12 ديسمبر 2021

شيخ الأزهر يحذر من كثرة الخلافات ويوضح حقوق الزوج والزوجة

محرر متعاون

محرر متعاون

شيخ الأزهر يحذر من كثرة الخلافات ويوضح حقوق الزوج والزوجة

كانت دراسة اجتماعية حديثة بجامعة عين شمس المصرية قد كشفت عن جملة من أسباب الخلافات الزوجية التي تصل بالزوجين إلى طريق الطلاق، وأكدت أن إهمال الزوجات لحقوق أزواجهن كان وراء 59% من حالات الطلاق في عينة دراسة قوامها 300 حالة من مختلف محافظات مصر.

وبلغت نسبة الزوجات اللاتي طلبن الطلاق لإهمال الأزواج لحقوقهن في الفراش والنفقة والمعاملة الإنسانية الكريمة 47%.. وهو ما يكشف عن جهل كثير من الأزواج والزوجات للحقوق الزوجية المتبادلة والتي أقرها الشرع وجعل الوفاء بها من أسباب السعادة الزوجية والاستقرار الأسري.

لا يمكن أن تستقر علاقة زوجية في ظل مشاحنات وتنازع بين الطرفين، كما لا يمكن أن تستمر علاقة زوجية دون تعاون وتآلف ومودة ورحمة

يحذر الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر من كثرة المشاحنات والمشاجرات بين الأزواج والزوجات، والتنازع على الحقوق والسلطات داخل الأسر العربية، ويؤكد ضرورة أن تبدأ العلاقة الزوجية وتستمر في إطار من المودة والرحمة اللتين جعلهما الخالق أساس كل علاقة زوجية سوية.

ويذكّر شيخ الأزهر جميع الأزواج والزوجات بقول الحق سبحانه: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة».. ويقول: لا يمكن أن تستقر علاقة زوجية في ظل مشاحنات وتنازع بين الطرفين، كما لا يمكن أن تستمر علاقة زوجية دون تعاون وتآلف ومودة ورحمة وتعاون في تحمل الأعباء والمسؤوليات داخل الأسرة.

يقول د. الطيب: لو بحثنا عن أسباب المشاحنات والمشاجرات التي تعكر صفو العلاقة بين كثير من الأزواج والزوجات وتعصف بمشاعر «المودة والرحمة» التي حث عليها الإسلام لوجدناها هشة وتافهة ولا تستحق الوقوف عندها. لذلك من المهم أن يكون عند أولادنا من الذكور والإناث «ثقافة شرعية» يرجعون إليها ويحكمونها في حياتهم العملية، فالإسلام نظم العلاقة بين الزوجين في كل شؤون حياتهما ليعيشا في حب وسعادة واستقرار نفسي واجتماعي، وهذه الثقافة تمكن الزوجين من حل مشاكلهما قبل أن تستفحل وتصل إلى أبغض الحلال عند الله.

شيخ الأزهر يحذر من كثرة الخلافات ويوضح حقوق الزوج والزوجة

ويشدد شيخ الأزهر على ضرورة أن يدرك أولادنا أن الزواج «ميثاق غليظ»، وعلاقة دائمة، وليس نزهة نستمر فيها إذا أعجبتنا، ونتراجع عنها إذا لم تعجبنا، لأن الأسرة مسؤولية، ولها بعد شرعي عميق، فهي التي تحقق المقاصد أو الإرادة الإلهية، كونها الوسيلة الوحيدة التي تستمر بها خلافة الإنسان لله على الأرض.

ويضيف: هذه المعاني الإنسانية للعلاقة الزوجية يجب أن يدركها كل من الزوجين، حتى تستقر علاقتهما على الوجه الذي أراده الله، وعندما تسود المعاني الراقية للعلاقة الزوجية يتحقق الاستقرار الذي يغيب الآن عن كثير من الأسر، نتيجة تجاهل تعاليم الإسلام الضابطة للعلاقة بين الزوجين.

العادات والتقاليد الخاطئة أصبحت تقصر حق الاستمتاع على الزوج متى ما أراد، وتحرم الزوجة من هذا الحق

ويوضح د. الطيب أن شريعتنا الغراء جاءت بكل ما ينظم العلاقة بين الزوجين، ويحقق الاستقرار للأسرة، حيث وضعت القواعد والضوابط، وأوضحت الحقوق والواجبات التي تضمن لكل طرف حقوقه بعد أن يؤدي واجباته، وتوفر للزوجين حياة سعيدة وللأبناء الطمأنينة والاستقرار.

ويضيف: الحقوق الزوجية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

  • حقوق للزوجة ومنها حق المهر، وحق النفقة.
  • حقوق للزوج، وأبرزها: حق الطاعة، وحق الإقرار في البيت، وحق القوامة، ومن حق القوامة تتولد حقوق أخرى.
  • أما الحقوق المشتركة بين الزوجين فهما حقان: الأول حق حل العشرة الزوجية، أو ما يسميه الفقهاء «حق الاستمتاع»، لكن للأسف العادات والتقاليد الخاطئة أصبحت تقصر حق الاستمتاع على الزوج متى ما أراد، وتحرم الزوجة من هذا الحق، لكن الشرع كما أعطى هذا الحق للرجل وكلف المرأة بتلبيته، أعطاه أيضاً للزوجة وعلى الزوج تلبيته، ويكون ذلك في دائرة الاستطاعة أو القدرة البشرية، وهذا معنى قوله تعالى «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن».

والثاني: حق العشرة الحسنة، ويعني أن حق الزوجة على زوجها أن يعاملها معاملة حسنة في حياتها، وواجب الزوجة أن ترد على حسن العشرة بمثلها أيضاً، وهنا يوصي الخالق سبحانه الرجال بنسائهم خيراً، فيقول: «وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً» فالإسلام هو الوحيد الذي يدعو الزوج عندما يشعر بالكراهية تجاه زوجته أن يتغاضى عن هذه الكراهية، وأن ينظر إلى الجانب الحسن من زوجته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يفرك مؤمن مؤمنة -أي لا يكره مؤمن مؤمنة- إن كره منها خلقًا رضي منها آخر».

 

مقالات ذات صلة