10 ديسمبر 2023

كيف تحقق العملية التعليمية طموحات مؤتمر الأطراف (COP28)؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف تحقق العملية التعليمية طموحات مؤتمر الأطراف (COP28)؟

تحت عنوان «إرث من أرض زايد»، جسّد جناح التعليم الأخضر في المنطقة الخضراء في مؤتمر الأطراف (COP28)، والتابع لوزارة التربية والتعليم، نمط التعلّم الذي يعزز الحفاظ على البيئة في الإمارات، كما سلّط الضوء على أهمية التعليم في معالجة قضايا المناخ.

كيف تحقق العملية التعليمية طموحات مؤتمر الأطراف (COP28)؟

المدارس الخضراء، المناهج الخضراء، القدرات الخضراء والمجمعات الخضراء.. أربعة محاور رئيسية في مناطق مركز التعليم الأخضر، وهي توحي للوهلة الأولى بأنها تشمل تعليم الزراعة في المزارع، أو ما شابه ذلك، لكنها في الحقيقة تكشف عن تأصّل الاستدامة في تاريخ الإمارات، وكيف رسّخه جيل الأجداد والآباء، واستمر أبناء الجيل الحالي في العمل به. أما المنطقة الخامسة فتشمل شراكة التعليم الأخضر، ويقع في المنطقة السادسة المسرح الرئيسي (إرث زايد)، حيث يُبرز الجناح دور التعليم في تبنّي نهج شامل ومتكامل، لتعزيز قدرات التكيّف مع التغيّر المناخي، ودور المعلمين كعامل تغيير إيجابي للحد من هذه التداعيات، من خلال دمج تغيّر المناخ، والوعي البيئي، والتنمية المستدامة، ضمن المناهج الدراسية.

كيف تحقق العملية التعليمية طموحات مؤتمر الأطراف (COP28)؟

وخلال جولة «كل الأسرة» في جناح التعليم الأخضر، صاحبتنا نوف إبراهيم الهاجري، أخصائية أنشطة وفعاليات في وزارة التربية والتعليم، وأوضحت لنا أن تصميم الجناح تم بطريقة تعكس طبيعة الحياة الإماراتية والمستدامة قديماً، إذ تواصل دولة الإمارات السير على خطى الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في تحقيق الإنجازات في مجال الحفاظ على البيئة وصون مواردها وضمان استمرارية التنمية المستدامة «كنا نعتمد في الماضي على سعف النخيل في صناعة الأدوات المنزلية، وفي تصميم البيوت بشكل عام. وتشمل ورش التدريب والعمل في الجناح محطات من حياة الإماراتيين في الماضي، وكيفية التعامل مع موارد البيئة، وانسجامها مع الطبيعة، وتطبيق هذه الأساليب في الحاضر».

كيف تحقق العملية التعليمية طموحات مؤتمر الأطراف (COP28)؟

من جهتها، تقول الطالبة منى محمد «التعليم من خلال تجارب تعليمية حول الاستدامة يترك أثراً مهماً لديناً، ونتعلم من خلاله بسرعة أكبر من التعليم الأكاديمي وحده، وقد تعلمت العديد من المعلومات التي يمكن تطبيقها في حياتي اليومية».

أما الطالب عبدالله خالد، فيقول «لقد اكتشفنا في الجناح أن أجدادنا كانوا يستغلون الموارد الطبيعية قبل معرفتهم بقضايا التغيّر المناخي، وحافظوا على البيئة من خلال إعادة التدوير، واستغلال جميع الموارد المتوفرة لديهم، وقد علمت أنه يتم الآن تدريس هذه الممارسات المستدامة في المناهج التعليمية، كي تتحول لأسلوب حياة، ولكن على أساس علمي».

كيف تحقق العملية التعليمية طموحات مؤتمر الأطراف (COP28)؟

من جانبها، تستعرض جامعة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر الأطراف (COP28)، مبادراتها لتطوير العملية التعليمية لدعم العمل المناخي، وتعزيز الوعي البيئي ومبادئ الاستدامة في مختلف مناحي الحياة، وتقديم حلول للحد من آثار التغيّر المناخي. فقد أشار الدكتور أحمد مراد، النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات، في حديثه لـ«كل الأسرة» إلى أن استراتيجية الجامعة تركز على البحث العلمي لإيجاد حلول لمشاكل البيئة، وطرح مناهج تواكب عملية الاستدامة، وإطلاق العديد من الفعاليات والأنشطة التي تتعلق بالبيئة، والعمل المناخي.

والتقينا الطالب عبدالله الطنيجي من جامعة الإمارات، حيث استعرض مشروعاً مبتكراً لمنتج يمتص اليود المشع من المفاعلات النووية من خلال مجموعة من الفلاتر «اليوم يعمل البحث العملي على الحد من التغييرات المناخية، وفي الجامعة نخوض في هذا التوجه بكثافة، خصوصاً أن البيئة تحتاج إلى حلول مبتكرة في كل التخصصات والمجالات».

كيف تحقق العملية التعليمية طموحات مؤتمر الأطراف (COP28)؟

بدورها، نظّمت جامعة هيريوت وات دبي «مركز المناخ» التابع للجامعة، والذي سيعمل طوال فترة انعقاد مؤتمر (COP28)، حيث تعمل الجامعة على تطوير برنامج تدريبي لطلبة المدارس المقبلين على التخصص الجامعي، من خلال استضافة شركات التكنولوجيا النظيفة التي تستعرض أحدث حلولها، كجزء من معرض تفاعلي ورقمي، يسلط الضوء على الأثر الإيجابي لهذه التقنيات المبتكرة في الحفاظ على البيئة، ومعرفة التخصصات الدراسية المتاحة في هذا السياق، ما يطلق عليه الهندسة النظيفة، لمواجهة التحديات العالمية، وتقديم الفوائد للمجتمع المحلي.

كيف تحقق العملية التعليمية طموحات مؤتمر الأطراف (COP28)؟

وفي حديث مع عبدالله مشروم، أحد الطلبة المشاركين في الفعالية، أشار إلى أنه يطمح إلى دراسة الفضاء «بعد خوضي تجربة «مركز المناخ» اكتشفت أن جميع التخصصات يمكن تسخيرها للحفاظ على البيئة والاستدامة، خصوصاً قطاع الفضاء الذي أطمح إلى الالتحاق به، من خلال استغلال الطاقة المنبعثة من محركات الصواريخ، على سبيل المثال».

أما الطالب مايد الخزني، فيرى أن تخصص الأمن السيبراني الذي ينوي دراسته جامعياً، يمكن أن يطوّر به ما يخدم الاستدامة، من خلال ابتكار طريقة لمواجهة الهجمات الإلكترونية، من دون استهلاك المزيد من الطاقة.

 

مقالات ذات صلة