بهدف الاحتفاء بالمواهب الإماراتية التي أبدعت في تقديم العديد من العروض الضوئية المذهلة، والأعمال الفنية التفاعلية، وساهمت في الكثير من الحوارات الفنية القيّمة، أطلقت مدينة إكسبو دبي، مؤخراً، فعاليات مهرجان «ضيّ دبي» الفني، أول مهرجان للفنون الضوئية بأعمال فنية إماراتية، والذي يقدّم على مدى 10 أيام مجموعة، متنوعة من الأنشطة الفنية والثقافية والترفيهية، وورش العمل، وحلقات النقاش الفنية، بالشراكة مع مؤسسة AGB Creative، وبدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون.
يشمل المهرجان سلسلة عروض أخوات الصحراء الضوئية، الذي يحتفي بالفنانات الإماراتيات اللاتي تركن أثراً كبيراً في المشهد الفني الإماراتي، من أبرزهن ظبية جمعة لملح، التي أثرت في المشهد الفني والثقافي على الرغم من سوء حالتها الصحية التي أقعدتها عن الحركة، وأفقدتها النطق، لتختار الفن وسيلة للتعبير عن أفكارها، وللتواصل مع العالم الخارجي، وقد احتفى المهرجان بظبية من خلال قبّة ساحة الوصل الأيقونية، عبر سلسلة من العروض الضوئية الخاصة لعدد من أعمالها الفنية الإبداعية.
ومن الفنانين الذين أضاؤوا حفل الافتتاح مطر بن لاحج، المعروف بتصميم واجهة الخطوط لمتحف المستقبل، والفنانة الرائدة الدكتورة نجاة مكي الحاصلة على وسام الفارس الفرنسي للفنون والآداب، والمؤسس المشارك لجمعية الإمارات للفنون الجميلة الدكتور محمد يوسف، والمصمم عبد الله الملا الذي شارك في بينالي لندن للتصميم وأسبوع دبي للتصميم العام الماضي، والفنانة متعددة التخصصات ميثاء حمدان، والمصمم خالد الشعفار المعروف بتعاونه مع LASVIT ومتحف اللوفر أبوظبي، والفنانة التشكيلية المرموقة ريم الغيث، كما يضم العرض أيضاً أعمالاً فنية لضيفتين مميزتين، هما الفنانة الأسترالية رينيه كوليتجا والفنانة الجنوب إفريقية الدكتورة إستر ماهلانجو، اللتان نسجتا معاً قصة العزيمة والتواصل بين الثقافات باستخدام الفن، الذي يمثل جسراً لتقصير المسافات الشاسعة بين الأفراد.
كما يشمل المهرجان العرض الفني سولار كانوبي، وهو عرض بصري مبتكر يعتمد على مشاركة الزوار في استخدام الدراجات الثابتة لتوليد الكهرباء في الموقع، ما يخلق تجربة تفاعلية تغذيها طاقة الضيوف، وحضورهم الحيوي. أما عرض إليزيان آركس فيجمع بين مجسمات الهياكل المنحنية بأسلوب مذهل، حيث يستخدم الألوان والأضواء لإيصال العواطف والتصورات البشرية بطريقة فنية مميزة، في حين ترسم عروض سولار دانس للمجسمات التفاعلية لوحات ضوئية راقصة تستجيب للحركات وردود الأفعال، ما يؤكد أن الفن هو انعكاس لجوهر الإنسان، ومحيطه.
يستضيف المهرجان أكثر من 20 نشاطاً وورشة عمل متخصصة، ما يتيح للأطفال فرصة إطلاق العنان لإبداعاتهم وابتكاراتهم من خلال الأضواء والألوان، لاكتشاف تأثيرات الضوء والانعكاس والظل من خلال مجموعة من صناديق الضوء التفاعلية، أما الأطفال الأكبر سنا، فيمكنهم صنع فانوس يعتمد على الطاقة الشمسية باستخدام مواد معاد تدويرها، بالتعاون مع مبادرة ليتر أوف لايت. ويمكن للأطفال أيضاً إنشاء كاليدوسكوب خاص بهم، وهو جهاز بصري يحتوي في أحد طرفيه على قطع زجاجية ملونة يخترقها الضوء القادم من الطرف الآخر لتشكيل رسومات ومجسمات مذهلة. كما يستطيع الأطفال الاستمتاع بتصميم أوعية الضوء التي تعرض مناظر بحرية مستوحاة من أعمال الدكتورة نجاة مكي، باستخدام شموع الضوء الكهربائية والدهانات المضيئة.
من جهتها أوضحت آمنة أبو الهول، المخرج الإبداعي التنفيذي للفعاليات والترفيه في مدينة إكسبو دبي، أن مهرجان «ضيّ دبي» الفني، يعزز مكانة إمارة دبي كوجهة رئيسية للمهرجانات الفنية الراقية في أوساط قطاع الفن العالمي، ويبرز البصمة الفنية العالمية للفنانين الإماراتيين، الذين شاركوا في المهرجان، وأضافوا قيمة كبيرة للدورة الأولى منه، عبر سلسلة من أعمالهم الفنية والبرامج المصاحبة للمهرجان، حيث تم تسليط الضوء على روح الإبداع والتنوع والتسامح التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة أمام العالم.
وخلال تعليق الدكتور سعيد مبارك خرباش المري، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في هيئة دبي للثقافة والفنون، على مهرجان ضيّ دبي، أكد أنه «الأول من نوعه للفنون الضوئية بأعمال فنية إماراتية، وإضافة قيّمة للاقتصاد الإبداعي المتنامي في دبي، ونحن نشجع الزوار على استشفاف رؤية الفنانين المشاركين لمدينة دبي وطبيعتها وقيمها الجوهرية. ويأتي دعمنا لهذه التجربة الثقافية المميزة من منطلق حرص دبي للثقافة على دعم جهود المبدعين لعكس الهوية الإبداعية للإمارة وقيمها وتراثها».