16 أبريل 2024

قصة البروفيسور علي صالح النجادة مع السدو "نسج التراث بمنظور مختلف"

محررة في مجلة كل الأسرة

قصة البروفيسور علي صالح النجادة مع السدو

اخترق البروفيسور علي صالح النجادة عالم الحياكة والنسيج الذي كشف عن مهاراته في إبداع منسوجات بتصاميم غير تقليدية، وبألوان زاهية تعكس جمالية وروحية الماضي، وتواكب روح العصر، بلمسات وتصاميم فنية فريدة، وابتكار أنوال تحافظ على استمرار الحرفة، وتضمن راحة العاملين عليها.

قصة البروفيسور علي صالح النجادة مع السدو

تمكّن البروفيسور النجادة من توظيف شغفه بالعمل اليدوي في أتقان حرفة النسج، وتفرد بإنتاج منسوجات بأشكال وتصاميم غير تقليدية، من خلال حصوله دورات في استخدام التراكيب النسيجية (الستائر والمفروشات)، في التصميم الداخلي أثناء دراسته بكالوريوس التصميم الداخلي في أمريكا.

قصة البروفيسور علي صالح النجادة مع السدو

يعمل البروفيسور النجادة أستاذاً في كلية التربية الأساسية في دولة الكويت، وهو عضو فريق إكسبو 965 للمعارض التراثية والحرفية والمبدعين الكويتيين، وعضو ومحكّم دولي لجوائز التميّز الحِرَفي في المجلس العالمي لإقليم آسيا والباسفيك، كما عمل لما يقارب 15 عاماً كمستشار للنسيج في جمعية السدو الكويتية، وله الكثير من الأبحاث المكتوبة في تأثر صناعة السدو والمنسوجات بالمدينة والتمدّن.

قصة البروفيسور علي صالح النجادة مع السدو

على الرغم من اشتهار المرأة بامتهان حِرفة السدو، إلا أن ذلك لم يمنع البروفيسور النجادة من مشاركتها مسؤولية الحفاظ عليها من الاندثار، والضياع، لكونها جزءاً من التراث الشعبي والثقافي لدول الخليج، رغم بعض التعديلات التي أدخلها عليها لتواكب روح العصر، ليبقى ما ينتجه من قطع ومنتجات مشابهاً لقطع السدو إلى حدٍّ ما، في بعض الجوانب، بينما تختلف معها في جوانب وتفاصيل أخرى بسيطة، يقول «يعتمد السدو بشكل كلي على خيوط السداة الممتدة إمامياً بشكل معيّن، وخيوط اللحمة المصنوعة من الصوف، في إنتاج العديد من القطع اليدوية، منها الحقائب، والسجاد، والألواح الديكورية، بينما يعتمد ما أنتجه على خيوط القطن والصوف معاً، إلا أن جميع النقوش المستخدمة التي استخدمها مستوحاة من نقوش السدو بشكل كلّي».

قصة البروفيسور علي صالح النجادة مع السدو

هاجس الحفاظ على هذا الموروث والمساهمة في نقله للأجيال القادمة حفّز البروفيسور النجادة في البحث عن أساليب وطرق لتشجيع الفتيات على الاستمرار في ممارسة حرفة حياكة السدو، من دون الإحساس بالتعب، أو الملل «أثّر الانتقال من الريف إلى المدينة في مزاولة هذه الحِرف التي بدأت تتأثر بتطور طبيعة الحياة، وتبنّي أساليب حديثة للعيش، لذلك حرصت على تطوير وتصميم ما يقارب ستة أنواع من الأنوال، يختلف فيها الواحد عن الآخر، من حيث الحجم، والأسلوب، والوضعية، فمنها النول الذي يوضع على الطاولة، وما يمكن أن يستخدمه الشخص وهو واقف، والنول المثلث، والنول المستطيل، وهي جميعها في النهاية تسهّل على المهتمين والعاملين في حرفة السدو، وتخفف الضغط والإرهاق على الأرجل نتيجة الجلوس على الأرض لفترات طويلة، ما يساعد على الشعور بالراحة والتوافق مع وضعية تركيبة الجسم».

قصة البروفيسور علي صالح النجادة مع السدو

أشكال وتصاميم فنية بألوان مختلفة تجسد جمالية وروحية الماضي، وتعكس أهمية الحفاظ على التراث الثقافي لدول الخليج، حاكها البروفيسور النجادة بأنواله التي عمل على ابتكارها لتناسب خيوط الصوف والقطن، حيث تتنوع منتجاته ما بين الأشياء ذات الاستخدام الشخصي، كحامل الموبايل، أو حافظة الكومبيوتر، أو الآيباد، أو على شكل حزام للخصر، أو حقيبة نسائية، ومنها ما يستخدم كقطعة ديكور تزيّن جدران المنزل، أو الطاولات، وأخرى ترتبط بالتراث الكويتي، مثل السجادة، أو «البساط» المصنوع على طريقة الكليم باستخدام نوع من الأنسجة والخيوط الخاصة التي استوحى فكرتها من قصص لشخصيات تراثية، مثل أم السعف، أو أم الهيف التراثية، التي كان الأهل يسردها الأهل لتخويف الأطفال، ودفعهم للنوم، وعدم الخروج من المنزل، بخاصة وقت الظهيرة، لينالوا قسطاً من الراحة.

قصة البروفيسور علي صالح النجادة مع السدو

يكشف البروفيسور النجادة أهمية النقوش المستخدمة في حياكة السدو التي تضيف لمسة جمالية وفنية لكل قطعة، وفي الوقت نفسه تُعدّ جزءاً لا يتجزأ من ثقافة وتاريخ كل بلد «تعكس النقوش والزخارف الهوية الثقافية والتاريخية لكل بلد، ولكنها غالباً ما تتنوع بين الأشجار، والأزهار، والأغنام، والإبل، والمساجد، والصقور، والآيات القرآنية، وأسماء القبائل، أو أشكال تعكس أفكاراً معيّنة».