13 مايو 2024

حكايات شغف تلامس القلوب.. "الشارقة القرائي للطفل" قدّم 60 قصة لـ 60 طفلاً إماراتياً مبدعاً

محررة في مجلة كل الأسرة

حكايات شغف تلامس القلوب..

60 كاتباً إماراتياً من عمر 5 إلى 13 عاماً، قدموا قصصهم وحكاياتهم الصادرة عن دار «شمس للنشر»، في كتابين حملاً عنوانَي «حكايات من عالم السعادة»، و«الكواكب العجيبة» في مهرجان الشارقة القرائي للطفل.

وفي هذا الصدد، أوضحت هيا القاسم، مقدمة الدورة التدريبية للكتابة في أدب الطفل لـ«كل الأسرة»، أن «دار شمس للنشر تولي اهتماماً بالطفل، القارئ والكاتب، وتؤمن بالمواهب الأدبية للأطفال، حيث كل طفل اختار كوكباً مميزاً للكتابة عنه، وجلست مع كل طفل لتحرير نصه لإنتاج أجود الأفكار، وتنوعت العناوين في الكتابين»، مثمنة هذا الحراك الأدبي والثقافي لبناء هذا الجيل المثقف.

«كل الأسرة» استطلعت آراء عدد من الكتاب الصغار الذين عبّروا عن تماسّهم مع الكتابةّ وعوالمها:

حكايات شغف تلامس القلوب..

ميرة الحاج: أوظّف مخزوني اللغوي في كتابة القصص

كتبت ميرة علي الحاج، 10 سنوات، قصة «كوكب الملاهي»، وهو كوكب مملوء بالحيوية والألوان الزاهية، والكثير من المغامرات.

تقول «الدافع الأساسي لكتابة القصص القصيرة هو توظيف المهارات الأدبية والمعرفية، والمخزون اللغوي لديّ، واستخدامها بشكل ينفع المجتمع، و«كوكب الملاهي» عنوان لقصة مشوقة تأخذنا إلى رحلة مملوءة بالمرح والإثارة» وتوضح «مضمون قصتي يلامس جميع الأطفال، لأنها تتحدث عن طفلة ضاعت من أهلها في السيرك، وهي ترشد الأطفال نحو كيفية التصرف في حال مواجهة مواقف صعبة».

تدعم والدة ميرة ابنتها «كأم، أدعم وأساند ابنتي في تطوير مهاراتها الكتابية، وقد أولت القراءة اهتماماً كبيراً لتزيد مفرداتها اللغوية، وانتسبت إلى دورات لتعلّم أساسيات الكتابة مع الأستاذة هيا القاسم والتحقت بنادي الكتابة الإبداعية في المدرسة، وهذا الإصدار الثاني لها».

حكايات شغف تلامس القلوب..

فاطمة الزرعوني: القصص قادرة على التغيير والإلهام

كان حب الكتابة دافع فاطمة علي الزرعوني، للمشاركة في كتابة قصتها، تبيّن «الكتابة تعطيني مساحة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وتقديم محتوى مؤثر للقراء، وهو تعبير عن الواقع، وحلّ لقضايا تهم المجتمع والإنسانية».

قصة «عالم السلام» هو إصدارها الأول، حيث تقول «قد يكون العالم مملوءاً بالتحديات والصراعات، ولكن القصص قادرة على أن تلقي الضوء على الجوانب الإيجابية، والإلهام بهدف التوجيه والتغيير».

يتمحور مضمون إصدارها الثاني «كوكب بلا أفكار» ضمن المجموعة القصصية «الكواكب العجيبة» حول «أهمية الأفكار في حياتنا، وضرورة استثمار الأفكار لتطوير حياتنا لأن كل شيء يبدأ بفكرة».

غلاف «الكواكب العجيبة»
غلاف «الكواكب العجيبة»

تأثر لطيفة، 9 سنوات، وحامد، 5 سنوات، بأختهما فاطمة الزرعوني وعمدا إلى كتابة قصتهما.

