اليابان لديها من العادات والثقافات التي تميزها وتجعلها في مصاف الدول الملهمة للشعوب العربية، لاسيما أن شعبها يتشارك مع العرب في ثقافة اللطف والود، والاهتمام بالتفاصيل. أما بالنسبة لأصناف الطعام الياباني الشعبي، والأزياء وعادات العناية بالبشرة، فقد باتت تشغل الفتيات العربيات باختلاف أعمارهن، وصرن يبحثن عن الأماكن والفعاليات التي تسهم في إحياء الثقافة اليابانية. ومن هذا المنطلق، احتفى نادي سيدات الشارقة، مؤخراً، بإطلاق مهرجان «يابانتسوري» المستوحى من الثقافة اليابانية، تماشياً مع الجهود المتواصلة لضمان توفير مجموعة مميزة من الأنشطة التعليمية والترفيهية لمختلف الفئات العمرية خلال العطلة الصيفية.
دعا نادي سيدات الشارقة «كل الأسرة» لحضور «فعاليات الاحتفاء بمهرجان «يابانتسوري»، حيث تعرفنا إلى أهم ما يجذب الفتيات للثقافة اليابانية، وكيف انعكس هذا التأثر على حياتهم الشخصية، وقد تحدثن عن أسباب هذا الانجذاب الذي دفعهن لحضور الفعاليات التي خصصت ورشة فنية للخط الياباني، حيث تعرفن إلى أساسيات الكتابة والخط الياباني «كانجي» وتعلمن كيفية كتابة الأسماء باستخدام رموز خاصة على الورق والمراوح اليدوية، كما قدمت مرافق النادي مجموعة من الخدمات والأنشطة المميزة خلال المهرجان، حيث تضمنت تصفيف الشعر ورسم الحناء بالأحرف اليابانية مقدمة من بوتيك أوركيد للجمال، وقدمت بعض المأكولات اليابانية كالسوشي والنودلز من مطعم لفيف فأضافت جواً من الجاذبية للمهرجان. ولعشاق الرسم، استمتع الضيوف بالمشاركة في ورشة رسم زهور الساكورا اليابانية على قبعة الشاطئ المقدمة من كولاج مركز المواهب.
ترى إليا محمد أن الدراما اليابانية والإنيمي وراء إعجاب الشباب بالثقافة اليابانية، «شكل الإنيمي جانباً كبيراً من شخصياتنا، لذلك نبحث في جذور الأمور التي تعرفنا إليها من الأعمال الدرامية والكرتونية، ربما هذا هو السبب الأبرز وراء عشقنا لثقافة اليابان وعاداتهم التي تشبه بعض عاداتنا، بل تجعلنا أكثر تمسكاً بأمور تخلينا عنها وهم مازالوا يحافظون عليها، وقد شاهدنا في المهرجان أفلاماً وعروض أنيمي لم نشاهدها من قبل، فهذا ما يميز اليابان بأن التطور والتمسك بالماضي يسيران في خطين متوازيين».
أما ريم العلي، فقد لفتت إلى الأزياء اليابانية «الكومونو»، وكيف يمكن تنسيقه مع ملابسهن العادية، «لا جدال أن الكومونو من الملابس الساحرة والمبهجة، والتي يمكن ارتداؤها مثل العباءة في بعض المناسبات أو تجمعات البنات، كمان أن لديهم أسلوباً مختلفاً في تصميم الملابس، والتي تكون أنيقة جداً وتبرز أنوثتنا على عكس الأزياء الأخرى، ربما هذا ما يدفعنا للتأثر بهم، وأخذ ما يناسبنا من عاداتهم، كما أن لهم سلوكاً راقياً نحب أن نتبعه في تعاملاتنا مع بعضنا بعضاً».
أشارت مريم النعيمي، للفنون والحرف اليدوية التي تعلمتها خلال المهرجان، «شاركت في فعاليات الرسم وتجديل الشعر وصنع الأكسسوارات المستوحاة من الثقافة اليابانية، تلك الأشياء المصنعة يدوياً محببة للغاية لدى الفتيات خصوصاً المراهقات، وأنا أخطط لتعلم هذه الحرف كي أصنع الأكسسوارات محلياً وأبيعها لعشاق هذه الأشياء البسيطة التي نعشقها جميعاً هنا في الإمارات».
من جهتها، تحدثت أمل السعيد عن الأكلات الشعبية المعروفة في اليابان مثل السوشي والنودلز ومشروب الماتشا الذي ذاع صيته مؤخراً، «تعلمت هنا ما هو مشروب الماتشا وطريقة إعداده مع خلطه بمشروبات أخرى، فمن الرائع أن نكتسب من هذا الشعب النشيط والعملي عادات أكل وشرب صحية، فالماتشا ليس كما يظن الكثير أنها تساعد على خسارة الوزن فحسب، بل تساعد على إفراز هرمونات السعادة في الجسم. إذ يسهم تناول شاي الماتشا في التخفيف من مشاعر التوتر والقلق، ويساعد على الشعور بالهدوء والاسترخاء».
أنشطة متنوعة في نادي سيدات الشارقة
وفي هذا الشأن صرحت دعاء المهيري، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في نادي سيدات الشارقة «تأتي فكرة مهرجان يابانتسوري واختيار توقيته، لتوفير مجموعة من الأنشطة التعليمية والترفيهية لمختلف الفئات العمرية صيفاً، ولتنويع الأنشطة التي يحرص نادي سيدات الشارقة على تقديمها سواء لمنتسباته أم لضيوفه، ونحرص أيضاً على تعزيز أواصر التعاون الثقافي بين دولتنا واليابان الشقيقة التي تتمتع بالعديد من الثقافات والتقاليد المميزة في إطار غير تقليدي يجمع بين الترفيه والتعليم في الوقت ذاته. وقد نظم النادي مجموعة من الأنشطة وأربع ورش عمل متنوعة، مستوحاة من الثقافة اليابانية، من بينها ورشة عمل شاي الماتشا لتعلم كيفية تحضيره، كما تم تنظيم ورشة لتنسيق الزهور وفق الأسلوب الياباني».