لعبت منصات التواصل الاجتماعي مؤخراً دوراً محورياً في نشر فن الكوميديا الارتجالية، الـ«ستاند أب كوميدي» وتوسيع قاعدة جمهوره، ليشهد هذا الفن نمواً متسارعاً في الوطن العربي، حيث ظهر جيلٌ جديدٌ من الكوميديين الموهوبين الذين يقدمون وجهات نظر فريدة ومبتكرة.
للتعرف أكثر إلى أسرار فن الـ«ستاند أب» الذي أثبت أن الكوميديا ليست حكراً على المسرح والتلفزيون، حاورنا صالح النواوي، الذي قدم نفسه «لكل الأسرة» بأنه صانع محتوى كوميدي، يحاول أن يخلق من مشاكل الحياة نكتة لنضحك من خلالها على واقعنا، واستعرض خلال الحوار تجربته الفريدة في صناعة الضحك بطريقة ممتعة ومبتكرة:
ما الذي جذبك إلى عالم الكوميديا؟ ومتى قررت أن تصبح «ستاند أب كوميدي»؟
في طبيعة حياتي ألجأ للضحك كي أوصل رسالة معينة، وبالتدريج لاحظت إعجاب المتابعين بالمحتوي الساخر الذي أقدمه على الـ«سوشيال ميديا»، الذي يعتمد على المزاح أغلب الوقت، فقد جذب المزيد والمزيد لمتابعتي..
ومن هنا قررت أن اتخذه مهنة لي، وقررت عمل «ستاند أب كوميدي» عندما شعرت أنني أريد أن أضحك مع الناس، أمزح بشكل مريح من دون التقيد بالوقت المحدد للفيديو الذي يتم تقديمه عبر مواقع التواصل.
وما المواضيع التي تتجنبها؟ وهل هناك مواضيع محددة تستلهمها من الحياة اليومية؟
أستمتع بكتابة النكت التي تتعلق بحياة الناس اليومية، ولكن هذا الأمر مع الأسف يسبب محدودية في الكتابة في الوطن العربي، لأن لدينا أعرافاً و لا نستطيع المساس بها أو السخرية منها، لأنها نكات غير مقبولة للبعض..
وهنا تكمن الصعوبة، لا سيما أن هناك خطوطاً حمراءَ لا يجب الاقتراب منها، خصوصاً التي تتعلق بقوانين البلاد والأعراف والمجتمع.
كيف تتأكد من أن نكاتك ستلقى استحسان الجمهور؟ وهل تقوم باختبارها قبل العرض؟
لا يوجد ضمان لقبول الناس لكلامي، فهي كما نقول في مصر «أرزاق» ومسألة حظ ونصيب، ولكني بالطبع أجربها مع أصدقائي و الـ«سوشيال ميديا» قبل العروض.
ما هي أهم العوامل التي تؤثر على نجاح العرض الكوميدي؟
أن يكون الكوميديان على تواصل مع الجمهور يضحك معهم وليس عليهم.
ما هو نوع الجمهور الذي تستمتع بالعمل أمامه؟
الجمهور «الفرفوش» الذي يأتي من أجل متعة الضحك وتمضية وقت ممتع، وهذا الجمهور يخلق حالة من التفاعل مع الكوميديان، ويخلق الروح الحلوة التي تجعلنا نضحك مع بعض وليس على بعض، فأنا لست محاضراً ولا مدرباً.
كيف تتعامل مع ردود الفعل المختلفة من الجمهور؟ وهل هناك مواقف محرجة حدثت لك على المسرح؟
من الأمور الصعبة التي تواجه الكوميديان هي عدم فهم الناس لبعض النكات المطروحة، وهذا بالنسبة لي من المواقف المحرجة جداً.
هل تعتقد أن الكوميديا العربية تختلف عن الكوميديا الغربية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي أبرز الاختلافات؟
طبعاً مختلفة، فنحن العرب أخف ظلاً، كما أن الكوميديا في الغرب ليس لها حدود ونحن لدينا العديد من الحدود والضوابط، وهذا ما يجعل الكوميديا العربية أرقى، وبشكل عام المشهد الكوميدي في العالم العربي حالياً في حالة من الانتعاش، وفي كل يوم يظهر فنان جديد.
كيف كانت ردود فعل العائلة والأصدقاء عندما اخترت هذا المسار المهني؟
أهلي وأصدقائي لم يستوعبوا بسهولة ما حدث معي، و تفاجؤوا كما تفاجأت تماماً، لأن شخصيتي لم تكن كما هي في الشكل الحالي، فقد كنت لا أحب الظهور ولا الكاميرات.
من هم الكوميديون الذين تأثرت بهم في بداية مشوارك؟ وكيف أثروا على أسلوبك؟
جورج عزمي بالنسبة لي أهم «ستاند أب كوميدي» في الوطن العربي.. ومن الأجانب تريفر نوا "Trevor Noah"، لأنهما يتكلمان عن مشاكل حقيقية تحصل في المجتمع و أعتقد أنهما أثَّرا في طريقتي جداً.
كيف تصف تطور أسلوبك الكوميدي منذ بداية مسيرتك حتى الآن؟ وكيف ساعدتك الـ«سوشيال ميديا» في الانتشار؟
أصبحت أكتر نضوجاً حالياً، فأنا أتطور يوماً بعد يوم، والـ«سوشيال ميديا» ساعدتني في اكتساب عائلة أخرى مثقفة تتابعني، و تقدم لي الملاحظات بشكل صحي جداً.
حدثنا عن تجربة العرض الأخير الذي قدمته في روكسي سينما في دبي؟
وقوفي على مسرح روكسي سينما فرصة كبيرة ومشرفة، فأنا أحب أن يشاهدني جمهوري في واحدة من أهم صلات العرض السينمائي في الوطن العربي.
ما هي أهمية وجود منصات لعرض الكوميديا العربية؟ وكيف تسهم في تطوير هذا الفن؟
مهمة جداً لنشر هذا الفن في مجتمعاتنا العربية، ولكن الأهم أنه سيصب هذا في مصلحة المسرح، فنزول الجمهور لصالات المسرح والابتعاد عن الـ«سوشيال ميديا» أمر ممتع جداً، وجيلنا يفتقد هذا الشعور لأننا نشأنا في عصر الإنترنت..
وبدوري أبتعد عن الـ«سوشيال ميديا» من حين لآخر و أفضل الجلوس مع الناس والتكلم معهم، وهذا ما يمنحني الطاقة لأتابع مسيرتي.
ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب الذين يرغبون في دخول عالم الكوميديا؟
ابدأ وجرِّب «مش هتخسر حاجة».
ما هي أهم الإنجازات التي تفتخر بها في مسيرتك الفنية؟
أن أمي شاهدت عرضاً كاملاً لي واستمتعت بوقتها.