لطالما ارتبط اسم الإعلامية والفنانة، ميساء مغربي، بنجاحها اللافت في عالم التمثيل والإعلام، وقد رافقتها مجلة «كل الأسرة» منذ بداية مسيرتها المهنية، موثقة خطواتها، ومسجلة إنجازاتها وتجاربها على مرّ السنين،
واليوم، تعود زميلتنا «هويدا عثمان» لتلتقي بالمتألقة ميساء مغربي لنعرف منها تفاصيل كل ما هو جديد في حياتها وأعمالها الفنية، وآثرنا في البداية تسليط الضوء على مشاركة المغربي في مهرجان «كان» السينمائي الدولي 2024 التي انتهت فعالياته مؤخراً، حيث أطلقت شمسها على السجادة الحمراء للمهرجان في دورته الـ77، وخطفت الأنظار بإطلالتها الساحرة، مجسّدة مثالاً للأناقة والجمال العربي الأصيل.. فأجابت:
«المشاركة كانت من أجل فيلم «شلومو» الذي كان مقرراً عرضه في المهرجان، ولكن حدث تأخير بسبب عدم الانتهاء من مونتاج الفيلم، و«شلومو» تحفة سينمائية أجنبية باللغتين، الفرنسية والمغربية، يبحر بنا في رحلة مؤثرة عبر مفاهيم التعايش السلمي بين الأديان الثلاثة في المغرب: الإسلام والمسيحية واليهودية، إذ يقدم الفيلم نظرة ثاقبة على الواقع المعيش في المغرب، مسلّطاً الضوء على التسامح والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات المختلفة. وهذا الفيلم يعتبر من أهم المحطات في حياتي الفنية، خصوصاً أنه تجربة عالمية يسهم في نشر ثقافة التسامح والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان.
ولم تقتصر مشاركتي في مهرجان «كان» السينمائي على الفيلم فقط، بل كان لديّ تعاون مع إحدى علامات المجوهرات العالمية، حيث تم الاحتفاء بي كفنانة عربية، في أجواء منظمة ودقيقة، واحترام كبير للحضور العربي بشكل عام في المهرجان».
هناك نجاحات تحصر الفنان في مستوى أعلى، ولا يمكن أن يتنازل عن المستوى الذي وصل إليه
ولمناسبة الحديث عن السينما، رغبنا أن نعرف ما في جعبة ميساء مغربي من مشاريع سينمائية ، وبعض التفاصيل عن خطوتها القادمة في عالم السينما، فأكدت «النجاح الذي حققته مؤخراً، جعلني متأنية ودارسة أكثر للأعمال الفنية التي يمكن أن أشارك فيها، فهناك نجاحات تحصر الفنان في مستوى أعلى، ولا يمكن أن يتنازل عن المستوى الذي وصل إليه، حتى وإن خسر مكاسب مادية، أو تنازل عن المزيد من الانتشار.
وبالنسبة إلي وصولي إلى العالمية من خلال «شلومو»، وهو تجربة سينمائية مثيرة للتفكير والتأمل، سيزيد من تردّدي في اختيار الأعمال الفنية القادمة. وبالنسبة إلى الجديد، لديّ فيلم «حياة»، وهو عمل سينمائي إماراتي مغربي من إخراجي، لوجوه جديدة، كما نستعد للإعلان قريباً عن عمل عربي خليجي مصري، سوري، وهو مسلسل قصير».
شاركت ميساء في قمّة الإعلام العربي التي عقدت مؤخراً في دبي، حيث أدارت جلسة خاصة بصناعة الإعلام والترفيه.. وشرحت لنا رأيها في هذه المشاركة ، وفي المشهد الإعلامي بشكل عام، قائلة «قدمت جلسة «صناعة الإعلام والترفيه» التي سلطت الضوء على التطور المتسارع في التقنية، خصوصاً الذكاء الاصطناعي، وتأثيره، بشكل كبير، في كل ما تتم مشاهدته في المنصات الرقمية، أو الشاشات التلفزيونية، سواء منتجات فنية، من مسلسلات وبرامج وأفلام، أو نشرات إخبارية، أو أيّ محتوى آخر.
أما عن تجربتي مع المنتدى بشكل عام، فقد خضت العديد من التجارب والمشاركات في منتدى الإعلام العربي، خلال سنوات طويلة، منذ انطلاقه، وحتى تحوّله اليوم إلى قمّة الإعلام العربي، والتي تمكنت من دمج الشباب من صنّاع المحتوى تحت مظلة الإعلام، فهذه خطوة رائعة جداً، وتعزز المشهد الإعلامي المتنوع، مع الحرص على انتقاء الأفضل، فاليوم بعض الشخصيات يطلقون على أنفسهم لقب إعلامي بعد ظهورهم الأول سواء في البرامج التلفزيونية، أو عبر صناعة محتوى، ولكن هذا اللقب يمنح لأصحاب المسيرة الطويلة والإنجازات الكبيرة في هذا المجال.
