حذر الأزهر الشريف من محاولات استهداف الدين الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بمنظومة الأسرة وقواعد الميراث التي حددها القرآن الكريم، وفسرتها السنة النبوية الشريفة، وذلك من خلال محاولة تشويه العدل الإلهي الممثل في قواعد الميراث في الإسلام، وتصويرها بالظالمة للمرأة والمغتصبة لحقوقها، والزج بهذه الدعوات في المؤتمرات والندوات، والمطالبة بتغييرها بدعوى إنصاف المرأة، ومساواتها في الحقوق مع الرجل.
وطالب الأزهر- في بيان له- الجميع باحترام قواعد الدين الإسلامي والكف عن إساءة توجيه الدعم المقدم للمجتمعات المسلمة بهدف تغيير هويتها الدينية، والتعرض للمقدسات الإسلامية بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال دعم تيارات داخل المجتمعات، تعمل ليل نهار لتنفيذ مخططات مدفوعة، للنيل من قواعد هذا الدين الحنيف وتشويه صورته.
ودعا الأزهر للنظر والتأمل في قواعد الزواج والميراث التي شرعها الله في الإسلام، واستلهام العبر من مبادئها والأصول التي بنيت عليها الحكمة والعدل الإلهي؛ والنظر في واقع المجتمعات التي جنبت الدين ونصبت الإنسان بديلاً عن الخالق الحق، وما نتج عن ذلك من تفكك أسري، وزواج بلا ود أو رحمة، وأطفال بلا أب أو أم، وبلا حقوق، ومحاولة دراسة هذا النظام الإلهي الذي حافظ على المرأة وكرمها، وكفل لها حقوقها وجعلها من أهم مقومات المجتمع المتحضر.
سألنا الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر عن خطورة دعم ثقافات أو أفكار في عالمنا العربي، تصطدم مع ثوابت الدين، تحت ستار حماية حقوق المرأة، ودعم الأسرة العربية.. وفيما يلي خلاصة ما قاله:
كان د. أحمد الطيب شيخ الأزهر قد أكد دعم المؤسسة الأزهرية لكل حقوق المرأة في العالمين العربي والإسلامي، ورفض الرؤية المتطرفة لدورها ورسالتها في المجتمع.. مشددا على إدانة الأزهر- المستمدة من إدانة الإسلام- لكل سلوك أو قرار أو تقليد يحرم المرأة من حقوقها المشروعة، ويحرم المجتمع من جهودها، ومساهماتها الفاعلة في تنميته ورقيه وتقدمه.
وقال د. الطيب «الأزهر يتحدث يوميا من خلال بياناته وفتاويه واجتهادات علمائه؛ للتوعية بحقوق المرأة التي أقرتها وسبقت بها الشريعة الإسلامية، ولا يترك فرصة إلا ويناشد الرجال-المسلمين- في كل البلاد العربية والإسلامية، وفى كل ربوع العالم، الاعتراف بحقوق زوجاتهم وبناتهم وشقيقاتهم، وعدم الالتفات إلى ما يردده المتطرفون الذين أهدروا حقوق المرأة، ويتعاملون معها من خلال رؤى ضيقة، وشهوات ونزوات تهدر كرامتها، وتحولها إلى مجرد متاع للرجل».
ويضيف «نحن نحيي كفاح المرأة العربية التي تسعى إلى تحصيل العلوم والمعارف الدينية والدنيوية، واكتساب الخبرات في مختلف المجالات، لتكون عنصراً مفيداً لنفسها وأسرتها ومجتمعها، ونؤكد ضرورة تمسك المرأة بحقها في التعليم الذي تريده، والارتباط بالزوج الذي ترغب فيه، والعمل في كل المجالات وفق مؤهلاتها وخبراتها وكفاءتها، والاحتفاظ بمالها لتتصرف فيه وفق توجيهات الإسلام، والحصول على حقها كاملاً في الميراث الذي شرعه وحدد مقاديره الخالق سبحانه.. وذلك فضلاً عن تمتعها بكافة الحقوق التي تكفل لها مشاركة فاعلة في المجتمع اجتماعياً وسياسياً».
المرأة في بلادنا العربية والإسلامية ليست في حاجة إلى حماية منظمات دولية كما يتوهم البعض، لأن شريعتنا الغراء وفرت لها أفضل صور الحماية
ويوضح د. الطيب أن اهتمام الأزهر بقضايا وهموم المرأة في العالمين العربي والإسلامي ينطلق من قناعة تامة بغياب تطبيق تشريعات الإسلام، التي تكفل للمرأة الحياة الكريمة التي أرادها لها الإسلام، ومن هنا يصبح واجباً على الأزهر أن يتصدى لكل صور التجاوزات ضد المرأة، ونشر الوعي الشرعي الصحيح لكي يتعامل معها الجميع من منطلق تعاليم شريعتنا العادلة، التي نظمت العلاقة بين الرجل والمرأة تنظيماً دقيقاً، ووفرت لكل النساء حياة كريمة تجسد رسالتها في الحياة، وتؤكد دورها الفاعل في بناء الأسرة والمجتمع، ومشاركتها الإيجابية في كل الميادين والمجالات.
من هنا يؤكد شيخ الأزهر ضرورة العودة إلى تعاليم الإسلام في التعامل مع كل نسائنا، ويقول «المرأة في بلادنا العربية والإسلامية ليست في حاجة إلى حماية منظمات دولية كما يتوهم البعض، لأن شريعتنا الغراء وفرت لها أفضل صور الحماية، وكفلت للمرأة؛ أمًّا وأختًا وزوجةً وبنتًا، كافة الحقوق التي تُعينها على القيام بدورها، وحرمت أي مساس بكرامتها أو انتهاك لإنسانيتها، وأقامت ميزان العدل بينها وبين الرجل؛ أبًا أو زوجًا أو أخًا أو ابنًا، بما يكفل لكليهما أداء دوره بفاعلية في بناء أسرة صالحة ومجتمع قوي مترابط، ويحقق للأمة نهضتها ورقيها»
اقرأ أيضًا: علماء الأزهر: الإسلام أعطى المرأة حق اختيار زوجها بحرية كاملة