لم يكن تخصصها في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية باباً إلى وظيفة، بقدر ما كان منفذاً للإطلالة على قضايا على تماس بالأسرة والطفولة حيث أردفت تخصصها بدبلوم مهني في الإرشاد الأسري إلى جانب التطوع ودورها كمتحدث ومحاضر في العديد من المجالات.
تجربة أماني المطروشي، كاتبة وسفيرة المعرفة للهلال الأحمر الإماراتي في الكتابة وإصدار كتابها «من عمق المشاعر» نبعا من منطلق التغيير، فهي تؤمن بأن الفرد يحتاج إلى الظهور خارج الإطار المتعارف عليه من خلال نقل تجارب الحياة وأثرها في تعزيز قوته.
في الحوار معها، نرصد معالم تكوين شخصيتها وواقعها وخططها وطموحاتها:
حصلت على بكالوريوس في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، لم اخترت هذا التخصص؟
اختيار التخصص جاء بشكلٍ مفاجئ، حيث إن توجهي كان حول تخصصين آخرين ولكن خيرة من الله أن جعلني أتجه لهذا المجال، وأعتقد أن هذا الاختيار يتماهى مع رغبة الشخص وشغفه. فَعندما تكون شخصاً اجتماعياً مُحِبا لدراسة المجتمع وما يخدمه ويخدم أفراده والخوض في تجارب مجتمعية، تحتاج لقوة في الشخصية وتتجه حتماً لمجال يواكب هذا الهدف، وهذا ما حصل.
وإلى كوني خرّيجة بكالوريوس علم اجتماع وخدمة اجتماعية، حصلت على الدبلوم المهني في الإرشاد الأسري كما أنني مُدرب ومحاضر معتمد محلياً و دولياً في العديد من الاختصاصات.. التخصص الجامعي وتخصص الدبلوم، السعادة والإيجابية، التطوع والعمل المُجتمعي، تطوير الذات و الثقة بالنفس بالإضافة إلى كوني كاتبة.
تركيزي الأكبر والذي يشكل هاجساً لدي يتمحور حول قضايا تنشئة الطفل و القضايا التي تخص الفرد نفسه في الأسرة،
ما أبرز القضايا الأسرية التي تشكّل قضيتك الكبرى كونك خضت هذا المجال وحصلت على دبلوم في الإرشاد الأسري؟
في الحقيقة، حصولي على الدبلوم في الإرشاد الأسري لم يكن بهدف ممارسة هذا المجال على الصعيد العملي، وإنما تلبية لرغبة الاطلاع على قضايا ومحاور أسرية وعائلية قد تمكنني من تقديم ما يفيد في حال صادفت في محيطي إشكاليات لا سمح الله على الصعيد العائلي أو اعترضت حولي من المقربين بعض المشكلات. وتركيزي الأكبر والذي يشكل هاجساً لدي يتمحور حول قضايا تنشئة الطفل و القضايا التي تخص الفرد نفسه في الأسرة، وهذه أبرز الاستشارات التي تردني هاتفياً.
متطوعة في حملة «نبرد عليهم»
كنت سفيرة المعرفة 2019 للهلال الأحمر الإماراتي، كيف تحدثينا عن هذه التجربة والتجارب التي خضتها في مجال التطوع؟
ما زلت لليوم سفيرة المعرفة للهلال الأحمر الإماراتي وعام 2019 كان العام الذي حصلت فيه على هذا التكريم الذي زادني شرفاً و فخراً. وأتى هذا التكريم بعد حصولي على رخصة مدرب معتمد وتوجهي لتقديم دورات تدريبية ومحاضرات لتعزيز المعرفة لدى متطوعي الهلال الأحمر الإماراتي. ومن هذا المنطلق، تمّت تسميتي بالمتطوع المحاضر وبعد العديد من الإنجازات المعرفية معهم، حصلت على هذا التكريم.
بين الكتابة والمعرفة
كيف يمكن أن تتقاطع الكتابة مع المعرفة، وما البصمة التي تركتها في هذا المجال؟
الكتابة هي مكمل لما في ذهنك من معرفة وتجارب ونقاط قوة من دروس الحياة. تجربتي في الكتابة لم تكن في المجال العلمي والمعرفي، وإنما كان هناك نوع من التغيير في مجال آخر من منطلق إيماني بأن الشخص يحتاج إلى الظهور خارج الإطار المتعارف عليه من خلال نقل تجارب الحياة وأثرها في تعزيز قوته وتشكيل شخصيته ليستفيد الآخرون من هذه التجارب.
