبادر فتنتج لنفسها، حيث تطلب كتابة دور مفصّل على مقياسها، يحفظ لها اسمها بين نجمات الصف الأول والبطولات المطلقة، لكنّنا رأينا نجمات أمريكيات مثل ميريل ستريب، يحافظن على مكانتهن دون عمليات شدّ جلد ونفخ شفاه وشفط شحوم، الرهان هنا على الموهبة، على القبول في أعين الجمهور.

هموم نجمة يتقدّم بها العمر.. جوليا روبرتس: الكل يعرف عمري ولا حاجة للتمويه

من هؤلاء أيضاً الممثّلة ذات الابتسامة الجذّابة جوليا روبرتس، إنها صاحبة فم كبير عريض لكن ضحكتها كانت الأجمل على الشاشة، يُضرب بها المثل، يختار الجمهور فم الممثّلة سكارلت جوهانسون كأجمل شفتين ظهرتا في السينما المعاصرة لكنهم يحتفظون لجوليا بلقب الابتسامة الأحلى.

ومع التقدّم في السن، يلجأ عدد من الممثّلات الشهيرات إلى الإعلانات؛ لتعويض انحسار المساحات المخصّصة لهن في الأفلام، وبالتالي تراجع أجورهن، إن جوليا ليست من بينهن، فهي ما زالت مطلوبة ومن صاحبات الأجور الأعلى في هوليوود، مع هذا شاهدناها منذ سنوات في إعلانات لعطور باريسيّة ومستحضرات تجميل.

في أحد الإعلانات
في أحد الإعلانات

هموم نجمة يتقدّم بها العمر.. جوليا روبرتس: الكل يعرف عمري ولا حاجة للتمويه

محبوبة الصحافيين والاستوديوهات

بهذه الصفة اهتمّت وسائل الإعلام الفرنسيّة بالممثّلة الأمريكيّة مؤخراً، لاختيارها سفيرة لمجوهرات «شوبارد».

وجاء هذا متزامناً مع عرض فيلمها «العالم من بعدنا» على منصة «نتفليكس»، هل تصرّفت مثل نجمة مكرسة، أو «ديفا» كما يقول القوم هنا؟ لا أبداً، على العكس لاحظ الصحافيون الذين قابلوها أنها على عكس الصورة النمطيّة لنجمات هوليوود، إن جوليا روبرتس تحرص على الحفاظ على الحياة الحقيقيّة، فهي هادئة و«بيتوتية»، تمثّل وتنتج الأفلام التي تشعر بأنها تمسّها.

لقد استقبلتهم في الصباح في استوديو للتصوير الفوتوجرافي لأخذ مجموعة لقطات للترويج لدورها الجديد، كسفيرة تتحلّى بأحدث تصاميم المجوهرات، كان الموعد في الحادية عشرة صباحاً وهي قد حضرت في الموعد تماماً، يسبقها صوتها الجميل الخافت قبل أن تشرق ابتسامتها على الموجودين وفريق التصوير.

بعيدة مهوى القرط.. كما يقول الشاعر
بعيدة مهوى القرط.. كما يقول الشاعر

جاءت «نجمة النجمات» بتسريحة بسيطة ترفع فيها شعرها على هيئة ذيل حصان. وكانت ترتدي نعلاً مسطحاً وقميصاً وسروال «جينز»، كما كانت تحمل في يدها كوب قهوتها الكرتوني الكبير، هذه عادة أمريكية شائعة، أن يرافقك فنجان القهوة الصباحي في البيت والسيارة والعمل، تحتسيه على مهل حتى ولو كان بارداً.

وفي ذلك اللقاء كتبت محرّرة صحيفة «لوفيجارو» أن جوليا روبرتس هي أمريكا مجسدّة في امرأة، رائعة حتى ولو جردناها من كل لوازم النجوميّة، لقد كانت تعرف العاملين في الاستوديو وسلمّت عليهم واحداً واحداً، من المصوّر حتى خبير المكياج مروراً بالماشطة، وهي الترجمة العربيّة التراثيّة لكلمة «كوافير»، تسميهم بأسمائهم الأولى ويسمونها «مس روبرتس».

إنها لا ترتاح إلا في الأماكن التي تألفها ومع الناس الذين تعرفهم، ونظراً لأن تلك الحميميّة كانت متوفّرة لها ذلك اليوم، فإنها منحت الكاميرا أفضل ما لديها من حركات ووقفات ونظرات وإيماءات و.. ضحكات.

هموم نجمة يتقدّم بها العمر.. جوليا روبرتس: الكل يعرف عمري ولا حاجة للتمويه

تقول مديرة أعمالها: إن الممثّلة الشهيرة تتمتّع بصفات الوفاء والاستقرار وتفضيل المعتاد على غير المعتاد، هذه هي القيم الأساسيّة في شخصيتها، إن جوليا لا تحب المطبّات ولا المبالغات وتكره أن تتفاجأ بما لا تتوقع، كل هذه الأمور تُعتبر نادرة في أوساط النجوم، هي طالما قالت وكرّرت إن أساسها هي عائلتها، ولا يمكن لأي شخص أو أي أمر أن يصرف اهتمامها عن هذا الأساس.

