12 سبتمبر 2023

ثلاث إماراتيات يقتحمن عالم الصقارة بـ "بيع الصقور" وتعزيز الحضور النسوي

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

ثلاث إماراتيات يقتحمن عالم الصقارة بـ "بيع الصقور" وتعزيز الحضور النسوي

سطرت عفراء وسلمى و‏مريم الظاهري ثلاث إماراتيات مشاركة استثنائية في معرض أبو ظبي للصيد والفروسية 2023 مؤخراً إذ كن أول إماراتيات يبعن الصقور، وهي سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ المعرض وعلى صعيد الدولة.

ثلاث إماراتيات يقتحمن عالم الصقارة بـ "بيع الصقور" وتعزيز الحضور النسوي

فالشغف هو المحرك والدافع كما الانغماس في تعزيز أحد ملامح التراث الإماراتي حيث لا تعد الصقارة ملمحاً تراثياً إماراتياً فحسب، وإنما تشكل عنصراً أساسياً من عناصر تشكيل الهوية الإماراتية في ربطها بالتاريخ العربي في أبعاده المجسدة صفات الشجاعة والمجد والانشداد لقيم الأصالة والتراث.

ثلاث إماراتيات يقتحمن عالم الصقارة بـ "بيع الصقور" وتعزيز الحضور النسوي

ولتدعيم دور المرأة في هذا المجال، عمدت عفراء الظاهري مع أخواتها سلمى ومريم إلى تأسيس شركة «الشراغة للصقارة» ويتركز عملها على بيع الصقور وتوفير جميع المستلزمات والأدوات للصقارين.

تعرب عفراء عن فخرها الكبير بالحضور في هذا المجال: «الشرف الكبير لي أن نكون أول إماراتيات يبعن الصقور حيث الشغف بعالم الصقارة دفعنا إلى اقتحام المجال، في ظل ما تقدمه القيادة من اهتمام بهذا الموروث الأصيل في الدولة».

وتستكمل حكايتها في هذا العالم: «الصقارة هي الرياضة الأولى في الدولة وكعنصر نسائي، قررنا الدخول في هذا المجال لإثبات أن المرأة الإماراتية قادرة على أن تكون عنصراً فاعلاً في الحفاظ على التراث وحارسة له. فالشغف تأتى من كوننا عائلة نشأت على البحر وأردنا الاستكشاف أكثر عن البر وحتى كنا نزور المنطقة الغربية في الظفرة ونشهد الكثير من الرياضات والنشاطات المتعلقة بعالم الصقور في كل المجالات من ترويض الصقر، تدريبه والإلمام بأدوات الصقارة».

ثلاث إماراتيات يقتحمن عالم الصقارة بـ "بيع الصقور" وتعزيز الحضور النسوي

برعت عفراء في صناعة براقع الصقور والمراسل والمناقل حيث شهد معرض الصيد والفروسية في أبوظبي أول مشاركة للعنصر النسائي في صناعة البراقع. تعلق عفراء الظاهري: «هذه المشاركة لاقت صدى كبيراً في أجواء المعرض ونجحنا على كل المستويات وكان نجاحاً يفوق التوقعات وفي مسابقة «أجمل برقع للصقور»، حصلنا على المركز الأول محلياً والثاني دولياً».

مفاجأة للعام القادم

تقدم عفراء رؤيتها الاستشرافية لهذا الحضور النسوي في عالم الصقارة: «هذا العام، قررنا أن نخوض هذا المجال بدور أكبر وأوسع عبر الإعلان عن اقتحام العنصر النسائي لمجال بيع الصقور بمشاركة شقيقتي مريم وسلمى إذ نعتبر أول إماراتيات يبعن الصقور ونحمل للعام القادم مفاجأة قوية حيث نجهز لوجود عنصر نسائي متكامل يقدم الحرف اليدوية المتعلقة بعالم الصقور مباشرة أمام الجمهور».

ثلاث إماراتيات يقتحمن عالم الصقارة بـ "بيع الصقور" وتعزيز الحضور النسوي

توفر شركة «الشراغة» نحو 8 أنواع مختلفة من الطيور: «تتراوح أسعار الصقور بين الـ 18 و48 ألف درهم والسعر الأغلى الذي حصلنا عليه كان 35 ألف درهم لصقر فرخ من نوع «بيور ».

