02 سبتمبر 2023

مهرجان المالح والصيد البحري.. خبايا الأجداد من أهل الساحل

محررة في مجلة كل الأسرة

مهرجان المالح والصيد البحري.. خبايا الأجداد من أهل الساحل

في أجواء تراثية ممزوجة بأنغام الأهازيج الشعبية، احتضنت مدينة دبا الحصن فعاليات مهرجان المالح والصيد البحري 2023 في نسخته العاشرة للتعريف بالموروث البحري الإماراتي وما ترتبط به من صناعات وحرف يدوية وتعزيز التواصل بين الأجيال.

مهرجان المالح والصيد البحري.. خبايا الأجداد من أهل الساحل

على مدار أربعة أيام يقدم المهرجان عادات وتقاليد الأجداد في مجال صناعة المالح، بدءاً من أدوات ووسائل صيد السمك، إلى طرق تمليحه وتعبئته وحتى طهيه، وتقديمه كأحد الحرف التقليدية الشعبية. حيث يعد المهرجان من أبرز مبادرات صون التراث الشعبي وحفظه، وطريقة لدعم الأسر المنتجة التي لا تزال تعمل بالمهن التقليدية، وذلك في أركانه المميزة بما فيها «سوق المالح» وركن «الأسرة المنتجة» و«المحاصيل الزراعية» وسوق المطاعم الشعبية، إضافة إلى عروض الصناعات والحرف اليدوية التقليدية وغيرها من الفعاليات التراثية.

مهرجان المالح والصيد البحري.. خبايا الأجداد من أهل الساحل

خلال التجوال بين صناع المالح والحرف التقليدية، التقت «كل الأسرة» الوالد محمد الطنيجي، أحد أبناء منطقة دبا الحصن، الذي حدثنا عن مهنة صناعة المالح، قائلاً «تزدهر هذه الصناعة خلال موسم وفرة الأسماك، حيث يقوم الصيادون بتخزين الأسماك المحلية عن طريق تمليحها بوضع الملح الخشن وهي الطريقة التي اتبعت قديماً لحفظ الأسماك لأطول فترة ممكنة ليستخدم في فصل الصيف لندرة وجوده في السوق، وامتناع الصيادين من الخروج للصيد بسبب ارتفاع درجات الحرارة وندرة وجود الأسماك». وللاحتفاظ بمالح جيد، يشرح الطنيجي «يجب اختيار أنواع معينة من الأسماك الطازجة، من القباب والكنعد والصد، ونوع جيد من الملح، حيث يتم تقطيعه وغسله وتجفيفه جيداً، ثم بعد ذلك يتم تتبيله بالملح بعد عمل شقوق طويلة ليصل الملح لجميع الأجزاء، من بعد ذلك يتم غمر السمك بشكل كامل بالملح ووضعه في علب محكمة الإغلاق لفترة من ثلاثة إلى ستة أشهر».

مهرجان المالح والصيد البحري.. خبايا الأجداد من أهل الساحل

وعن أهمية المهرجان، يوضح تاجر الأسماك أحمد عبدالله الدرمكي «تمكن مهرجان المالح خلال سنوات قليلة من تحقيق نجاح كبير ليس فقط في إبراز أهمية صناعة المالح فحسب إنما في تسليطه الضوء على العديد من الحرف اليدوية المتنوعة والفعاليات والفنون الشعبية والأهازيج التي تنقل للأجيال القادمة ويحافظ عليها من الاندثار»، يضيف الدرمكي «تنسب صناعة المالح إلى أبناء الساحل منذ زمن بعيد حيث وجدوها الطريقة الأفضل لحفظ السمك، قوت يومهم، من التلف لأطول فترة ممكنة، كما أنها كانت مصدراً للرزق للكثير من الصيادين حيث كانت تصدر إلى مناطق أخرى من الخليج من قبل التجار الذين كانوا يتوافدون على المنطقة».

مهرجان المالح والصيد البحري.. خبايا الأجداد من أهل الساحل

فيما تكشف الجدة فاطمة أحمد، إحدى المشاركات في المهرجان والتي تعمل في مهنة التلي والسفافة، «لا تقل أهمية الحرف اليدوية عن مهنة الصيد والزراعة والرعي في المجتمع الإماراتي قديماً، فالتلي والسفافة والبخور والدخون من الحرف النسائية التي شغلت المرأة كونها صناعات ارتبطت بحياة الأسرة الإماراتية اليومية، ورغم تطور الحياة وظهور منتجات بعلامات تجارية مميزة لا تزال الأسرة الإماراتية حريصة على اقتناء بعض المنتجات متمسكة بإرثها التاريخي».

مهرجان المالح والصيد البحري.. خبايا الأجداد من أهل الساحل

وفي إشارة لأهمية المهرجان، أكد عبد الله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، «يأتي مهرجان المالح والصيد البحري، الذي ينظم من قبل غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية مدينة دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن، بمشاركة عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص في إطار رؤية إمارة الشارقة لإحياء التراث والمحافظة على العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، والإسهام في تواصل الأجيال، حيث أصبح الحدث ملتقى سنوياً للاحتفاء بصناعة المالح التي تمثل جانباً أصيلاً من التراث الإماراتي العريق المشهور بصناعاته الغذائية وحرفه التقليدية والشعبية، وأحد أبرز الأحداث التراثية والسياحية المتخصصة في صناعة المالح على مستوى المنطقة، إلى جانب مساهمته في ضمان استدامة مهنة صيد الأسماك، وزيادة الاهتمام بالثروة السمكية والمحافظة عليها باعتبارها مكوناً رئيسياً في منظومة الأمن الغذائي في الدولة وخلق فرص العمل، فقد نجح المهرجان وعلى مدار دوراته العشر في تحقيق العديد من الإنجازات من خلال استقطابه لآلاف الزوار سنوياً من كافة أنحاء الدولة، وتحقيق مبيعات وعوائد مالية كبيرة للعارضين».

* تصوير: السيد رمضان