وبدايات الكتابة تبلورت منذ سنوات بيني وبين نفسي ومن ثم أصبحت أظهر بعض الكتابات للمجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما رأيت التشجيع القيّم و الثناء من الأغلبية، اتجهت لإصدار كتاب.
توقع كتابها «من عمق المشاعر» في جناح الشباب في «إكسبو 2020 دبي»
ماذا عن كتابك «من عمق المشاعر» الذي يترجم الكثير من المواقف الحياتية، وكيف واكبت حفل التوقيع في جناح الشباب في «إكسبو 2020 دبي»؟
كتاب «من عُمق المشاعر» هو نصوصٌ نثريّة وخواطِر تَصِف جانباً واقعياً من المواقف والمشاعر التي عشتها، إلى وصف تجارب عاشها آخرون تربطني بهم علاقةً قويّة والتَمست أثر الشعور للموقف في نفوسهم، لَعَل القارئ يَجِد نفسه وقصته بين السطور وقَد يكون هذا هو هدفي كَكاتِبة أن يرى كل فرد نفسه بين الحروف. وجزء من الكتاب يتحدث عن تجارب وتحديات مرَرتُ بها و التأثيرات التي جعلت شخصيتي بما عليها الآن قوية ومن كافة الجوانب.
وأتى وصف المشاعر في الكتاب حاملاً معهُ العِبَر، رسالةً قوة وثبات وطموح تَصِل للقارئ كل بحَسَب موقفه، وكل نَصّ وخاطرة يحمِلان نصيحة وحكمة بشكل مُبطّن أو بصورة مُباشرة. و فيما يخص حفل التوقيع في جناح الشباب، هذا دعم عظيم نفتخر به من المؤسسة الاتحادية للشباب ويدل على إيمانهم بالشباب وإبداعاتهم.
كنت عضو مجلس شباب عجمان، برأيك، ما أكثر المطبات التي يقع فيها شباب اليوم، وما القضية التي يهمك إبرازها إلى العلن؟
كنت عضو سابق 2020/2021 وما زلت للآن ضمن فريق عمل المجلس وندعم المؤسسة الاتحادية للشباب بكافة مجالاتها وخُططها.. وربما أبرز هدف كنا نهتم به و مازال مثار اهتمام هو معرفة متطلبات الشباب في كل إمارة يتبع لها الأعضاء المحليون ونقلها للمؤسسة وتحقيقها على أرض الواقع من خلال منهجية متبعة من المؤسسة، والمحور الأبرز لدينا ولدى المؤسسة أن الشباب هم الكنز الأعظم وهم استثمار الدولة في مستقبلها وتطورها.
تكمن قيمة الكتاب بأوراقه ووجوده على أرفف الغرفة والنظر له والقراءة منه
اختلفت مفاهيم المعرفة في ظل التطور التقني وعصر الأون لاين، فهل ما زال الكتاب محافظاً على قيمته ووظيفته المعرفية؟
بالطبع، والدليل وجود دور النشر والمكتبات التي تهتم ببيع الكتب حتى الآن. أنا مع التطور والتقنيات ولكن ليس لدرجة نجعلها تغلب على جوانب حياتنا كافة. جميل أن نعطي كل شيء حقه في رونقه وجوّه وجماله. تكمن قيمة الكتاب بأوراقه ووجوده على أرفف الغرفة والنظر له والقراءة منه، وهذه قيمة أعظم من أن تقرأه من خلف الشاشة.
للكاتب عالمه الخاص والفردي والمنعزل إلى حد ما، فهل يمكن للعمل العام أن يسرق الكاتب من عزلته كونك ناشطة في أكثر من مجال؟
لكل شيء في الحياة عالمه ولكن قدرتك على تنظيم وقتك وتفاصيل حياتك تساعدك على العطاء والإبداع في كل ما تريد. محور القضية يكمن في تخطيطك و تنظيمك لوقتك والأهم وضع نفسك في الأولوية لتُبدع في المجالات التي تخوضها. فإلى جانب كوني كاتبة، أسست الأماني للاستشارات الاجتماعية والأسرية والتدريب كما أنني متطوعة مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وحاصلة على العديد من التكريمات ضمن الشخصيات التطوعية الفعالة والمتميزة.
ما هي طموحاتك، وما الذي تستشرفيه على صعيد التغيير؟
طموحي دائماً وأبداً أن أتغير للأفضل وأحقق المزيد من النجاحات التي تعكس صورة مُشرفة للمرأة الإماراتية وأكون خير نموذج يمثل شباب الوطن.