من يجرؤ على تغيير طباع نجمة في مثل شهرتها؟ من يستطيع أن يلومها؟ إنها لا تخفي عمرها: 56 عاماً، فالكل يعرف تفاصيل النسيج الذي ربطها بجمهورها منذ فيلم «امرأة جميلة» عام 1990 مع النجم ريتشارد جير، نسيج لم يترهّل ولم يتمزّق منذ ذلك الوقت، إن الممثّلة المجتهدة جوليا روبرتس تجري إلى الأمام باستمرار ولا تتراجع.

مع زوجها وأولادها
مع زوجها وأولادها

جوليا روبرتس.. تعشق العائلة واستقبال الصديقات

تجتهد الممثّلة لكي تكون على العكس مما يتصورونه عنها، فهي لا تزجّ بنفسها في المغامرات ولا تبحث عن الفضائح ولا تأرق إذا لاحظت تجعيدة جديدة عند طرف العين، امرأة تحبّ بيتها وسعيدة مع دانييل مودر، الرجل الذي تزوجته منذ 22 عاماً ورزقا بثلاثة أبناء: التوأم هازل وفينيوس المولودَين عام 2004، هنري المولود عام 2007.

يقيم الزوجان في شمال ولاية كاليفورنيا وتعشق الزوجة حياكة الصوف ولا تتنازل عن نوم القيلولة وتحب استقبال الصديقات، وفي حال تجمّدت مهنتها لفترة من الزمن أو مرّت بمرحلة سبات، فإن الأمر لا يحرّك شعرة في رأسها ولا يدفعها لفقدان أعصابها واللجوء للطبيب النفسي.

لقد نالت «الأوسكار» عن دورها في فيلم «إرين بروكوفيتش وحيدة ضد الجميع»، عام 2000، وهو دور صعب لمس قلبها فوافقت عليه، تقول: إنها لا تسير في مشروع دون أن تكون مقتنعة به تماماً؛ لهذا فإن أدوارها باتت أقل من السابق، أما الإعلانات فإنها تدقّق في اختيارها، وهي قد منحت صورتها لمجوهرات «شوبارد» بسبب العلاقة الخاصة بين هذه الدار وبين الفن السابع.

إنها من رعاة مهرجان «كان» السينمائي وقد صمّمت جائزته الشهيرة، السعفة الذهبية، بل إن الممثّلة شاركت في تصميم طقم فخم يتألّف من قلادة وخاتم وقرطين مرصعة كلها بالزمرد، الحجر الذي يرمز للحب والحكمة والانبعاث.

هموم نجمة يتقدّم بها العمر.. جوليا روبرتس: الكل يعرف عمري ولا حاجة للتمويه

ما الذي يجعل جوليا روبرتس تختار دوراً وترفض غيره؟

جوابها: الفطرة، فهي عندما تقرأ السيناريو تشعر على الفور أن الدور المعروض عليها يناسبها أو أن قلبها لا يميل له وبخلاف فطرتها، أو حاستها السادسة هذه، فإن لا شيء يمكنه أن يغيّر رأيها، لكن استمرارها في المهنة لم يطفئ النار «الجوانية» التي تعتمد عليها؛ لتكون بَوْصَلتها في الاختيار.

إنها صعبة ومطلوبة في العمل لكن تاريخها يسهّل عليها تحديد ما يناسبها.. تقول: «أنا سعيدة جداً في حياتي وفي بقائي في البيت مع عائلتي، إن سعادتي كربَّة بيت تفوق أحلامي وأنا راضية بها إلى أقصى حد، أما قبول دور جديد، فهو التزام حقيقي لن أقبل به ما لم أكن مقتنعة تماماً.

لقد اخترت أن أعمل بوتيرة أقل، ففي هذه المرحلة من العمر لابد وأن يكون لكل شيء معنى، وأنا لم أعد أجد مكاني سوى مع ما أحب وما اخترت، كما أنني لم أعد أشعر بمرور الزمن، أنظر إلى ساعتي وأرى أنها الثالثة عصراً، كيف مرّ النهار بهذه السرعة؟

فهناك دائماً في البيت ما يستوجب عمله، فهناك حياكة الصوف في وقت الفراغ وكذلك المطالعة، وهناك أصدقائي الذين أحبّ رؤيتهم، ولا أنسى التنزه مع كلابي الثلاثة».

هموم نجمة يتقدّم بها العمر.. جوليا روبرتس: الكل يعرف عمري ولا حاجة للتمويه

ماذا عن أبناء جوليا روبرتس اليوم؟

هناك اثنان في الجامعة ويقيمان بقربها، الثالث ما زال في البيت، هي ترى أن أصعب الفترات هي التي يستعدّ فيها الوالدان لفراق أبنائهم الذين يذهبون ليعيشوا حياة مستقلّة، إن الطيور تغادر العش لكنها تبقى تحتاج للدعم والتشجيع.

وتشعر جوليا روبرتس أنها تعيش حياة مرفّهة؛ طالما نجحت في تأمين متطلّبات أبنائها في العلم والتنشئة، هي تدرك أن في العديد من بلاد العالم ما زالت المدرسة تشكّل امتيازاً لفئة محدودة من الأطفال، أما الجامعة فتلك نعمة كبرى، وهي سعيدة لأنها قادرة على تأمين مصاريف لأبنائها، فهي لم تدخل الجامعة لأن عائلتها لم تكن تملك المال الكافي.

اقرأ أيضاً: معلومات لا تعرفها عن نجمة هوليوود جوليا روبرتس