25 مايو 2022

إنعام كجه جي تكتب: هل سينقرض البشر؟

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس.

إنعام كجه جي تكتب: هل سينقرض البشر؟

هل ننقرض؟ أقصد هل أن الجنس البشري إلى فناء بالكامل؟ السؤال ليس جديداً. وقد راقب العلماء في العقود الأخيرة ظاهرة تبعث على القلق، هي تراجع القدرات الطبيعية للذكور.

وبالعربي الفصيح انتكاسة الفحولة. وكان رأي خبراء الظواهر الاجتماعية أن الرجال لم يعودوا متحمسين للجنس. وقد ينطبق هذا على الغرب أكثر من الشرق. لقد بلغت النساء مراتب من التحرر هناك وكشفن عن المستور وما عاد هناك ما يغري ويغوي.

إن العلاقات مباحة في الغرب بدون حسيب أو رقيب. وليس المباح ما هو مرغوب بل الممنوع.

آخر الدراسات هي ما توصل إليه سمير حمامة، رئيس قسم بيولوجيا التكاثر في المستشفى الجامعي لمدينة مونبلييه في فرنسا، ففي مقابلة معه نشرتها مجلة «لوبوان» الباريسية، قرع الخبير جرس الإنذار من تراجع معدلات المواليد بشكل عام في العالم، الأمر الذي يهدد البشرية. فهي لكي تستمر لابد من أن يكون معدل الإنجاب في العائلة الواحدة طفلين وستة أعشار الطفل. هكذا يحسبها أهل الإحصاء... بالأعشار!

في فرنسا حالياً، هبط المعدل إلى طفل واحد للعائلة و8 أعشار الطفل، وهو أمر يقلق الممسكين بمقاليد الأمور في هذه الأمة. وهناك تقرير بهذا الخصوص وصل قبل شهرين إلى مكتب وزير الصحة والتضامن، وصاحب التقرير هو الدكتور حمامة، إنه يحذر من احتمال انقراض النوع البشري خلال قرن ونصف القرن من الآن، وفي أحسن التقديرات خلال قرنين، في حال استمر التناقص في أعداد المواليد.

هل نلتفت للتحذير أم نتعامل معه باعتباره من ضروب التنبؤات وأنواع التنجيم؟ هل ننام على حرير ونحن نردد: «كذب العلماء ولو صدقوا»؟

نحن العرب اعتدنا المرور بمثل هذه التقارير مرور الكرام. لدينا في مصر وفلسطين والمغرب العربي خصوبة لا تشوبها شائبة، والزموا الخشب وعين الحسود فيها عود. وإذا كان الفلسطينيون يعتبرون الإنجاب هو قنبلتهم في مواجهة الاحتلال فإن الأمر في مصر استدعى حملات لتنظيم الأسرة. إن التزايد السريع لأعداد المواليد يثقل كاهل الدولة. كيف يستطيع أرباب العائلات إطعام كل تلك الأفواه؟

ماذا عن الهند؟ وعن أمريكا الجنوبية؟ وماذا عن الصين؟ إن هذه الدولة كفيلة لوحدها بضخ النوع البشري بما يحتاجه من عقول وأيد منتجة. وهي تملك ما هو حاضر وما هو مخزون للمستقبل. وقد تراجعت الصين عن سياسة الطفل الواحد للأسرة الواحدة وسمحت بطفلين.

كانت سياسة غير إنسانية على الصعيد الخاص لكنها ضرورية على الصعيد العام. إما تحديد النسل أو الموت جوعاً.

يقول البروفيسور سمير حمامة إن الصين مهددة بفقد نصف سكانها خلال السنوات الخمسين المقبلة. وأنا لم أقرأ تقريره لكي أفهم الحقائق والتفاصيل التي استند إليها، لكنه يشير إلى نقطة باتت معروفة، وهي تراجع سن الإنجاب. كانت المرأة تنجب طفلها الأول وهي في العشرينات من عمرها، واليوم تتأخر النساء حتى منتصف الثلاثينات من العمر. إن الأولوية هي لإكمال الدراسة وتأكيد الوجود في المهنة.

تواجه الأم التي تعدت الثلاثين احتمالات الإجهاض وصعوبات الحمل أكثر من التي في عشريناتها.

وفي التقرير 21 توصية للحد من تراجع معدلات المواليد، منها تأسيس معهد وطني للخصوبة وتوعية البنات، منذ سن المراهقة، بالأضرار الصحية لتأخير الإنجاب.
وعودة إلى السؤال: هل سننقرض كما انقرض الديناصور؟ أنا أبتسم... ابتسموا معي.

اقرأ أيضًا: علماء الأزهر: لا يجوز شرعاً إلزام الأسرة بعدد محدد من الأولاد

 

مقالات ذات صلة