كتبت لطيفة قصة «كوكب المفاجآت» وتتحدث عن الأمان الذي يشعر به الطفل في طفولته، والتغيّرات من حوله، التي تشكّل له مفاجآت في حياته.

بدوره، كتب حامد قصة «الحوت الحزين» وتروي قصة حوت كان يعيش سعيداً، لكنه أصبح حزيناً بسبب كثرة النفايات التي ألقاها أهل الجزيرة في البحر.

تقول والدة الكتّاب الثلاثة «أشجع أبنائي على القراءة لكونها تفتح مداركهم من خلال الاشتراك في المكتبات العامة والورش التي تنمّي عقولهم واستمرارية مشاركتهم في المسابقات المدرسية وحضور ورش الكتابة الإبداعية».

حكايات شغف تلامس القلوب..

شيخة وعائشة الشحي: الكتابة لهدف هو الاستثمار الأجدى

كتبت شيخة علي سعيد الشحي، 11 عاماً، قصتها عن «كوكب العطاء» وكذلك شقيقتها عائشة، 10 سنوات، عن «كوكب الزجاج».

تمتلك شيخة وعائشة الموهبة والشغف لكتابة القصص، وتؤكدان أن «القصص جميلة، وتزود بنصائح للمحافظة على نشر الأخلاق الكريمة والتسامح والاستدامة، وهي مفاهيم تتلاقى مع ما يسعى له مجتمعنا الإماراتي».

تهدف قصة «كوكب الزجاج» إلى إظهار أهمية الأخلاق والقيم النبيلة في بناء مجتمع آمن، ومستقر، في حين أن قصة «كوكب العطاء» تؤكد أثر الكلمة الطيبة في تحفيز العطاء من أجل من نحبهم، ومن أجل الوطن.

تشجع والدة شيخة وعائشة ابنتيها على كتابة القصص وقراءتها، وتشركهما في دورات وورش تثري مخزونهما اللغوي «أحاول إرشادهما لتكون قصتهما ذات هدف، أو فكرة تصل للأطفال بسهولة، وتتسم بالمتعة والتشويق، وكان للأستاذة هيا القاسم دور كبير في تشجيع ابنتّي ورفع مستواهما، فهي المدربة والصديقة والمعلّمة لهما».

حكايات شغف تلامس القلوب..

سلطان الحميري: أحب الحديث عن قضايا مجتمعي

كتب سلطان الحميري، 9 سنوات، قصة «كوكب الغضب»، ليتلمس تأثير هذا الشعور في حياتنا، وعلاقاتنا مع محيطنا، ويعتبر سلطان كاتباً واعداً مهتماً بقراءة الكتب المتنوعة، الخيالية، وبسيرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقصص الأنبياء.

يروي: «قصتي» كوكب الغضب «تتناول مدى تأثير الغضب في تصرفات الشخص، وسلوكه مع أقرانه. فأنا أحب الحديث عن قضايا المجتمع لأوصل ألي أقراني المعلومة بشكل بسيط، وفكاهي، مع إمكانية تطبيقها بسهولة».

بدورها، تعلّق والدته «الكتابة، بالنسبة إلى سلطان، تعني إبحاره في أفكاره، ومخيلته الجميلة، بحيث يعبّر عن مكنوناته على شكل قصة، ودعمي له، مع إصراره على النجاح والتميز، هما أجمل معادلة لنتائجه المبهرة».

حكايات شغف تلامس القلوب..

كتب سلطان المازمي ابن الـ7 سنوات قصة «كوكب الخيوط» والتي تروي رحلة صراع الخيوط المزعجة الذي كان ينشب يومياً في علبة الخياطة، لينتهي بالهدوء والمصالحة، خوفاً من أن يقوم «المقص وابنه قصقوص» بتحويلها إلى خيطان صغيرة، لا يستفيد منها أحد.

