بمسيرة مهنية متميزة ومؤهلات علمية رفيعة تمكنت من تحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز الخدمات الطبية في إمارة الشارقة، مركّزة على تطبيق استراتيجيات وزارة الصحة في تقديم خدمات صحية تتماشى مع أعلى المعايير العالمية..
هي الدكتورة أميرة سيف الخاجة، مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية بالشارقة، التي في حوارنا معها نسلط الضوء على رحلتها المهنية وأبرز محطاتها، بالإضافة إلى رؤيتها المستقبلية لتعزيز خدمات الرعاية الصحية:
ولدت في منطقة النباعة لأسرة من 11 أخاً وأختاً ترتيبها السادس بين إخوتها، ورغم عدم حصول والديهم على تعليم عالٍ، إلا أن والدها كان حريصاً على إكمالهم الدراسة، وهو ما أثمر عن تميزهم جميعاً بحصولهم على شهادات عليا..
تميزت د. أميرة بتفوقها في الدراسة وحرصها على مشاركة جميع الفعاليات والمهرجانات المدرسية، وبعد حصولها على الشهادة الثانوية قررت الالتحاق بكلية الطب في جامعة الإمارات.
حصولها على شهادة الماجستير
ما الذي قادك لطب الأسرة، وكيف كانت البداية؟
تزامن اختيار دراسة التخصص مع قرار الارتباط، وبسبب عمل زوجي في تخصص الجراحة والطوارئ، قررت اختيار طب الأسرة، كانت بدايتي مع وزارة الصحة، قبل أن أقرر الانتقال للعمل في هيئة الصحة بدبي..
حيث عملت لفترة ست سنوات اكتسبت فيها الكثير من الخبرات، ثم قررت بعد ذلك إكمال الدراسة، في عام 2008 حصلت على درجة الماجستير في طب الأسرة، ثم البورد العربي في نفس التخصص عام 2010، بفضل هذه المؤهلات، عُينت في منصب نائب مدير مركز صحي، وبعد أن تنقلت بين عدة مراكز صحية في دبي، قررت العودة إلى وزارة الصحة حيث تدرجت في المناصب حتى وصلت إلى مكتب وكيل الوزارة.
إلا أن طموحي لم يتوقف عند هذا الحد، وشعرت بأهمية أن يكون دوري أكبر، في عام 2014 كانت لي بداية جديدة في إمارة الشارقة، حيث عُينت كنائب لمركز رعاية صحية أولية، وفي عام 2016 تسلمت منصب مدير رعاية صحية أولية.
هل لكِ أن تشيري لنا إلى أهم مهام عملك؟
تتركز مهام عملي في الإشراف الإداري والفني على 20 مركزاً للرعاية الصحية الأولية في الشارقة، بالإضافة إلى مركز لتعزيز صحة الأسرة، التي من خلالها نسعى إلى تقديم خدمات صحية وفق أعلى المعايير العالمية، تعكس التزامنا بتحقيق التميز في الرعاية الصحية وخدمة المجتمع.
كيف تترجم إدارتكم رؤية الإمارات لتعزيز الخدمات الصحية ورفع جودة الحياة للمواطنين والوافدين على حدٍ سواء؟
نلتزم في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بتقديم كافة الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين في الدولة، وفقاً للاستراتيجيات التي حددها مجلس الوزراء وتوجيهات حكومة الإمارات، التي أوعزت بتوفير كل ما يعزز صحة الأفراد والاهتمام برفاهيتهم من خدمات علاجية، وقائية، وتعزيزية على مدار الأسبوع.
حيث نعمل من خلال المراكز الصحية المختلفة باعتبارها الأقرب للجمهور على تقديم الرعاية الصحية الأولية وتوفير خدماتها على مدار الساعة تلبيةً لاحتياجات الأفراد، كما نتبنى في المؤسسة أحدث الطرق المبتكرة في تقديم خدماتنا وذلك من خلال الاعتماد على الحلول الرقمية التي تسهل الوصول للرعاية الصحية عبر مواقعنا الإلكترونية والتطبيقات الذكية، لتقديم خدمات علاجية مختلفة.
بالإضافة إلى الفحوصات الطبية التي تشمل فحص اللياقة الطبية التي تسبق الدراسة لطلبة الجامعات، وفحوصات ما قبل الالتحاق بالعمل للموظفين الجدد، وفحوصات ما قبل الزواج، والتي بجملتها تهدف إلى ضمان صحة الأفراد وسلامتهم وبالتالي ينعكس إيجاباً على صحة المجتمع بشكل عام.
