الطيب المودن من المغرب حاصل على شهادة في الأدب الإنجليزي بجامعة ابن زهر بأكادير، عمل مع منظمة بيس كوربس peace corps ومدرس للغة الإنجليزية، يتكلم اللغة العربية، الأمازيغية، الفرنسية والإنجليزية، لديه قناة على اليوتوب اسمها Learn with Tayeb بدأها سنة 2017 هدفها تعليم الأمازيغية والدارجة المغربية.
يتحدث المودن عن نشأته التي شكلت ثقافته اللغوية، "أنا من أبوين أمازيغيين، ما يعني أن الأمازيغية هي لغتي الأم، وبطبيعة الحال فالعربية هي اللغة الرسمية للبلاد، لذلك نشأت في بيئة لغوية بامتياز، تعلمت الأمازيغية ثم الدارجة ثم العربية الفصحى، ثم الفرنسية، ثم الإنجليزية والإسبانية، وللعلم فإن اللغة الأمازيغية/ الدارجة المغربية، لغة كباقي اللغات يحتاج تعلمها إلى مدة زمنية تختلف من شخص لآخر حسب السن والاستعداد والجهد المبذول في التعلم".
اللغات المتعددة تسهل الاندماج في المجتمعات المختلفة
يكمل الطيب حديثه عن دور المنصات التقنية في التعليم، ويقول «تعتبر منصة «يوتوب» واحدة من أفضل المنصات التي تساعد المتعلمين على التعلم عامة وتعلم اللغات خاصة، نظراً لأنها متاحة للجميع مجاناً، كما تساعد على تعميم المحتوى على الصعيد العالمي، فاللغة كيفما كانت إثراء للفكر وتسهيل لاندماج الشخص في المجتمعات وبناء الصداقات، ومن خلال عملي أدعو الناس ومتابعي قناتي على اليوتيوب بالخصوص إلى تعلم اللغة الأمازيغية والدارجة المغربية لكي يسهل عليهم السفر إلى المغرب كبلد يستقطب السياح لجماليته وغناه الثقافي ولأن أغلب مناطق المغرب يتكلمون هذه اللغة، وبالتالي ستسهل عليهم عملية التواصل والوصول للمعلومات والاطلاع على الثقافة الأمازيغية والعربية بتنوعها والتراث الأمازيغي، ما يشعرهم عند زيارة المغرب بالانتماء ليس فقط الأجانب، لكن أيضاً المغاربة المقيمين بالخارج ولا يتقنون لغتهم الأم الأمازيغية/ الدارجة».
تعلم اللغات وسيلة لقضاء وقت الفراغ
ومن العراق يتحدث أحمد محمد رمضان عبدالله عن تجربته مع تعليم اللغة الكردية، عبر قناته على منصة «يوتيوب»، وهو في محافظة كركوك، وحاصل على شهادة بكالوريوس مختبرات طبية وشهادة دبلوم صيدلة "انطلقت بتقديم فيديوهات تتناول تعليم اللغات من نحو قبل سنة ونصف أو أكثر، فبدأت موضوع تعليم اللغة الإنجليزية كهواية، ووسيلة نافعة لقضاء وقت الفراغ فكنت أصنع الفيديوهات من خلال استخدام هاتفي المحمول الخاص بي".
مدة تعلم لغة جديدة تعتمد على رغبة المتعلم
لفت أحمد في حديثه إلى أهمية اللغة التي يعلمها للمتابعين حالياً «الكردية هي لغتي الأم، فأنا كردي الأصل ونشأت في بيئة عربية كردية وقد أكملت دراستي باللغة العربية، وأرى أن القدرة على التحدث بلغة جديدة والوقت المستغرق لتعلم هذه اللغة يعتمد على الفرد نفسه، ومدى حبه لتعلم اللغة الكردية ومدى ذكائه، وفي أغلب الأحيان اللغة الكردية هي لغة جميلة وسهلة تجمع بين اللغة العربية والتركية والفارسية».
تعلم اللغات المحلية وسيلة لكسب الرزق
ينصح أحمد متابعيه بتعلم اللغة كسلاح يفيد الفرد في كثير من المجالات في الحياة ومن أبرزها مجال العمل وكسب الرزق "على الناس أن يدركوا أن لغات الدول المختلفة، خصوصاً اللغة الكردية، وسيلة للتعرف إلى ثقافات جديدة وقومية جديدة، وتكسب من خلالها أصدقاء جدد من الجنسية العراقية، كما أرى أنها أصبحت تساعد في الحصول على فرص عمل جديدة وتوسع في مجالات الحياة. وهذا ما أكدته تجارب التعلم عبر «يوتيوب» فقد ساعدت أناساً كثيرين في تعلم اللغات، لكن يرجع الأمر إلى المرء نفسه ومدى إرادته في تعلم تلك اللغة الجديدة".
