تملك الشابة ريم الحساني أدوات النجاح والقيادة في عالم الرياضة البحرية، التي يحتكر الرجال الاستثمار فيها غالباً، وقد انطلقت في منافسة الرجال في هذا المجال عندما حصدت لقب بطلة الإمارات في التجديف، بعد قرابة عام من ممارستها لهذه الرياضة البحرية.
ريم أيضاً أول إماراتية تصنع القوارب الأولمبية ، وابتكرت كذلك نادياً رياضياً عائماً وأسست شركة للاستثمار الرياضي.
كان لنا هذا الحديث الشيق معها:
كيف تحول اهتمامك بالرياضة من الممارسة لريادة الأعمال؟
أطلقت مشاريع ريادية على مستوى رياضة النساء بمفردي، باعتبارها تطوراً طبيعياً لشغفي بعالم الرياضة خصوصاً البحرية منها، فقد بحثت عما يحتاجه السوق في هذا المجال من أجل تطويره، ومن هنا أطلقت نادي «إم آر مارينا سبورت»، وهذا الأمر تم بعد دراسة وبحث، واكتساب خبرات من الذين يشاركونني الهدف ذاته، وهو إعداد النشء من هواة ممارسة الرياضة البحرية، وتقديم التدريب اللازم لهم وتزويدهم بالخبرة الكافية، من خلال تعزيز فكرة الاستثمار في الشباب، واستقطاب المواهب الرياضية في الدولة.
أعمل على تأسيس أول فريق نسائي إماراتي رياضي، للمشاركة في الأولمبياد العالمية، وتشريف دولة الإمارات في البطولات العالمية
ما الهدف من المشاريع الرياضية التي أطلقتها؟
تركيزي اليوم على الصناعة والاستثمار الرياضيين، والبحث عن النواقص المهمة التي تدعم وتعزز ممارستهما، وهذا الأمر اكتشفته أثناء ممارستي لرياضة التجديف، لكنني في الوقت ذاته أحرص على تأسيس أول فريق نسائي إماراتي رياضي، للمشاركة في الأولمبياد العالمية، وتشريف دولة الإمارات في البطولات العالمية، ولتشجيع المواهب الشابة وتنميتها من خلال التدريب المكثف، وتسخير كافة السبل لهن، وقد وقعت اتفاقيات مع شركات عالمية بهذا الخصوص، للتوسع على مستوى دول المنطقة العربية كافة.
حدثينا عن الداعمين والمشجعين لك؟
لا أنكر أن هناك من لا يقبل فكرة دخول المرأة في قطاع الاستثمار الرياضي، ولكن بفضل كلمات شيوخنا أطال الله في أعمارهم، الداعمة والمشجعة لشابات الإمارات، ووقوفهم المستمر بجانبنا، تمكنت من التغلب على الصعوبات ومنها رفض بعض أفراد المجتمع لهذا العمل. وبشكل عام، نحن متفقون على أن الدعم لا يأتي إلا عندما يكون هناك نجاح فعلي على أرض الواقع، حينها نتلقى التشجيع من جهات عديدة في الدولة، ولذلك عملت من خلال تمويلي الخاص لمشروعي، حتى تمكنت من الحصول على دعم من صندوق خليفة لتطوير المشاريع المتوسطة والصغيرة، من خلال منحي مسطح مائي بالتعاون مع إدارة الموانئ البحرية في منطقة شمال ياس.
حدثينا عن القارب الأولمبي الذي صنعته لنفسك؟
أثناء فترة جائحة «كورونا» قررت تطوير القارب الأولمبي الخاص بي، من خلال جهاز يقوم بمراقبة المشاركين خلال عملية تدريبهم، كما زودته بجهاز يقيس المسافات المقطوعة، والسرعة الزمنية التي يستغرقها المتدرب في التجديف، وأتابع عبر هذا الجهاز أماكن وجود القوارب، فأنا شغوفة بتصنيع القوارب والأجهزة، ولدي إصرار على القيام بذلك بيدي، بهدف تعزيز وبث الثقة في الصناعة المحلية، ورفع علامة «صنع في الإمارات»، بأيدي أبنائها وكفاءتهم.
ما خططك التالية لدعم الرياضة النسائية في الإمارات؟
ما زلت أبحث عن شيء خيالي ومبتكر، غير متكرر، يوظف الذكاء الاصطناعي، ويواكب الجيل، خصوصاً أنني أسعى لاستقطاب المزيد من الشباب والشابات للرياضة، ليس من أجل الممارسة فقط بل لتولي مناصب قيادية، فعندما أطلقت نادي رياضة التجديف الجبلي، والرياضات الجبلية، وملتقى العلامات التجارية، أوكلت إدارته لفتيات ذوات مهارات رياضية وإدارية، فأنا أريد استقطاب الفتيات من كافة التخصصات لتولي إدارة المشاريع التي أنفذها من أجل دعم رياضة المرأة، من خلال دفعهم للإلمام بكل ما يتعلق بها، والتركيز على الأهداف التي نسعى إليها، وخلق أفكار مشاريع جديدة وليس مجرد الإشراف على المشاريع وممارستها.