يقول المازمي «أنا أحب القراءة والكتابة ووالدايّ يشجعاني على الكتابة، وكذلك أشقائي».

حكايات شغف تلامس القلوب..

خاض زايد محمد الساعدي، 11 عاماً، الكتابة للتعبير عن الأفكار والهوايات التي يحبها، كما لمشاركة الأصدقاء التميّز في إصدار سلسلة قصصية مميزة، ويوضح «كل منا عبرّ في قصته عن كوكبه الخيالي المميز، وفي كل قصة هدف يميزها، يجمع بين المتعة والفائدة، وتورد قصتي «كوكب الكرة الذهبية» نصيحة قيّمة للاعبي كرة القدم المحترفين والأبطال الصغار».
ويؤكد الساعدي أن والديه من أكبر الداعمين له، حيث «أوجدا لي بيئة مناسبة للكتابة ودعماني لتعلّم مهارة الكتابة مع الكاتبة المبدعة هيا القاسم».

الأشقاء الكتّاب موزة ومحمد وهدى هلال الهنائي
الأشقاء الكتّاب موزة ومحمد وهدى هلال الهنائي

أشقاء ثلاثة شاركوا قصصهم ضمن المجموعة القصصية. كتب محمد هلال الهنائي، 8 سنوات، قصة «كوكب الجزرة الذهبية» وحملت مضمون الحفاظ على نعمة الجزر، بشكل خاص، وعلى النّعم بشكل عام.

أما شقيقته موزة، 10 سنوات، فكتبت قصة «كوكب الطعام» وتدعو فيها إلى الغذاء الصحي، في حين شاركت هدى، 12 عاماً، بقصة «ذهب بلا ذهب» ضمن كتاب «حكايات من عالم السعادة» وركزت على أهمية اكتشاف المواهب، ودعمها، وعدم الغرور، والتكبّر.

تقول والدتهم «لدّي أبناء كتّاب يتميز كل واحد منهم بصفات تجعلهم قادرين على خوض تجربة الكتابة. فالكتابة في عمر صغير تصقل شخصية الطفل في مجالات مختلفة، وتمكنه من التعبير عن أفكاره».

حكايات شغف تلامس القلوب..

نصيب الأحبابي يدعونا إلى «كوكب العرب»

اتسمت قصة نصيب سعد الأحبابي، 9 سنوات، بالبعد القومي، حيث هدف من قصته «كوكب العرب» إلى «إعادة الوحدة العربية وتشجيع الأوطان العربية للاهتمام بثرواتهم، واقتصادهم، والمعالم السياحية، لتعود أجمل مما كانت وأكثر»، كما يقول.

ويوضح «الدافع لكل ذلك أنني أقتدي بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يحث دوماً على الوحدة العربية ويقيم مبادرات للعرب، منها تحدّي القراءة العربي، ومبادرة تكريم نوابغ العرب، وغيرهما، كما أفكر دوماً في مواقف المغفور له، الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، مع أشقائنا في الدول العربية، واستكمال قادتنا لهذه المسيرة، ولا ننسى مقولته الشهيرة «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».

ويتمحور مضمون القصة حول أسرة إماراتية يخطط أفرادها للسفر في إجازة صيفية، وكان الأبناء يقترحون أماكن في آسيا، وأوروبا، ولكن الأب والأم يقدمان بدائل في الوطن العربي حتى نجحا في إقناعهم بالتوجه للمغرب.

والدة نصيب، مريم العرياني تواكب ابنها منذ طفولته، حيث يتسم بخيال خصب، ويقلّد شخصيات القصص التي يقرأها «قصته هي بداية ملهمة، حيث أصرّ نصيب على الكتابة عن كوكب العرب، من باب حبّه للوطن العربي، والقصة لامست قلبي، وأنا فخورة به، وأشجعه على استكمال المسيرة لإصدار كتاب خاص به».

* تصوير: السيد رمضان