حرصت «قمّة الإعلام العربي» على احتضان أصحاب المواهب الإعلامية، وتقديم فرص لتطوير مهارات الإعلاميين الحاليين، عبر تنمية مهاراتهم، وصقل خبراتهم المختلفة، ورفع مستوى وعيهم حول استخدامات الأدوات الإعلامية الجديدة، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.
وقد انطلقت في اليوم الأول من القمة «أكاديمية دبي للإعلام» لسد فجوة صناعة المواهب في الإعلام، وتزويدهم بما يحتاجون إليه من معارف وخبرات، إلى جانب رعاية المهنيين، وتطوير إمكاناتهم من خلال البرامج التدريبية المتخصصة، التي تركز على الذكاء الاصطناعي، ودوره، وأهميته في صناعة المحتوى، إلى جانب تمكينهم من التواصل مع مجموعة واسعة من خبراء الإعلام حول العالم، لتنطلق هذه التجربة من مؤسسة «دبي للإعلام»، ومنها إلى طلبة الإعلام، والخريجين، والعاملين في هذا القطاع بشكل عام.
التقت «كل الأسرة» التقت بعدد من الإعلاميين الشباب المشاركين في القمّة، لمعرفة ما يحتاجون إليه من تدريب لمواكبة التطورات الأخيرة في هذا القطاع.. إذ ترى مقدمة برنامج «ترندات» بسمة حامد، أن المساحة التي تعطيها المؤسسة الإعلامية للعاملين لديها هي أكثر ما يحتاج إليه الإعلامي الشاب كي يبرز مهاراته من دون خجل، أو خوف من اعتراض المؤسسة التي تلزمه بروتين عمل يومي، فهذا الروتين هو الذي يقتل متعة التقديم، ويسبب عزوفاً عن الإعلام، والاتجاه لمتابعة ما يقدمه صنّاع المحتوى.
التدريب لكسر النمطية
من جهتها، تبيّن الصحفية عبادة إبراهيم، أن الصحفي حالياً يحتاج إلى تدريب من أجل كسر القالب الذي وضع فيه لسنوات طويلة، فهو يقدم ما يطلب منه بشكل روتيني يومي، لدرجة أفقدته متعة العمل الصحفي، ونأمل من الأكاديمية الإعلامية أن تضع هذا الأمر في الاعتبار، فالصحفي اليوم ينافس من أجل البقاء في مقابل سرعة الـ«سوشيال ميديا»، وتصدّرها المشهد الإعلامي.
اللغة العربية الفصحى
اللغة العربية هي ما تقلق المذيع الشاب يوسف عبد الباري، فقد لفت لأهمية التدريب على ممارسة التقديم والكتابة باللغة العربية الفصحى، ويقول «يجب أن يسير التدريب على التقنيات الحديثة في الإعلام، والتدريب على تراثنا وثقافتنا العربية في خطّين متوازيين، ولا نهمل هذا التراث بحجة السرعة، ومسايرة التطوّرات الجديدة».
أهمية أكاديمية تدريب الإعلاميين
أما الإعلامي محمد الكعبي، فيرى أن وجود أكاديمية لتدريب الإعلاميين جاء في وقته، بعد ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي كبير، وتغيّر وسائل الاتصال مع الجماهير، وهذا التدريب يجب أن يكون مستمراً لعدم توقف التطور، وظهور مستجدات كثيرة في هذا المجال، بما يغيّر الأسس المهنية التي يتبعها الإعلام منذ سنوات طويلة.
التحقق من المصادر
ولمعرفة رأي المسؤولين والكبار في المؤسسات، توضح رئيسة مجلة فوربس الشرق الأوسط، خلود العميان، «تحرّي الدقة والتأكد من المصدر هو أهم ما يجب تدريب الإعلامي عليه، ففي الآونة الأخيرة انتشر الكثير من الشائعات بسبب عدم تحرّي الدقة حول مصدر الخبر، وعدم معرفة من وراء المعلومات التي يتم تداولها، خصوصاً عندما يتعلق الموضوع بعالم الاقتصاد والأرقام».
الصحفي الشامل
ويشير عبده جاد الله، مدير الأخبار في قناة سكاي نيوز عربية، إلى ظهور العديد من المدارس في التعامل مع الإعلامي، وأبرزها اليوم هي التي تعزز مكانة الصحفي، أو الإعلامي الشامل الذي يجيد عمل كل ما يطلب منه، إضافة إلى حضوره وتفاعله على الـ«سوشيال ميديا»، وهذا الأمر لا يجب تجاهله، بل يجب أن يجهز الصحفي نفسه لهذه المقارنة في يوم من الأيام».
كاريزما الإعلامي وحضوره
بينما تحدث الإعلامي معتز الدمرداش، عن أهمية تحلي الإعلامي بالكاريزما، وأن الحضور هو الأهم من الجمال، باعتبار أن المحتوى والمصداقية هما الأساس الذي يستند إليه المذيع أو المذيعة، فالمصداقية، والحضور، والمحتوى المميز، والابتعاد عن التكلف والغرور، هي عوامل أساسية لنجاح أي إعلامي في تقديم رسالته الإعلامية للجمهور، ولكن في الوقت نفسه يرى الدمرداش أن رغبة الجمهور هي الحكم أيضاً، وهو من يقيّم بناء على عدد المشاهدات التي يحظى بها برنامج دون الآخر.