20 أكتوبر 2024

"الإمارات معك يا لبنان".. حملة تنبض بـ"روح زايد" وتضيء مشاعل الأمل

محررة في مجلة كل الأسرة

«الإمارات معك يا لبنان».. حملة تنبض بـ«روح زايد» وتضيء مشاعل الأمل

تطلّ عبارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه «نحن مع لبنان في كل ثقيلة وخفيفة»، لتترجم سياقها العاطفي والإنساني، وتبرز روح التضامن والدعم للبنان في مختلف الظروف، في السرّاء والضرّاء.

تلك العبارة تجلّت في الحملة الوطنية «الإمارات معك يا لبنان» التي بدأت منذ الثامن من أكتوبر، وتستمر حتى يوم غد الاثنين، 21 أكتوبر، بإشراف مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، ومشاركة المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية الإماراتية المانحة.

«الإمارات معك يا لبنان».. حملة تنبض بـ«روح زايد» وتضيء مشاعل الأمل

ففي يوم التعبئة في إكسبو الشارقة، وهي فعالية نظمتها مؤسسة القلب الكبير، بالشراكة مع وزارة الخارجية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب اللبناني، تعزّز هذا الالتزام الثابت الذي أرساه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتجسّد عبر جهود أكثر من 3000 متطوع، هرعوا، منذ ساعات الأولى، إلى تجهيز حزم إغاثية للأسر المتضررة في لبنان جرّاء الحرب الإسرائيلية، ناهزت الـ250 طناً.

وشهدت حملة «الإمارات معك يا لبنان» تفاعلاً واسعاً من جميع الجنسيات المقيمة في الدولة، حيث جمعت تحت مظلتها، إلى جانب الإماراتيين الذين توافدوا بأعداد كبيرة من كبيرهم إلى صغيرهم، الكثير من جنسيات الدولة التي اعتبرت نفسها جزءاً لا يتجزأ من هذه المبادرة، و عبرّت عمّا يحمله أفرادها في قلوبهم من مشاعر الحب والاحترام للبنان.

نوال علي دوّنت رسالتها للبنان
نوال علي دوّنت رسالتها للبنان

حكايات أملٍ وصمود رسمها الأطفال بالدرجة الأولى، حيث شاركوا على الصعيد الميداني في تعبئة المساعدات الغذائية، والحزم الإغاثية بكل حماسة ونشاط، وعلى مستوى التعبير عن عواطفهم بكتابة عبارات التضامن مع بلد شقيق تأكله نار الحرب.

كتبت نوال علي: «من يملك وطناً مثلك يا لبنان، يملك كنزاً لا تضاهيه دُرر العالم، وإن اجتمعت». وتعرب نوال (9 سنوات)، وهي طالبة حائزة على جائزة الشارقة للتميز التربوي، وسفيرة أمان في شرطة دبي، عن مشاعر الحب والسعادة بكونها شاركت في الحملة الإماراتية لإغاثة الأشقاء اللبنانيين: «شاركت في تنظيم صناديق المواد الغذائية منذ الصباح الباكر، وأنا سعيدة جداً بما قمت به، وآمل عودة الأمان إلى ربوع بلدهم»، معربة عن إلمامها بالمذاقات اللبنانية، من التبولة وغيرها، بحكم «إن زوجة خالي لبنانية».

«الإمارات معك يا لبنان».. حملة تنبض بـ«روح زايد» وتضيء مشاعل الأمل

يتحدث عبدالعزيز حمدان البلوشي، طفل إماراتي يبلغ من العمر 9 سنوات، عن تطوّعه لمساعدة لبنان: «أنا جد مستأنس لمشاركتي في حملة «الإمارات معك يا لبنان»، وقمت بالمشاركة في توضيب صناديق المساعدات لتصل إلى الشعب اللبناني».

سارة نوفل قدِمت للمشاركة في الحملة وهي ترتدي الثوب الفلسطيني، تعرب عن المعاناة المزدوجة بين غزة ولبنان، تقول: «جئت لأساعد لبنان، وأعرب عن تعاطفي مع هذا البلد وكفلسطينية، أشعر بمعاناة الشعب، وأتمنى أن تزول هذه المحنة قريباً».

آدم أحمد يحيى (8 سنوات)، متحمس جداً للمشاركة وهو يحمل «كراتين» المساعدات، ويصرّ على العمل دون كلل، أو ملل. يقول: «أنا مصري، وأحب لبنان، ومصر دوماً تقف إلى جانب لبنان والدول العربية»، مؤكداً أن تطوعه هو تعبير عن حبه للبنان.

«الإمارات معك يا لبنان».. حملة تنبض بـ«روح زايد» وتضيء مشاعل الأمل

إلى لبنان.. نحبك من القلب

في زاوية أخرى، انكبّ الأطفال على كتابة رسائل الحب. رسمت غميلة موقّعة باسم «ابنتكم غميلة» إلى الشعب اللبناني: خريطة لبنان، وفي منتصفها صورة طفلة تكاد تمثلها، وكتبت: «قصف، آلام، حزن»، ودوّنت «إلى لبنان، نحبك من القلب».