فأنا على سبيل المثال، قدمت العديد من البرامج الناجحة على مدار سنوات طويلة، بدأت فيها من الصفر حتى تدرجت في هذا المجال، كما حرصت على دراسة الإعلام، وتخصصت بعمق في هذا المجال، وعلى الرغم من ذلك، لا أعتبر نفسي إعلامية، بل أرى أنني محاورة، محاولة، ما زلت أتعلّم، وأطوّر من مهاراتي.. وبدوري أنصح الشباب الذين يسعون للنجاح في مجال الإعلام أن يكونوا مثابرين، فهي مهنة صعبة تتطلب مهارات وقدرات عالية، من أجل تقديم رسالة إعلامية هادفة».
كما تطرقنا في حوارنا مع ميساء مغربي إلى مسألة هجوم جمهور الـ«سوشيال ميديا» على المشاهير في الفترة الأخيرة، وكان لها رأي في ما يحدث عبرت عنه بالقول «في البداية، لابدّ أن ننوّه بأن موقفنا من القضية الفلسطينية لا يمكن مناقشته، خصوصاً أنها قضية إنسانية في المقام الأول، ولدينا العديد من المواقف الداعمة والمتعاطفة، إلى جانب مشاركتنا بما نستطيع مادياً، من خلال المنظمات والمبادرات الداعمة لأهل فلسطين.
ولكن ما يحدث على الـ«سوشيال ميديا» أشبه بمهاجمة الناس لشخص يمارس مهام عمله اليومية في ظل ظروف قاسية يمرّ بها إخوته، وجيرانه، فممارسة الفنانين لعملهم والمهرجانات التي يشاركون فيها هي من صميم عملهم، وهو باب رزقهم، ورزق العاملين معهم، فهل يفترض بنا أن نتوقف عن العمل؟ خصوصاً أنها تأتي ضمن اتفاقات وتعاقدات مع شركات لفترة محددة، وعلى الرغم من ذلك، فهذا لا يتنافى مع مسؤوليتنا تجاه القضية الفلسطينية، وندعو الله أن تنتهي هذه الحرب، ويعمّ السلام المنطقة بأكملها».
من الموضوعات التي نوقشت في منتدى الإعلام العربي قلّة التواصل بين إعلام المشرق والمغرب العربي، فكيف تصف ميساء مغربي هذا الأمر كونها إعلامية مغربية؟ توضح «قلّة التفاعل مع الإعلام المغربي ليس بسبب صعوبة اللهجة المغربية، مع العلم أن أغلب البرامج في بلاد المغرب العربي تقدم باللغة العربية الفصحى، ولكن السبب يرجع إلى قصور الإعلام المغاربي للترويج والتسويق لبرامجهم، مقابل التسويق لبرامج بلهجات أخرى.
ومن جهتي، فأنا لم أبدأ كإعلامية مغربية، ثم أتيت كي أبحث عن الشهرة في الإمارات، بل انطلقت مسيرتي من هنا، وقدمت كل برامجي وأعمالي الفنية من الإمارات، والسعودية.
ولكن على صعيد آخر، أحرص على التواجد في المناسبات المغربية لأعبّر عن انتمائي لوطني، فقد شاركت مؤخراً في احتفالية للاحتفاء بالقفطان المغربي، كما شاركت قبل سنوات كعضو مجلس تحكيم في مهرجان «الأفرو أمريكان موفيز»، وخلال هذا العام لديّ مشاركة كمحكّم في مهرجان مراكش للأفلام القصيرة، ولا أتردد بشكل عام، في تقديم أي عمل، إعلامي أو فني، للمغرب».
وفي نهاية حوارنا مع ميساء مغربي، كشفت لنا عّما تفعله في فترة الصيف، والطقوس التي تفضّل القيام بها للاحتفال بعيد الأضحى المبارك الذي سيهل علينا بعد أيام قليلة «في العيد أفضّل أن يكون الاحتفال في المنزل هنا في الإمارات، ففي الأعياد تلتقي العادات العربية والإسلامية، من حيث استقبال زيارة الأهل والأصدقاء، في طقوس وعادات تقليدية إلى حد كبير.
أما بالنسبة إلى فترة الصيف، فأنا استجيب عادة لما يحتاج إليه جسمي، سواء كانت راحة، أو رغبة في السفر، ولكن حتى الآن لم أضع خطة معيّنة لصيف هذا العام».