آلامٌ مبرّحة، حادّة، ويصعب علاجها.. تلك هي تطوّرات مرض هشاشة العظام.. فما هي السبل التي تقي من الوصول إلى هذه المرحلة؟
أسباب الآلام لدى مرضى هشاشة العظام
في أغلب الأحيان، لا يشكو المصاب بهشاشة العظام من الألم إلا عندما يصاب بكسر في أحد العظام الهشة، فيبدأ الشكوى من آلام حادة تصبح مزمنة، ولا تخفّ إلا بتناول المسكّنات. وقد يحدث الكسر تلقائياً من غير سقوط بسبب ضعف العظام، ورقّتها. ولمعرفة ما قد يحدث عند الإصابة بهشاشة العظام، لابدّ من إلقاء نظرة على طبيعة المرض، ومعرفة الأشخاص المعرّضين للإصابة به.
كيف يحدث مرض هشاشة العظام؟
حينما تفقد العظام كثافتها، وقوّتها، وتصبح هشة ومعرّضة للكسور، نتحدث عن مرض غالباً ما يكون صامتاً لفترة طويلة، وهو هشاشة العظام، أو (osteoporosis). وأكثر العظام في الجسم تعرضاً للهشاشة، عظام الوركين، الرسغ، وفقرات الظهر.
وعادة تستمر العظام في التجدد طيلة الحياة، ولكن هذا التجدّد قد يصبح ضعيفاً بشكل لا تستطيع فيه الخلايا العظمية الجديدة تعويض العظام ما فقدته من أنسجة.
من هم الأشخاص المعرضون لهشاشة العظام؟
يصيب مرض هشاشة العظام الرجال والنساء، على حد سواء، ولكن النساء أكثر عرضة لهذا المرض، خصوصاً بعد سِن اليأس. وقد يصاب أي شخص، وفي أي عمر، بهذا المرض، إن وجدت لديه العوامل التي تسهم في ظهوره، وتفاقمه. وفي الأغلب يتطور المرض مع التقدم في السّن، ففي مرحلة الطفولة، يحدث استبدال الأنسجة العظمية ما بين التالفة والجديدة بوتيرة سريعة، لا تلبث أن تتباطأ عند بلوغ الشخص سِن العشرين، لذا ينصح بتقوية العظام مبكراً من خلال التغذية السليمة، وممارسة الرياضة بانتظام.
إذن، فنسبة التعرّض للإصابة بهشاشة العظام في الكِبر تعتمد على الكتلة العظمية التي يكتسبها الإنسان في شبابه. كما أن للوراثة دوراً كبيراً في الإصابة بهذا المرض، وكذلك العِرق البشري، فذوو البشرة البيضاء هم أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من ذوي البشرة السمراء.
آلام شديدة ومزمنة
عادة، تكون الآلام الناجمة عن هشاشة العظام شديدة، ومزمنة، ويتطلب علاجها وقتاً طويلاً، ويرتبط الألم بالمنطقة التي تحدث فيها الكسور:
- المعصم: يؤدي إلى صعوبة في القيام بالأعمال اليومية.
- الظهر: قد تحدث كسور في فقرات الظهر، تسبب ضغطاً على العمود الفقري، خصوصاً في منطقة أسفل الظهر، الأمر الذي يجبر المريض على الانحناء للحد من الضغط على المنطقة المكسورة.
- عنق عظم الفخذ: يصبح المشي مستحيلاً مع ظهور العجز الوظيفي.
عواقب الآلام لدى مرضى هشاشة العظام
تسبب آلام العظام الناجمة عن الكسور (حتى الكسور الدقيقة) آلاماً مبرّحة طويلة المدى، تؤثر، إلى حد ما، في نوعية حياة المرضى. ويمكن أن يسبب ألم العمود الفقري الذي يؤدي إلى فرط الحداب الظهري مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل:الارتجاع المريئي - المعدي، ضيق التنفس أو انقطاع التنفس أثناء النوم، آلام في أسفل الظهر تجعل القيام بأي مجهود شبه مستحيل.
من ناحية أخرى، قد يصبح تحمّل وضعيات الجسم، مثل الوقوف، أو القعود لفترة طويلة، صعباً جداً.
إلى ذلك، يؤثر ألم العظام الناتج عن الكسور التلقائية بسبب هشاشة العظام، في حركة الأمعاء، فيصاب المريض إما بالإسهال، وإما الإمساك، وغير ذلك من الاضطرابات المعوية.
الوقاية من هشاشة العظام
ثمة بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للحفاظ على صحة العظام، نذكر منها:
التغذية الجيدة:
للوقاية من هشاشة العظام، ينصح الأطباء بتناول الأغذية الغنية بالكالسيوم، مثل مشتقات الحليب قليلة الدسم، الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن. الأسماك مثل السلمون، أو السردين المعلب، وعصير البرتقال، والمنتجات المعززة بالكالسيوم.
الفيتامين «د»:
يمكن الحصول على جزء من فيتامين د من خلال التعرّض لأشعة الشمس، ولكن ذلك ليس كافياً لتزويد الجسم بما يحتاج إليه من هذا الفيتامين الذي يسهم في زيادة كثافة العظام. لذا ينصح بتناول الأغذية التي تُعد مصدراً لفيتامين «د» مثل زيت كبد السمك. وبعض أنواع الحليب، وحبوب الإفطار المعززة بفيتامين «د».
يذكر أن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى تناول فيتامين «د» على شكل مكمّل غذائي.
التمارين الرياضية:
تساعد ممارسة الرياضة في تقوية العظام، وإبطاء فقدانها لكثافتها، بصرف النظر عن المدة التي يمارس فيها الشخص الرياضة، والعمر الذي يبدأ فيه. ولكن الفائدة القصوى تكون عند التعوّد على ممارسة الرياضة بانتظام في مرحلة الشباب.