01 نوفمبر 2023

"تراحم من أجل غزة".. حملة تنتصر للإنسانية

محررة في مجلة كل الأسرة

نجحت الإمارات من خلال حملة «تراحم من أجل غزة» لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتضررين من الحرب في قطاع غزة، بالتأكيد على استمرار نهجها المتواصل في دعم العمل الإنساني والسير على خطى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مد يد العون لكل محتاج والوقوف إلى جانب الشعوب بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم في جميع الكوارث والأزمات.

جاءت الحملة استكمالاً للجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات وتلبيةً لنداء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لإغاثة الأشقاء في فلسطين، بإشراف وزارة الخارجية، وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع والتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي ومشاركة (20) مؤسسة خيرية وإنسانية.

يكشف مشهد الحملة عن تكاتف وتعاضد وتراحم مجتمع الإمارات من مواطنين ومقيمين مع إخوانهم في غزة، حيث يتسابق الجميع نساءً ورجالاً، شباباً وأطفالاً وكبار السن، على مشاركة إخوانهم في فلسطين محنتهم مترجمين صورة واضحة ونقية للقيم التي رسخ لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث تمكنت الحملة خلال أسبوعها الثالث من جمع ما يزيد على 20000 ألف طرد من المساعدات التي تنوعت بين السلال الغذائية، والسلال المخصصة للأطفال وللنساء والأمهات، بمشاركة 5000 متطوع في فعاليات نظمت في الاتحاد أرينا في أبوظبي بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وفي فسيتفال أرينا في دبي بالتعاون مع دبي العطاء.

وفي مركز البيت متوحد في الشارقة بالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية ومؤسسة القلب الكبير، بينما تم جمع ما يزيد على 25 ألف طرد من المساعدات بمشاركة 15 ألف و100 متطوع من مختلف الأعمار والجنسيات في الأسبوع الثاني في أبوظبي ودبي والشارقة، مع 13 ألف طرد تم تجهيزها مع بداية انطلاق الحملة الأسبوع الأول في ميناء أبوظبي، وبذلك يصل عدد طرود التجمعات التطوعية الثلاثة التي تم تنظيمها للأسبوع الثالث في إمارة دبي وأبوظبي والشارقة ما يناهز 60 ألف طرد، من أجل رفع المعاناة عن النساء والأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع أي بما يزيد على مليون طفل، بتوفير الاحتياجات الأساسية لهم ولأسرهم.

حضور ومشاركات قيادية

كانت الحملة محط اهتمام ومتابعة شخصيات قيادية في المجتمع الإماراتي، فقد تفقد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، وريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وشما المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، سير العمل في قاعة الحملة التي أقيمت في موانئ أبوظبي في ميناء زايد، أول مركز لتجميع وتعبئة حزم الإغاثة، بينما شاركت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، الحملة التي تم تنظيمها في قاعة قلعة الرمال في دبي تحت إشراف مؤسسة «دبي العطاء».

وفي إمارة الشارقة شارك سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، الحملة التي أقيمت في قاعة البيت متوحد بالشارقة، بتنظيم من جمعية الشارقة الخيرية ومؤسسة القلب الكبير ومركز الشارقة للعمل التطوعي، كما شارك الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، في حملة الشارقة في «إكسبو الشارقة» التي أشرفت عليها جمعية الشارقة الخيرية، بالتعاون مع مؤسسة القلب الكبير، وبالتنسيق مع مركز الشارقة للتطوع.

سلال متنوعة

حرص القائمون على أن تتضمن الطرود أهم الاحتياجات التي تحقق أقصى درجات الاستفادة للأشقاء في فلسطين الذين باتوا عاجزين من الحصول على أبسط الاحتياجات الأساسية، حيث تم تقسيم حزم المساعدات إلى ثلاث سلال، الأولى سلة المواد الغذائية، متضمنة مجموعة من المواد الغذائية المتنوعة، بينما تضم السلة الثانية عدداً من الاحتياجات الأساسية للنساء، فضلاً عن سلة للأطفال التي تضم مواد غذائية للأطفال وحليب أطفال وفرشاً ومعجون أسنان، وحفاضات ومناشف وشامبو للاستحمام، التي خصصت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي 26 موقعاً في مختلف أنحاء الدولة لجمعها.

مؤسسات وجمعيات مشاركة

تبنت منظمات المجتمع المدني، متمثلة بالجمعيات والمؤسسات الخيرية، مسؤولية الإشراف والتنظيم.. يكشف عبد الله سلطان بن خادم، المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية، «شهد إكسبو الشارقة إقبالاً كبيراً من قبل المتطوعين الراغبين بالمشاركة في الحملة، حيث بلغ عدد المتطوعين المسجلين 4000 شخص من جميع فئات المجتمع، وتجهيز 7500 طرد إغاثي، منها 4500 طرد مواد غذائية، و2000 طرد مستلزمات للأطفال، و1500 طرد للنساء، تلبيةً لنداء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لإغاثة إخوتنا الفلسطينيين في غزة».

يوضح بن خادم «التفاف المجتمع الإماراتي حول القيادة وتكاتف وتلاحم مختلف الجنسيات في نسيج المجتمع في مؤازرة ودعم إخوتنا في غزة ما هو إلا جزء من الإرث الذي غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه». مؤكداً استمرار الحملة في استقبال جميع التبرعات العينية والنقدية في أماكن مختلفة من الدولة منها مجالس الضواحي والقرى في إمارة الشارقة، والمنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية من الدولة، الجمعيات التعاونية والمراكز التجارية، إلى حين انتهاء الأزمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق».

من جهتها، توضح جواهر الحمادي، منسق تسويق من مؤسسة القلب الكبير، «تشارك المؤسسة بدورها بأكثر من 3000 متطوع ضمن حملة تجهيز الحزم الإغاثية العاجلة للمتضررين ومد يدن العون لأشقائنا الفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، وهي جزء من التزامنا الإنساني»، كما تكشف الحمادي عن أدوار أخرى للمؤسسة «نحرص على ألا يتوقف عمل مؤسسة القلب الكبير عند المشاركة في طرود التبرعات العينية، وأن تكون لنا أدوار أخرى، التزاماً بدورها الإنساني ودعماً لأشقائنا في غزة ورفع الضرّ عنهم».

* تصوير: السيد رمضان