13 أبريل 2023

"هريس رمضان" في متحف قصر العين.. مبادرة تعزز إدراج الطبق على قائمة اليونيسكو

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

"هريس رمضان" في متحف قصر العين.. مبادرة تعزز إدراج الطبق على قائمة اليونيسكو

بعد أن نجحت الإمارات في تسجيل 11 عنصراً على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية التي تعتمدها اليونيسكو، تندرج فعالية «هريس رمضان» في متحف قصر العين ضمن الجهود التي تسعى من خلاله دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي إلى التعريف بهذا الطبق لشريحة أكبر من الجمهور وإحياء العادات القديمة في تحضير طبق الهريس خلال الشهر المبارك وغيره من المناسبات في منازل الشيوخ وميسوري الحال من العائلات وتوزيعه على الجيران والأقارب والمحتاجين.

"هريس رمضان" في متحف قصر العين.. مبادرة تعزز إدراج الطبق على قائمة اليونيسكو

لتلك الفعالية دلالات كثيرة أهمها إحياء الماضي بكل ما فيه من خير ومن صور واستعادة لذاكرة لا يمكن اندثارها وبالأخص مع سعي الدائرة إلى العمل على ملف «الهريس الإماراتي» وإدراجه ضمن القائمة التمثيلية لمنظمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.

ويعتبر الهريس طبقاً تقليدياً مرتبطاً بالتراث، وجرت العادة أن يتم توزيع هذا الطبق خلال شهر رمضان على الجيران والأقارب، وارتأت الدائرة إحياء هذه العادة وتوزيع هذا الطبق الإماراتي الذي يعد سيد المائدة الرمضانية على زوار المتحف وعلى أعداد كبيرة من الجمهور.

وتنضوي هذه المبادرة ضمن المبادرات والبرامج التي تقدمها الدائرة في مواقعها الثقافية وفي أكثر من سياق، إلا أن الهدف الأساسي يتركز على إحياء هذه العادة، وحتى أن لاختيار المكان متحف قصر العين رمزية خاصة تتماهى مع فكر ومبادئ مؤسس الدولة الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

"هريس رمضان" في متحف قصر العين.. مبادرة تعزز إدراج الطبق على قائمة اليونيسكو

وفي هذا السياق، يؤكد ياسر النيادي، اختصاصي برامج في دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي، أن الفكرة انطلقت من هدفين "الهدف الأول هو إحياء واحدة من العادات الأصيلة القديمة التي كانت ترافق شهر رمضان المبارك في الماضي وبشكل خاص طبق الهريس الذي يعد من الأطباق الرئيسية للمائدة الرمضانية، حيث لم يكن متاحاً أمام الجميع وكانت العائلات الميسورة هي التي توزعه وأردنا إحياء هذا المشهد مرة أخرى من خلال هذه المبادرة".

أما الدافع الثاني، لكون "الهريس مرتبطاً بمناسبات عديدة ومختلفة وليس برمضان فقط، وبساطة مكوناته، حيث يتم إعداده من القمح، والماء، والملح واللحم، إلى مذاقه العميق والجميل، وهي عوامل دفعتنا لاختياره. فهذا الطبق الأصيل يوجد في منطقة الخليج وحتى في دول العالم العربي بأشكال ومسميات متعددة، لكن للهريس الإماراتي خصوصية في ارتباطه الاجتماعي بالمناسبات وخصوصاً شهر رمضان الكريم، ولذلك ارتأينا اختياره كطبق مغذي وعريق وأصيل في تلك الفعالية".

"هريس رمضان" في متحف قصر العين.. مبادرة تعزز إدراج الطبق على قائمة اليونيسكو
«هريس رمضان» في متحف قصر العين

لا يمكن إغفال رمزية المكان "فالموقع المركزي لمتحف قصر العين في قلب مدينة العين وارتباط هذا القصر بالمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مؤسس هذه الدولة وبأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وبميلاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، وإخوانه حفظهم الله، وبالتالي هناك فكرة مرتبطة بالشخصيات وبقيمة هذا المنزل وما يقدمه للمجتمع حوله في ذاك الوقت، وارتأينا أن تنطلق تلك المبادرة من متحف قصر العين".

إحياء العادة القديمة بالتوزيع على الأقارب والجيران
إحياء العادة القديمة بالتوزيع على الأقارب والجيران

الإقبال على الفعالية كبير وفئات مختلفة من المجتمع تشارك مع اختلاف أهدافها "بعضهم أتى للاستكشاف والبعض قدم مع أطفاله ويرغب في إطلاع أبنائه على أهمية هذا الطبق وأبعاده وهناك من يهدف إلى توثيق اللحظة وآخر يرغب في التطوع، في حين يشارك آخرون في الفعالية لتذوق الهريس والتعرف إلى مكونات هذا الطبق".

يتم تنظيم هذه الفعالية كل يوم جمعة خلال شهر رمضان المبارك وتستهدف العدد الأكبر من الجمهور الذي يقصدها، حيث يتراوح عدد الأفراد المستفيدين من المبادرة ما بين 1400 إلى 1600 شخص أسبوعيا يزورون متحف قصر العين.

ونجد العديد من المواطنين من أعمار مختلفة يتفاعلون مع تلك المبادرة عبر التطوع والتعريف بالهريس وارتباطه بمنازلهم وتراثهم وذاكرتهم سواء القريبة أو البعيدة وبعضهم يتركز هدفه على توثيق الفعالية كمبادرة ثقافية تعرف بطبق الهريس وبالأدوات والمكونات المرتبطة به.

طفل متطوع ضمن المبادرة
طفل متطوع ضمن المبادرة

على صعيد التوزيع، يتم استخدام وعاء مخصص يوضع في صندوق مع الملعقة ومع السمن الذي يوضع فوق الهريس، ويحتوي غلاف الصندوق على رسومات تعريفية بعملية ضرب الهريس إلى بطاقة ترافق صندوق الهريس تضم المعلومات بأربع لغات وهي اللغة العربية الإنجليزية، المالايالم والأوردو.

هذه هي النسخة الثانية من فعالية «هريس رمضان»، وثمة مشاهد عالقة في ذهن النيادي وأكثرها تأثيراً «هو ذاك الطفل الذي يصر أسبوعياً على الحضور مع والدته والتطوع لتوزيع الهريس على الأطفال. كما لا أنسى بعض الأفراد من أصحاب الهمم الذين يحرصون على المشاركة في يوم من أيام الجمعة وتقديم يد المساعدة، ما يبلور منظومة العطاء وجماليتها في هذه الأيام المباركة».

الهريس وغيره من الأطباق المرتبطة بالمطبخ الإماراتي والمجتمع الإماراتي وعاداته وتفاصيله المبهجة هي التي تخلد هذه الصورة، كما يشير النيادي، حيث «تسعى دائرة السياحة والثقافة إلى الحفاظ على التراث وتجديد العادات والتقاليد وبناء جسر للتواصل والتعرف والاكتشاف بين تلك العادات وبين الأجيال الحديثة من خلال مبادرات وبرامج تبحث وتكتشف وتضيء على المزيد من التفاصيل».

 

مقالات ذات صلة