تتوقف عفراء عند المشاركة الإيجابية لها في معرض الصيد والفرنسية في أبوظبي وتعتبرها بوابة انطلاق وتطوير لأعمال الشركة العائلية حيث «كان الإقبال استثنائياً لجهات الحضور والاستفسار عن الطيور وأنواعها وتوافر عوامل جذب كثيرة إذ نستطيع تسجيل نقطة نجاح بارزة في هذا الصدد».

يبقى الصقر رمز اعتزاز وفخر لعفراء: «فهو فخر لكل إماراتي وهو شعار دولة الإمارات العربية المتحدة وتعلمت من هذا الطير الكثير ومنها بعد النظر جراء النظرة الثاقبة التي يمتلكها وكذلك الشجاعة والقوة وأكثر ما يميز الصقر هو الوفاء حيث لا بد أن يعود إلى راعيه أو مدربه ويقدم له الصيد وكثيراً ما نسمع ترداد جملة «مبروك تاكل من صيده»، وهي مقولة ترمز للوفاء وهذا يعتبر ناموساً تلتزم به الصقور».

توجه عفراء رسالة إلى النساء الإماراتيات اللواتي لم يخضن هذا المجال بعد ولديهن الشغف: «الدولة لم تقصر في دعم المرأة في كل المجالات وفي تمكينها وتزويدها بكافة الوسائل وسبل التقدم وعلى المرأة أن تتحلى بالشجاعة لخوض مجالات جديدة بعد أن أثبتت نفسها على الكثير من الصعد سواء سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً وغيره».

ثلاث إماراتيات يقتحمن عالم الصقارة بـ "بيع الصقور" وتعزيز الحضور النسوي

بدورها، تؤدي مريم الظاهري دورها في هذا المجال حيث تلفت إلى أن المشروع هو فكرة شقيقتي عفراء التي كانت وما زالت شغوفة بصناعة براقع الصقور والاهتمام بأدوات ومستلزمات الصقور: «هذا العام، تم الإعلان عن دور شركتنا في بيع الصقور وتسجيل أول حضور نسوي إماراتي في هذا المجال حيث لدينا عدد كبير من الصقور من أنواع مختلفة نستوردها من مزارع معروفة ومتخصصة».

وتلفت مريم إلى التطور اللافت في التواجد الفاعل على خريطة الصقارة : «كان جدي رحمه الله أحد الصقارين المهرة في الدولة. نمتلك الشغف بهذا العالم إلى كون شقيقتي عفراء تحب صناعة براقع الصقور يدوياً وباشرتها كفكرة ثم عمدت إلى تنفيذها وكأخواتها، شجعناها على المضي قدماً وقررنا إقامة شركة وهي شركة الشراغة للصقارة هي شركة ناشئة تحاول أن تدعم وجودها في السوق».

ثلاث إماراتيات يقتحمن عالم الصقارة بـ "بيع الصقور" وتعزيز الحضور النسوي

تفخر مريم بكونها «ابنة الإمارات العربية المتحدة وأول الإماراتيات اللواتي يبعن الصقور» : «هذه المهمة غير سهلة ولكن نحاول، في الشركة، إثبات وجودنا حيث نخطط للاشتراك في مسابقة «الشارة» وهي مسابقة تراثية تتيح لنا إثبات الحضور النسوي في مجال الصقور حيث تتنوع بين جير شاهين وجير تبوع وبيور، مع وجود صقارة يتابعون تفاصيل تغذية الصقور والاهتمام بها، في ظل متابعة حثيثة من قبلنا».

عالم الصقور أطل بمريم على المزيد من المعلومات المتعلقة بالصقور ومنها «أن الطائر يباع حسب الطول والعرض والوزن وهي عناصر تواكب قدرة الطائر على تحمل الظروف أثناء الصيد، مع وجود أفضل مزارع الصقور في الدولة والتي نستورد منها معظم الأنواع».

تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة