17 نوفمبر 2022

تفاصيل مأساوية.. يقتل نجل صديقه انتقاماً منه

فريق كل الأسرة

تفاصيل مأساوية.. يقتل نجل صديقه انتقاماً منه

بدأت الأحداث بفض الشراكة بين والد الطفل المجني عليه والمتهم، لكن ساءت الأحوال المالية الخاصة بالمتهم بعد فض الشراكة، ما اضطره للاستدانة والاقتراض، فأصبحت أكثر سوءاً واضطر لطلب المساعدة من شريكه السابق، لكن طلبه قوبل بالرفض الشديد والإهانة، ما دفعه لخطف نجل شريكه السابق وقتله ثم رميه على قارعة الطريق.

الشيطان نزغ بين الصديقين

كانت حياة المتهم القاتل تبدو طبيعية، لم يكن من أصحاب السوابق، كان يمتلك مشروعاً تجارياً بالشراكة مع أحد أصدقائه، لكن يبدو أن الشيطان نزغ بين الصديقين، حيث بدأت الخلافات تعرف طريقها إليهما، ولسبب أو لآخر وقع خلاف كبير بينهما ما دفعهما إلى فض الشراكة بينهما.

بعد فض الشراكة ببضعة أشهر ساءت أحوال الشريك الثاني كثيراً (المتهم)، خسائره المتتالية كانت أكبر من قدرته على التحمل، دارت به الدنيا وهو يفكر في مصيره المظلم ومصير أسرته التي أصبحت على شفا الانهيار بعد أن أصابه الإفلاس.

التخطيط للجريمة

لم يكن أمام المتهم سوى اللجوء إلى شريكه السابق، كان يمثل له الأمل الأخير في الخروج من أزمته المالية، حيث طلب منه إقراضه المال حتى يتجاوز محنته، لكن الرد كان حاداً وقاطعاً، ولم يكن هذا كل شيء وإنما قام بطرده من مكتبه بشكل مُهين.

اسودت الدنيا في عينيه، أصبح في حيرة من أمرة، ماذا يفعل وأين يذهب؟ اختار الطريق السهل ظناً منه أنه بهذه الطريقة سيتخلص من كل مشاكله. هداه تفكيره لخطف نجل شريكه السابق وطلب فدية كبيرة نظير إعادة الطفل سالماً.

وشرع في التخطيط لتنفيذ فكرته المجنونة، حيث نجح في استدراج الطفل عن طريق الاتفاق مع أحد الأشقياء، وبدأ المتهم في مساومة أسرة الطفل على دفع مبلغ الفدية، لكن أسرة الطفل رفضت الخضوع لهذا الابتزاز المادي، كان الأب يظن أنها مجرد تهديدات ليس أكثر، ما دفعه لتقديم بلاغ إلى الشرطة بكافة التفاصيل ولم يكن يعلم ماذا تخبئ له الأيام المُقبلة.

عندما علم المتهم أن شريكه السابق قام بإبلاغ رجال الشرطة، تحول إلى مجنون لا يدرك ماذا يفعل. فإبلاغ رجال الشرطة خطوة لم تكن في الحسبان نهائياً ولم يضعها في الخطة، كانت كل حساباته مبنية على موافقة شريكه على الفور على دفع المبلغ خوفاً على حياة نجله. أصابته حالة هستيرية خصوصاً بعدما تعرف إليه الطفل الضحية الذي لم يتجاوز عمره الـ8 سنوات، ما دفعه للتخلص منه بدم بارد حتى يبتعد تماماً عن تفاصيل الجريمة، ثم قام بوضع الطفل البريء داخل شوال وتخلص منه بإلقائه على إحدى جوانب الطرق النائية وكأن شيئاً لم يكن ثم انقطع الاتصال بينه وبين أسرة الطفل تماماً.

