ناقد ومؤرخ سينمائي
ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف
ينطلق في السابع والعشرين من أغسطس الحالي مهرجان ڤينيسيا السينمائي في دورته الحادية والثمانين، حاملاً فوجاً جديداً من الأفلام والأسماء وعين بعضها الحصول على الأوسكار.
اعتاد مهرجان ڤينيسيا أن يكون في مقدّمة المهرجانات العالمية التي تفوز الأفلام المعروضة فيه بترشيحات الأوسكار، لذلك هناك اهتمام متزايد به، علاوة على أنه يتمتع بقيمة وصيت فنيين كبيرين، يجعلانه ندّاً لمهرجان «كان» الفرنسي، أسبق بأشواط من مهرجان برلين، علماً بأن هذه المهرجانات الثلاثة هي التي تقود باقي المهرجانات العالمية (مثل لوكارنو وصندانس وكارلوڤي ڤاري وروما ولندن) كل سنة.
الاشتراك العربي في مهرجان فينيسيا السينمائي
لم تجد إدارة المهرجان الإيطالي ما يبرر دخول فيلم عربي المسابقة الرسمية، لذلك تتناثر في الأقسام والتظاهرات الموازية بضعة أفلام يتطلع المرء لمشاهدتها.
أحد هذه الأفلام «معطّر بالنعناع» وهو الفيلم الأول للمخرج محمد حمدي، وسيعرض في قسم «أسبوع النقاد».
من مصر أيضاً «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور، وسيعرض في «آفاق إكسترا» المعنية بالأفلام الأولى لمخرجيها.
ومن الأفلام العربية الأخرى المشاركة في هذه الدورة «عايشة» للمخرج التونسي مهدي البرصاوي، الذي سيعرض في تظاهرة «آفاق» التي تعتبر المسابقة الثانية بعد تلك الرسمية.
نجوم مهرجان ڤينيسيا السينمائي
الافتتاح سيكون من نصيب الفيلم الأمريكي Beetlejuice Beetlejuice («بيتلجوس، بيتلجوس») لتيم بيرتون، الذي كان أنجز «بيتلجوس» الأول سنة 1988، أيام ما كان بيرتون لا يزال في بداياته.
الآن يعاود طرق باب هذه الفانتازيا التي منحته مكانة لدى النقاد مع ممثلين جدد (مونيكا بيلوتشي، ويلم دافو، جينا أورتيغا، داني ديفيتو)، بجانب ممثلين قدامى لعبوا أدوارهم في الفيلم السابق (مايكل كيتُن، كاثرين أوهارا، وينونا رايدر).
كل هؤلاء سيكونون ضيوفاً على المهرجان، سوف تليهم باقة أخرى من النجوم تباعاً حسب توالي أفلامها.
فيلم الختام إيطالي للمخرج بوبي أڤاتي بعنوان «الحديقة الأمريكية» L’orto americano مع ثلاثة ممثلين في القيادة ينتمون للجيل الجديد هم: شيارا كازيللي وفيليبو سكوتي وأندريا رونكاتو.. كلا الفيلمين يعرضان خارج المسابقة.
بين الافتتاح والختام 21 فيلماً في المسابقة الرسمية من بينها فيلم جديد من الإسباني بدرو ألمودوڤار بعنوان «الغرفة المجاورة» (The Room Next Door) مع تيلدا سوينتون وجوليان مور.
في «ساحة المعركة» (Campo di Battaglia) للإيطالي جياني أميليو سنجد الأنفلونزا الإسبانية اجتاحت المدينة التي تقع فيها الأحداث خلال الحرب العالمية الأولى وتنافس طبيبين على حب ممرضة.
المخرج التشيلي بابلو لاران (الذي استعرضنا له قبل أسابيع قليلة فيلمه الجديد الآخر «الكونت») لديه فلم جديد بعنوان «ماريا» عن المغنية الشهيرة ماريا كالاس (تؤديها أنجيلينا جولي) وهو، حسب ما صرّح به المدير العام للمهرجان ألبرتو باربيرا، قد يكون آخر أعمال المخرج المستندة إلى شخصيات حقيقية، التي بدأت سنة 2016 بفيلم «نيرودا».
عودة فيلم جوكر
هناك فيلمان أمريكيان في المسابقة قد يسرقان الضوء أولهما The Order («النظام») والثاني Joker: Folie à deux («جوكر، على حافة الجنون»)
الأول للمخرج الأسترالي جوستين كورزل، حول تحري في مدينة أمريكية صغيرة تعاني من جرائم رهيبة، هو الوحيد الذي يؤمن بأن هذه الجرائم من ارتكاب عصابة إرهابية محلية، البطولة هنا لجود لو ونيكولاس هولت.
أما «جوكر، على حافة الجنون» فهو الجزء الثاني من «جوكر» الذي كان حصد الجائزة الأولى سنة 2019، المخرج تود فيليبس والبطولة ما زالت لخواكين فينكس الذي يجسّد الدور كما لم يفعل «جوكر» آخر في أفلام «باتمان» السابقة، معه في الدور الرئيسي ليدي غاغا.
الاشتراك الأمريكي موجود خارج المسابقة أيضاً. في هذا القسم، وإلى جانب «بيتلجوس، بيتلجوس» سنستقبل الفيلم التسجيلي الجديد «منفصلان» (Separated) الذي كان قد عرض سنة 2013، فيلمه الأسبق The Unkown Known («المعروف المجهول») حول حرب العراق ودور وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد فيها.
هناك أيضاً «وولفز» (Wolfs) الذي يجمع بين براد بت وجورج كلوني في تشويق معاصر (العنوان الإنكليزي الوارد هنا هو المستخدم للفيلم عِوضًا عن Wolves).
هناك عودة من مخرج لاتيني آخر غاب طويلاً اسمه وولتر ساليس عبر فيلم «أنا لا زلت هنا» I’m .Still Here
الفيلم يلعب على معنيين: الأول مشتق من ذكريات امرأة اختفى زوجها خلال حكم العسكر في البرازيل سنة 1964، والثاني حقيقة أن المخرج غاب لعشر سنوات كاملة تفصل ما بين هذا الفيلم وآخر أفلامه السابقة «جيا جانكغي: رجل من فنيانغ»، آخر مرّة شارك ساليس في هذا المهرجان كانت قبل 23 سنة عندما عرض -في المسابقة- «وراء الشمس» عن أحداث وقعت سنة 1910.
الإيطالي لوكا غوادانينو يوفر لمشاهديه فيلمه الجديد «غريب» (Queer) حول رجل يبحث عن آخر في مدينة نيو مكسيكو. البطولة لدانيال كريغ ولسلي مانڤيل وجاسون شوارتزمان.
