العين.. وجهة عائلية تجمع التراث والطبيعة ونبض التاريخ

هي مدينة الحدائق والأفلاج والواحات، حيث تزدان أطرافها بالمزارع الخضراء، وحيث اسمها يدلّ على كثرة العيون المائية التي تغمر أرجاءها والواحات التي كانت ملاذاً للهاربين من الجو الحار.

تتميز مدينة العين في أبو ظبي، بتنوّع لافت يجمع بين الطبيعة الخلابة، وأماكن الجذب الثقافي والتراثي، والواحات الخضراء، وما تمثله من شريان الحياة الزراعية التقليدية، إلى ما تضمه من منشآت فندقية، ومقوّمات سياحة المغامرات والترفيه.

هذه المنظومة المتكاملة كان نتاجها اعتماد وزراء السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قراراً بأن تكون مدينة العين عاصمة السياحة الخليجية لعام 2025.

ففي حال كنت تبحث، وأسرتك، عن قضاء نهاية أسبوع ممتعة، أو يوم كامل في أرجاء مدينة العين، ثمة خيارات لتعزيز التجربة، وعيش لحظات ممتعة، ومثيرة.

فالمعالم السياحية والأثرية والتراثية والثقافية قادرة على القبض على مسارات القلب، وإنعاش الروح والتحرر من صخب الحياة اليومية بالهروب إلى الطبيعة، حيث الحدائق، والمنتزهات، والوديان وأبرزها جبل حفيت بمناظره الخلابة للمدينة من القمة.

واحة العين

الواحات في العين

من جماليات الطبيعة في العين الواحات، إذ تضم مدينة العين 6 واحات رئيسية، تزدان بأشجار النخيل والأفلاج، وأكبرها واحة العين المدرجة على لائحة قائمة التراث العالمي «لليونيسكو» منذ عام 2011، ويمكن قضاء وقت ممتع وسط الممرات المظلّلة بأشجار النخيل، والتعرف إلى نظام الري التقليدي بواسطة الأفلاج، مع فسحات خضراء ترفد يومك بأنفاس جديدة.

كما يمكن زيارة واحة الجيمي، واحة الداوودي، واحة الهيلي، واحة المويجعي، وواحة القطّارة.

المعالم التاريخية والمواقع الثقافية في العين

تجسد هذه المعالم تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وتراثها، ومن أبرزها متحف العين الوطني، الذي يُعد الأقدم، ويجسد أوجه الحياة في الدولة، لما يضمّه من مقتنيات البدو، والمجالس العربية، والقطع الأثرية، ومعروضات يعود تاريخ بعضها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد.

وتجمع مواقع العين الثقافية بين التراث، والتاريخ، والثقافة، في إطار تحدّه الطبيعة الخضراء من كل الجهات. هذا الحصار الجميل للطبيعة في قلب الثقافة يجعل من العين وجهة استثنائية توفر للعائلات الحصول على ألبوم صور متنوع، والاستمتاع بجو ثقافي ينسجم مع الموروث المحلي، ولا يخرج عنه.

فقصر المويجعي الذي تم بناؤه في أوائل القرن العشرين، يسرد حكاية التاريخ في العين، وبات مقصداً للكثيرين ممّن يرغبون في التقاط صور تذكارية مميزة من مكان على تماس بحياة من سكن هذا القصر، خصوصاً المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وتواكب روح الثقافة زوايا مركز القطارة للفنون التي تقبض على روح الطبيعة الخلابة، بجانب واحة القطارة، إلى قلعة الجاهلي التي تعتبر معلماً تاريخياً وثقافياً.

يستكمل البعد الثقافي حضوره في بيت محمد بن خليفة، حيث زائروه يلمّون بالكثير من التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي واكبت اكتشاف النفط، وهو من ضمن المواقع المدرجة في قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي، إلى متحف قصر العين الذي يحاكي واحة العين، ويترجم جزءاً من ذاكرة وطن، لكونه البيت السابق لمؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

المعالم البيئية والطبيعية في العين

البيئة والطبيعة هما السّمتان الأبرز لمعالم مدينة العين، وعلى رأسها جبل حفيت، أعلى قمة في أبو ظبي وثاني أطول قمة في الإمارات، الذي يتمتع بإطلالات خلابة وأولاه الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، اهتماماً كبيراً، ليشكّل مكاناً استراتيجياً في الجذب السياحي، حيث تتوافر فيه تجارب في الهواء الطلق، واستكشاف مسارات مذهلة، والاستمتاع بمشهد غروب الشمس، كما تتوافر خيارات للإقامة والراحة.

ومن الأماكن التي يمكن زيارتها بشغف، حديقة حيوانات العين، ففي تلك البقعة يمكن للأطفال الاستمتاع بكل دقيقة والتّماس مع حيوانات أليفة، كإطعام الزرافة، وركوب الجمل، ومعايشة عوالم 4 آلاف حيوان. وتعّد الحديقة موطناً للأنواع الأصلية والنادرة، وهناك الكثير من المساحات الخضراء العامة للنزهات، والحدائق، بينها حديقة الجاهلي، حديقة الهيلي، حديقة المبزرة الخضراء، ومنتزه جبل حفيت.

فنادق ومنتجعات العين

تتوافر العديد من الفنادق في العين، وأبرزها عند سفح جبل حفيت، ومنها منتزه جبل حفيت الصحراوي، وألوفت العين، دانات منتجع العين، مركيور جراند جبل حفيت، العين روتانا، وغيرها، إضافة إلى شاليهات المبزرة الخضراء، و أماكن التخييم التي تنسجم مع سحر الطبيعة حولك، حيث تأمّل النجوم والتّماس مع المساحات الخضراء.