العثور على جثة الطفل

على الجانب الآخر عثر أحد المواطنين على الشوال الصغير فحاول تحريكه بعيداً ولكن وجده ثقيل الوزن، ما دفعه للبحث عن محتواه، وكانت المفاجأة المذهلة التي أفقدته توازنه، العثور على جثة طفل صغير جاحظ العينين، فاقداً النطق والحركة. المشهد كان مخيفاً يبعث على الرعب والقلق، مرت دقائق عصيبة على الرجل وهو يحاول استجماع قواه وإزالة الرهبة من قلبه، ثم أغلق الشوال مرة أخرى وهرول على الفور إلى قسم شرطة القاهرة وحرر بلاغاً بالواقعة.

قام رجال البحث الجنائي بالقاهرة بتحريات مكثفة لكشف لغز الجريمة، كانت الخطوة الأولى هي محاولة تحديد وقت الوفاة أولاً، وأثبت تقرير المعمل الجنائي أن الطفل لقي مصرعه نتيجة تعرضه للخنق، كما أثبت تقرير الطب الشرعي أن الوفاة حديثة ولم يمر عليها سوى بضعة أيام.

ومن خلال فحص بلاغات الغياب المختلفة تم التوصل إلى هوية الطفل، وتبين تطابق أوصاف جثة الطفل مع بلاغ تقدمت به أسرة منذ أيام يفيد بخطف نجلهم بعدما قام الخاطف بالاتصال بهم وطلب مبلغاً مالياً كبيراً نظير إعادة الطفل. تم استدعاء أسرة المجني عليه، كان المشهد عصيباً ومؤلماً على القلوب والعيون، لم تحتمل الأم المشهد العصيب سقطت الأم مغشياً عليها من هول الصدمة، تم نقلها إلى المستشفى بعد إصابتها بانهيار عصبي حاد، أما والد المجني عليه فغلبته دموعه ولم ينطق بكلمة واحدة، توقفت الكلمات على لسانه وسيطر الوجوم والحزن على الجميع، ارتمى على جثة نجله الوحيد وهو يقبله ويحركه بعنف بشكل هستيري ظناً منه أنه سيستجيب له، المشهد كان قاسياً وأكبر من أن تصفه العبارات.

البحث عن القاتل

تم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى، اعتمدت خطة البحث على فحص كافة علاقات أسرة الطفل القتيل، كانت معلومة فض الشراكة بين والد الطفل المجني عليه وصديقه هي مفتاح حل اللغز، حيث تم تسيير مأمورية أمنية للقبض على المتهم شريك والد الطفل المجني عليه للتحقيق معه، وكشفت التحريات عن مفاجآت مذهلة، حيث تبين أن الجريمة يقف وراءها شريك الأب الذي كان يمر بأزمة مالية طاحنه جعلته يفقد صوابه، حيث اعترف بأنه قام بقتل الطفل خوفاً من افتضاح أمره بعد أن تعرف الطفل إليه.

تفاصيل مأساوية.. يقتل نجل صديقه انتقاماً منه
المتهم

اعترافات مأساوية

وأمام جهات التحقيق قال المتهم إنه كان يمر بأزمة مالية طاحنة وخشي على تجارته وأسرته من الانهيار، فلجأ إلى شريكه السابق الذي رفض إقراضه بعض المبالغ المالية بحجة عدم امتلاكه السيولة الكافية وقام بطرده، لذا تملكه الغضب الشديد تجاهه، ولم يكن أمامه سوى أن يحصل على ما يريد بطريقة ملتوية حيث قرر خطف نجله وطلب فدية مقابل إعادته مرة أخرى لأسرته، لكنه قام بإبلاغ رجال الشرطة رغم تحذيره له من الإقدام على هذه الخطوة.

وخوفاً من افتضاح أمره وضع يده على فم الطفل الصغير حتى فارق الحياة، بعدها اكتشف رجال المباحث كل شيء.

كانت هذه الكلمات هي ملخص ما اعترف به المتهم بقتل نجل شريكه. تم تحرير محضر بالواقعة تضمن كافة التفاصيل من بدايتها وحتى نهايتها حيث تم توجيه تهمة الخطف والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ومحاولة تضليل العدالة، وأحيل المتهم للنيابة العامة في القاهرة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات الجارية معه مع إحالته للمحاكمة الجنائية عقب انتهاء التحقيقات معه.

* القاهرة: كريم سليمان