هي رحلة لاستكشاف الزمن الجميل، بما فيه من عادات وتقاليد، تلك التي يأخذنا إليها مهرجان الحرف والصناعات التقليدية في سوق القطارة، بين زوايا دكاكينه التي تفوح منها رائحة التاريخ، لينقل لنا صورة مبسطة عن حياة الآباء والأجداد.
في دورته التاسعة التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة، في أبوظبي، على مدار 20 يوماً، وتحت شعار «حرفة الأجداد فخر الأحفاد»، يسلط المهرجان الضوء على أهم الحرف والصناعات اليدوية التقليدية للتعريف بها، وتعزيز القيم الاجتماعية المرتبطة بالمجتمع الإماراتي، ودعم العاملين فيها، حفاظاً على الهوية الإماراتية.
يزخر المهرجان بالكثير من الفعاليات والأنشطة التي تسلط الضوء على الحرف اليدوية كالسدو، والتلي، وصناعة البراقع، والخياطة، وصناعة العطور، والفخار، وصناعة حليّ الزينة، وحياكة الخوص بجدل سعف النخيل، وغيرها من الحرف التي تدعم تطوير مهارات العاملين فيها من الحرفيين، وتلبّي احتياجاتهم الاقتصادية.
وهناك أيضاً فعاليات أخرى مختلفة، منها صناعة القهوة، والعريش، وعروض الصقّارة، وفرقة العيّالة التي تقدم رقصات شعبية فولكلورية من التراث الإماراتي، والكثير من المشاريع الخاصة لأكثر من 100 عائلة، لتشجعها على الابتكار وتلبية متطلبات السوق وزيادة دخلها.
تحافظ دكاكين سوق القطارة الـ 18 على التراث الإماراتي، بعرض كل ما يتعلق باحتياجات الأسرة، ويرتبط بالماضي من ملابس رجالية، ونسائية بألوان زاهية، ومستلزمات الطفل، واحتياجات المرأة من زينة، وأوانٍ منزلية، وتوابل، إلى جانب ركن خاص بالأكلات الشعبية الإماراتية، مثل الهريس، والبثيث واللقيمات، والسمبوسك التي تقوم بإعدادها أُسر إماراتية، كما يستضيف المهرجان عدداً من الحفلات الموسيقية المميزة ضمن سلسلة ذاكرة الأغنية الإماراتية، يحييها محمد المنهالي، وهزاع الرئيسي، وعبد المنعم العامري، ورقية ماغي.
يعود تاريخ تأسيس سوق القطارة إلى منتصف القرن العشرين، من قبل المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، على الطريق الذي يربط منطقة القطارة وواحة الجيمي، المزينة أطرافه بأشجار النخيل.
حيث يعدّ المكان المثالي للتعرف إلى التقاليد الإماراتية المختلفة، من خلال استضافته لمجموعة من الأنشطة الثقافية والتراثية التي تهدف إلى التعريف بتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشجيع العائلات المحلية على المحافظة عليه، وتعزيزه من خلال إنتاج فعّال للمشغولات اليدوية التقليدية.
* تصوير: السيد رمضان