تسبب «إيموجي» في إفساد علاقة صداقة ممتدة لسنوات، كما نجح رمز تعبيري لطيف في كسر حاجز الخجل للتعبير عن مشاعر معينة، أو لإتاحة المجال للحديث من دون حرج أو تكلف، هذه هي لغة التواصل الجديدة، بعدما أصبح استخدام التعابير الرمزية (الإيموجي) جزءاً لا يتجزأ من آلية التواصل الرقمي..
فهذه الرموز الصغيرة، التي تعبر عن مجموعة واسعة من المشاعر والأفكار، قد غيّرت بشكل كبير الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا بعضاً، حتى أصبح العامل الأبرز في توجيه الحوار (الشات) بطريقة إيجابية أو سلبية؛ ليؤثر بشكل مباشر على العلاقات الإنسانية، بما يسهم في تقوية الروابط الاجتماعية، أو قد يؤدي إلى سوء الفهم.
اعتداد الرموز التعبيرية في المحاكم
لأول مرة اقتحم التعبير الرمزي «الإيموجي» قاعات المحاكم العراقية، باعتباره قرينة ودلالة يمكن الاعتداد به في حالات التهديد والسخرية والتحرش..
حيث أكد قاضي المحكمة أن الاختصارات على شكل تعابير رمزية (الإيموجي) للتعبير عن حالة الشخص خلال «الشات» وعبر التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن اعتدادها قرينة قانونية في بعض الحالات..
ويترتب عليها آثار قانونية في القضايا المدنية والجزائية، التي تورد للمحاكم العراقية، مثل إيموجي (المسدس) الذي يمكن استخدامه للتهديد، وإيموجي الوجه المقترن بقلب أحمر المرتبط بالتحرش، و الوجه الضاحك الذي يستخدم أحياناً للسخرية والتعبير عن الاستهزاء والإهانة.
رموز «الإيموجي» ملزمة في العقود
وفي العام الماضي، أكدت محكمة كندية أن استخدام الرموز التعبيرية «الإيموجي» ملزم في العقود بين الأشخاص أو الجهات الاعتبارية، فقد أقرت المحكمة في سابقة قضائية إلزام مزارع في عقد مع جمعية تعاونية استخدم فيه الرمز التعبيري «الإبهام» للرد عليها، في إشارة لموافقته على العقد..
وفرضت عليه دفع تعويض بـ82 ألف دولار كندي (حوالي 61 ألف دولار أمريكي).
تطوير أدوات قانونية للتعامل مع «الإيموجي»
في حديثة مع مجلة «كل الأسرة»، قال المستشار القانوني محمد صالح: تعتبر قضية الاعتداد بـ«الإيموجي» في القضايا القانونية والنزاعات من القضايا المعقدة التي تتطلب دراسة متعمقة، مع تطور التكنولوجيا وتزايد استخدام «الإيموجي»..
من الضروري تطوير أدوات قانونية وأخلاقية للتعامل مع هذه الظاهرة، كما يجب على القضاة والمحامين والمشرعين أن يتعاونوا لتطوير إطار قانوني واضح لضمان العدالة والإنصاف في القضايا التي تتضمن استخدام الإيموجي.
إيجابيات وسلبيات
من جهتها أشارت هالة علي الدكتورة في علم الاجتماع، إلى أن الرموز التعبيرية «الإيموجي» أصبحت وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر التي قد يصعب التعبير عنها بالكلمات وحدها، سواءً كان ذلك فرحاً، حزناً، غضباً، أو سخريةً، فهناك «إيموجي» يناسب كل موقف، الإيموجي يتخطى الحواجز اللغوية والثقافية..
ما يجعل التواصل أسهل بين الأشخاص من مختلف الثقافات، فاستخدام الإيموجي المشترك بين مجموعة من الأشخاص يمكن أن يعزز الشعور بالانتماء و الوحدة..
كما يمكن أن تخلق هذه الرموز حالة أكثر استرخاءً وتساهم في بناء علاقات اجتماعية أقوى، من خلال تعابير تدل على الدعم والتشجيع، ما يعزز التعاون والعمل الجماعي.
لكن في الوقت ذاته قد يختلف تفسير الإيموجي من شخص لآخر، ما قد يؤدي إلى سوء الفهم والنزاعات، لذلك يجب أن نكون حذرين عند استخدام الإيموجي وأن نأخذ في الاعتبار السياق الذي يتم فيه إرسال الرسالة، وأن نتأكد من أن المتلقي يفهم معنى الإيموجي الذي نستخدمه..
بالإضافة للتوازن بين الكلمات واستخدام الإيموجي، حيث إن الإفراط في استخدام الإيموجي قد يجعل الرسالة تبدو غير جدية.