28 سبتمبر 2023

مهرجان البدر.. جماليات الخط العربي تواكب "المولد النبوي"

محررة في مجلة كل الأسرة

مهرجان البدر.. جماليات الخط العربي تواكب

في مركز الفجيرة الإبداعي «مركز وزارة الثقافة والشباب بالفجيرة» خط نور الدين مي قوانج جيانج لوحات مزجت بين الحضارة العربية والصينية موظفاً فيها خبرته التي امتدت لأكثر من 45 عاماً في مجال خط وكتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

هذه الورشة «الخط العربي بالأسلوب الصيني» نظمها مهرجان البدر بدورته الثانية احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف، وتحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، واستعرض فيها أبرز خصائص وأدوات الخط العربي المستخدم في الصين والاختلاف بين نمط الكتابة بالأسلوب العربي التقليدي والأسلوب الصيني.

مهرجان البدر.. جماليات الخط العربي تواكب

بدأ اهتمام الحاج نور الدين مي قوانج جيانج، أحد أبرز أساتذة الخط العربي بالأسلوب الصيني في الصين، بالخط العربي وهو طفل عندما كان يحفظ القرآن الكريم، وعلى إثر ذلك قرر تعلم اللغة العربية وهو في السابعة عشرة من عمره في أحد مساجد شمال الصين ليحصل بعدها على شهادة فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية من مصر ويبدع في كتابة القرآن الكريم وبعض الجمل والأحاديث النبوية الشريفة بأسلوب منح اللغة العربية جمالية وتناغماً جميلاً.

ولجمالية لوحاته وتميزها قام المعرض البريطاني بعرض لوحته «أسماء الله الحسنى» بشكل دائم، كما تم عرض أعماله في عدة متاحف ومعارض حول العالم، منها المتحف الوطني في إسكتلندا، ومتحف أصلان في سان فرانسيسكو، ومتحف الفن في جامعة هارفارد، وأقيم أول معرض خاص به في بريطانيا عام 2000، وفي 1997 نال جائزة حسن الخط من مصر وأصبح أول صيني يكرم بجائزة رفيعة المستوى، كما تم اختياره من بين أهم 500 شخصية إسلامية لها تأثير في مستوى العالم سنة 2009 إلى 2016 وذلك لمدة ثماني سنوات متتالية، وحرص نور الدين مي قوانج جيانج على افتتاح مدرسة خاصة لتعليم الخط العربي وتدريس اللغة العربية، كما عمل أستاذاً في جامعة العلوم الإسلامية.

مهرجان البدر.. جماليات الخط العربي تواكب

يقول نور الدين «تتميز «لغة الضاد» بحروفها وتعدد الخطوط فيها كالكوفي والثلث والديواني والنسخ والرقعة، أما الخط العربي الصيني فهو نمط رافق دخول الإسلام إلى الصين نتج عن التأثير المتبادل بين الثقافتين قبل 1300 عام، وتكمن جماليته في الجمع بين النمطين اللغة العربية في اعتمادها على الأحرف والصينية على جمالية وسحر الشكل في محور الكتابة، حيث تكتب اللوحات بخطوط طولية وعرضية وأخرى تتسم بتشكيلات هندسية أو نباتية».

مهرجان البدر.. جماليات الخط العربي تواكب

يكشف نور الدين «يقتصر وجود اللوحات المكتوبة بالأسلوب الصيني على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تزين المساجد، والمنازل والمطاعم وذلك لما لها من أبعاد روحانية وصعوبة فهم اللغة العربية في الصين». وعن الفترة الزمنية التي تتطلبها كل لوحة، يبين «يستغرق رسم اللوحة الصينية دقيقة أو دقيقتين بخلاف اللوحات العربية التي قد تستمر لعدة أيام، بينما تعتمد كتابة اللوحات المكتوبة باللغة العربية على أقلام مصنوعة من القصب أو البامبو يتم رسم اللوحات بالأسلوب الصيني بأدوات خاصة كالورق الصيني المستخلص من لحاء الأشجار والمعروف باسم «شين» الذي يتميز بقدرته الفائقة على امتصاص الحبر وحفظه لفترة زمنية طويلة والحبر الصيني الأسود الذي لا يتغير لونه، والأقلام المصنوعة يدوياً وفرش صناعية وأخرى مصنوعة من ريش الديك بأحجام مختلفة تبعاً لسمك الخط».

مهرجان البدر.. جماليات الخط العربي تواكب

من جهته، يوضح الخطاط محمد النوري الاختلافات والتشابه بين نمطي الكتابة بالطريقة المشرقية والصينية «تتميز الخطوط العربية المكتوبة بالأسلوب الصيني بخصائص كبيرة نتيجة تأثره بخط الرقاع والخط المتسلسل الذي رافق فترة الخلافة العباسية والذي كشف سبب تسلسل الحركات المستخدمة في الخط الصيني واستخدامهما في الكتابات الموجودة على المساجد».

مهرجان البدر.. جماليات الخط العربي تواكب

كما يبين النوري أسباب تميزهم بهذه الخطوط «تناغم حركة الأيدي مع هذه الأنواع من الخطوط ساعدهم على استخدامها بشكل جميل ومتناسق بالإضافة إلى تفوقهم في صناعة أجود أنواع الورق والحبر والأقلام، فبينما تكون الكتابة بالأسلوب الصيني سريعة لا تأخذ من الخطاط الكثير من الوقت نتيجة سرعة جفاف الحبر على الورق، يستخدم الخط المشرقي، الذي قد تستغرق رسم إحدى لوحاته أياماً، الورق المطلي».