خلال تسلُّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي شهادة الشارقة مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية
ما هي أبرز النجاحات التي تمكنتم من تحقيقها في إدارة الرعاية الصحية الصحية الأولية مؤخراً؟
تعد مراكز الرعاية الصحية الأولية في إمارة الشارقة نموذجاً متكاملاً لتعزيز الصحة، فالتوزيع الجغرافي على 20 مركزاً صحياً بين مدينة الشارقة والمنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية وضمان توفير الخدمات الصحية لكافة مواطني الدولة ومقيميها يعد من أكبر إنجازات الإمارة وذلك لقربها الذي يتيح وصول الرعاية الصحية بسهولة ويسر لجميع مواطني الدولة والمقيمين على أرضها دون عناء.
وهو ما يؤكد التزام الإمارة بتوفير خدمات صحية قريبة وسريعة، كما يعتبر مركز تعزيز صحة الأسرة، أكبر مراكز الرعاية الصحية الأولية في المؤسسة، من المنجزات التي تفخر بها إمارة الشارقة، حيث يقدم هذا المركز مجموعة واسعة ومتنوعة من الخدمات العلاجية التخصصية التي تميزه عن غيره إضافة إلى الخدمات الأخرى المتوفرة في غيره من المراكز.
ومن بين الخدمات خدمة «اطمئنان» التي توفر فحوصات دورية وشاملة لتقييم المخاطر الصحية والمقدمة من قبل فريق مختص باستخدام أحدث الأجهزة، إلى جانب خدمات تخصصية أخرى مثل فحص العيون وفحص العظام وتنظيم زيارات دورية لأطباء متخصصين في مجالات القلب والطب النفسي.
كما يضم المركز عيادة لمرضى السكري والأمراض المزمنة، وعيادة متخصصة في فحص عنق الرحم باستخدام المنظار ما يسهم في الكشف المبكر عن المصابات بهذا المرض، ومن ضمن مرافق المركز التي لا تتوافر في العديد من مراكز الصحة الأولية الأخرى التابعة للمؤسسة قسم الأشعة الذي يضم خدمات أشعة الماموجرام المتخصصة بفحص الثدي للنساء، وأشعة «ديكسا سكان» المختصة بهشاشة العظام.
بالإضافة إلى التصوير التلفزيوني للبطن والصدر من قبل كوادر طبيبة مختصة، توفير جميع هذه الخدمات وتقديم الرعاية الصحية يعكس أهمية «مركز تعزيز صحة الأسرة» ويجعل منه نموذجاً رائداً في تقديم الرعاية الصحية الأولية للأسرة وتعزيز وقايتها من الأمراض.
ما هي التحديات التي واجهتكِ في العمل، وكيف تمكنتِ من التغلب عليها؟
يعد إدارة 20 مركزاً صحياً موزعاً على مختلف مناطق الإمارة وفريق عمل يضم 900 موظف، مسؤولية وتكليفاً يعكس ثقة الحكومة والقيادة في قدرتنا على إدارة مؤسسة تعمل على تقديم خدمات صحية عالية.
إلا أنه في الوقت نفسه تحدٍ يتطلب توازناً دقيقاً بين المهام اليومية والمسؤوليات المنزلية، وعلى الرغم من صعوبة المهمة إلا أن بالنسبة لي أولوية وأجد في خدمة الوطن الشرف والسعادة.
مراكز الرعاية الصحية هي الخطوط الأولى للتماس مع المرضى، ما هي خططكم لتحسين هذه الخدمات في المستقبل؟
هدفنا الأول تطبيق استراتيجيات وزارة الصحة وتوفير الخدمات للمرضى والمراجعين والبحث عن حلول لجميع العقبات التي تعيق تطبيق الاستراتيجيات والتأكد من سير العمل وعدم وجود عقبات.
من أين تتلقى د. أميرة الدعم، وما هو دور الأسرة؟
الحمد لله حصلت على دعم عائلتي وبشكل خاص أختي الكبرى التي كانت بمثابة الأم الحنون لي، كذلك زوجي الذي يحرص على دعمي في كل مرحلة من مراحل حياتي الدراسية والمهنية.
فما إن أنهيت الدراسة الجامعية حتى بدأ في تشجيعي على إكمال دراسة الماجستير والحصول على البورد العربي والدكتوراه في طب الأسرة، ومن ثمّ الماجستير مرة أخرى في تخصص إدارة الأعمال التنفيذية فكان نعم الزوج وخير السند.
* تصوير: السيد رمضان