أطلقت الفنانة اللبنانية تينا يموت أغنية جديدة بعنوان «عيون السود»، وهو عمل مشتق من مزيج لأغنيتين قديمتين هما: «جيب المجوز» للراحلة صباح و«جانا الهوى» للراحل عبد الحليم حافظ، فقد دمجت تينا العملين لتصيغ منهما أغنية جديدة، مضيفةً من كلماتها مع ميكس وتوزيع إيقاعي راقص نابض بالحيوية من توقيع ريان بيلوني، والهدف منها تقديم تجربة موسيقية جديدة تضيفها إلى أرشيفها.
الأغنية التي أصدرتها تينا يموت على كافة منصّات البث الرقمي، وعلى قناة «يوتيوب» الرسمية الخاصة بها، تمّ تصوّيرها تحت إدارة المخرج إيلي فهد، على طريقة الفيديو كليب في جبال لبنان، حيث أرادت تينا أن يأتي المضمون تقديراً لأسلوب صباح وأناقتها الخالدة، وموسيقى عبد الحليم، من خلال أغنية راقصة تمثّل عصرنا الحديث..
وكما في كافة أعمالها السابقة، ركزّت تينا على موهبتها في مجال الرقص، فاختارت هذه المرة الرقص الشرقي التقليدي ولكن مع لمسة معاصرة من تصميم آية شرف.
وتقول تينا «أحببت مشاركة الجمهور هذه التجربة الجديدة الرائدة، خاصةً من خلال تكريم الكبيرين صباح وعبد الحليم حافظ لأعمالهما الخالدة التي لا تموت، خاصةً أنهما عُرفا أيضاً بريادتهما للموسيقى الشرقية ذات التأثر الغربي»..
لم تخفِ تينا سعادتها لأن أفراد الجيلين، الأكبر سناً والأصغر سناً أيضاً، سيستمعون للأغنية التي تجمع الحاضر الممزوج بالماضي ليطلقوا العنان لأنفسهم، ويستمتعوا بأنغامها وإيقاعها الراقص المليء بالحياة.
أغنية «عيون السود» تحمل طابعاً عصرياً فريداً يقرّب الجيل الجديد من الأعمال الذهبية ويُكرّم عملاقين من عمالقة الفن العربي.
عن ولادة فكرة الأغنية، أوضحت تينا «في العام 2020، وتحديداً في فترة «كوفيد»، بعد أن أطلقت أكثر من عمل كلاسيكي، شعرت أني بحاجة للكتابة بطريقة جديدة مختلفة، تقديم عمل فرح يحبّه الناس..
ففكّرت بأخذ أغنية يحبها الجمهور واُقدّمها بطريقتي، وهو ما يُعرف «بالسامبلينغ»، ولأن صباح وعبد الحليم كانا من روّاد البوب العربي ويتميزان بستايل مميز، جذبني اختيار أغنيتيهما المحبوبتين، إذ لا يمكن لأحد أن يسمع أغنية «جيب المجوز» بدون أن يتحمّس للرقص..
وكذلك في أغنية «جانا الهوا» عندما نسمع آلة «السكسفون»، فشعرت بأن هذه الخلطة ستكون رائعة في عمل واحد مشتق منهما، وتحمل في الوقت نفسه طابعاً عصرياً فريداً يقرّب الجيل الجديد من الأعمال الذهبية ويُكرّم عملاقين من عمالقة الفن العربي.
وقد حاولت الإضاءة بالكلمات وبتصوير الأغنية على موطن كل من صباح وعبد الحليم (لبنان ومصر)، من خلال الرقص الشرقي والدبكة، مع إضفاء لمسات عصرية على الحركات الراقصة.
وعن توقيت إطلاق الأغنية في ظل الأوضاع الصعبة التي تمرّ بها المنطقة العربية، أجابت: «أحاول دائماً احترام الجو العام قدر الإمكان، كذلك أحاول أن أكون مصدر عون ودعم لقضايانا الإنسانية والوطنية، هذه الأغنية بالذات كان مُقرراً أن تصدر أواخر العام الفائت، ولكن حرب غزّة حالت دون إصدارها وعلى كل حال الفن عملنا الذي لا بُدّ أن نعود إليه».
الأغنية من كلماتك وألحانك وإنتاجك، كم كان ذلك صعباً؟ وهل كان مغامرة إنتاجية أم إصراراً على الاستمرار؟
لا شك أن الأمر لم يكن سهلاً، وأنا لم أبتعد يوماً عن المجال الذي أحببت ولا أجد نفسي إلّا فيه، وكان مهماً جداً بالنسبة لي أن أصنع لنفسي هوية خاصة ولو كان الأمر صعباً في البداية، خصوصاً وأني أُدرّس الغناء والتأليف بموازاة عملي الغنائي، ما يسمح لي بالاعتماد على نفسي إنتاجياً لكي لا أشعر بالندم يوماً بأني قصّرت بحق نفسي وحق الهدف الذي عشت من أجله.
لماذا لم تجمعي أغنياتك في ميني البوم؟
أتمنى ذلك، وهذا الموضوع من ضمن مخططاتي للعام المقبل، لأن إصدار ألبوم كامل ليس سهلاً وله طريقة وميزانية خاصة، وأنا أحاول صعود السلم درجة درجة، وأغنياتي ستكون عبارة عن مسلسل يحمل نفس الروح في ألبوم واحد.
هل كان صعباً عليك من الناحية الفنية أن تكوني (ثلاثة بواحد)، أم العكس صحيح؟
كثيرون لا يعرفون أني أكتب وألحّن، إن العادة جرت في عالمنا العربي أن يكون المغني في الواجهة، لذلك كان لزاماً عليّ أولاً إظهار عملي وراء الكواليس ومما لا شك فيه أن الموضوع صعب جداً؛ لأني مسؤولة عن كل التفاصيل في العمل من بداية الفكرة مروراً بالتنفيذ وصولاً إلى التصوير والتسويق، ومع ذلك فإن ذلك يُعطيني راحة نفسية بناءً لقناعتي بما أقدّم.
تخوضين اليوم تجربة موسيقية جديدة؟
صحيح، تأليف موسيقى الأفلام، حيث أنجزت موسيقى فيلم إماراتي، هي الأولى من نوعها في مسيرتي المهنية.
هل يُمكن لهذه التجربة أن تجرّك إلى التمثيل؟
إذا وردني عرض يُضيف إلى خبرتي ومسيرتي لن أرفضه، فأنا جاهزة للتمثيل، وربما أُغني شارة أفلام ومسلسلات.
التمثيل يستغرق أوقاتاً طويلة وصعبة؟
أعمالي الموسيقية جاهزة ومُنجزة هذه الفترة، لذلك لا أجد مشكلة في الوقت أقلّه في المرحلة الحالية، ولا ضير من إضافة بند على سيرتي الذاتية.
ماذا بعد؟
سيتم إطلاق الفيلم السينمائي خلال ثلاثة أشهر، وهناك أغنية جديدة سأحاول إطلاقها قبل نهاية فصل الصيف وأخرى مصورة جاهزة لإطلاقها في الخريف، والاثنتان عزيزتان على قلبي جداً.