لا تفرغ جعبة الصغار من رسائل الحب، ولا الكبار الذين كانوا يسابقون الوقت لترتيب المساعدات من الطرود الغذائية، والمستلزمات الإيوائية، من أغطية تواكب فصل الشتاء، ومتطوعين من كل الجنسيات قبضوا على مكامن الألم والمعاناة، وجاؤوا ليفرغوا بعض محبتهم في صناديق ومساعدات غذائية وإنسانية تلبّي احتياجات النازحين من الشعب اللبناني.

«الإمارات معك يا لبنان».. حملة تنبض بـ«روح زايد» وتضيء مشاعل الأمل

تقول رحاب أبو إبراهيم، لبنانية: «تلمّست معالم المحبّة عند متطوعين قدموا لمساعدة شعبنا في لبنان في أزمته الراهنة. إحساس رائع أن تجد كل تلك الحشود تهبّ لمساعدة لبنان، والشكر الأكبر موجّه لدولة الإمارات المعطاءة والمقدامة التي تهبّ دوماً لمساعدة أشقائها في كل مكان».

وتعلّق ابنتها تاتيانا زيتوني على مشاركتها باعتبارها «واجباً عليّ كلبنانية أن أقوم بواجبي تجاه وطني، ولو عبر ترتيب حزم إغاثية. كل ما آمله اليوم أن يعود لبنان إلى سابق بهائه وطّلته».

«الإمارات معك يا لبنان».. حملة تنبض بـ«روح زايد» وتضيء مشاعل الأمل

تشارك إنجي علي، لبنانية، في الحملة للمرة الثانية منذ انطلاقتها: «هذا الدور التطوعي هو المنفذ الوحيد لمساعدة بلدي في ظل هذه الظروف الصعبة، وأشكر دولة الإمارات على وقوفها إلى جانب شعبي، مع أمنيتي أن تنتهي الأزمة في أقرب وقت».

بدورها، تجد الدكتورة باسمة العمري، أكاديمية وباحثة سورية، في أجواء الحملة ترانيم عطاء. وتعبّر عن امتنانها لكل هذا الحراك التطوعي، وبالأخص الأطفال الذين عبّروا برسوماتهم وعباراتهم عن حبهم للبنان، وشعبه، معتبرة أن تلك المحطة هي من محطات العطاء التي لا تنضب على مدى سنوات في دولة الإمارات التي تستمر بمدّ يد العون للدول العربية».

«الإمارات معك يا لبنان».. حملة تنبض بـ«روح زايد» وتضيء مشاعل الأمل

أبدع المشاركون من جنسيات مختلفة في تقديم أفكارهم ومشاعرهم تجاه لبنان، إذ تحول المشهد الإنساني إلى لوحات فنية تروي حكايات أمل وصمود، وتترجم الكلمات نبض حياة جديدة.

يصف سفير الجمهورية اللبنانية فؤاد شهاب دندن، المبادرة بأنها «تكبّر القلب»، في إشارة إلى حجم المحبة التي تجلّت عبر حملة «الإمارات معك يا لبنان»، لافتاً إلى أن «إكسبو الشارقة» هو المركز الثالث الذي يواكب الحملة الإغاثية للبنان، ومثنياً على تضامن الشعب الإماراتي مع الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة.

ويقول:«ما نرصده من حراك على مستوى إمارات الدولة، بدءاً بأبوظبي ودبي والشارقة، وغيرها من الإمارات، يطلّ بنا على مساحة من التفاؤل بالمستقبل لأن حكام الإمارات لم يتوانوا عن فتح جسر جوي بين الإمارات ولبنان، خلال الأزمة الراهنة، ودولة الإمارات، على مر السنين، وقفت وساندت الشعب اللبناني في كل محطاته الصعبة».

«الإمارات معك يا لبنان».. حملة تنبض بـ«روح زايد» وتضيء مشاعل الأمل

وتشارك جمعية الشارقة الخيرية في حملة «الإمارات معك يا لبنان» كإحدى الجمعيات الخيرية المانحة. وفي هذا السياق، يؤكد عبد الله بن خادم المدير التنفيذي للجمعية، أن حملة «الإمارات معك يا لبنان» تعبّر عن القيم والثوابت التي تأسست عليها دولة الإمارات، حيث إن هويتها الإنسانية وضعتها في مقدمة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية..

إلا أن هذه الحملة تذهب إلى أهداف أكثر بعداً من حيث تقديم الإغاثة بشكل حضاري، مجسدة قيم العطاء التي رسّخها زايد الخير، وبتوجيهات من قائد سفينة الوطن، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث نتشارك جميعاً، مواطنين ومقيمين، في مؤازرة المتضررين لدعم الإنسانية المجردة من أية اعتبارات سياسية، أو عقائدية».

ويتوقف بن خادم عند حجم المساعدات إذ «نجحت حملة الإغاثة الوطنية «الإمارات معك يا لبنان»، في جمع 250 طناً من المساعدات الإغاثية في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة أكثر من 3000 متطوع من مختلف فئات وأفراد مجتمع دولة الإمارات».

الشيخ سالم القاسمي مع السفير اللبناني في الإمارات خلال الحملة
الشيخ سالم القاسمي مع السفير اللبناني في الإمارات خلال الحملة

وكان مركز إكسبو الشارقة شهد مشاركة مجتمعية واسعة يتقدمها الشيخ سالم بن عبد الرحمن بن سالم القاسمي، رئيس مكتب صاحب السمو الحاكم في إمارة الشارقة، استمراراً لدعم الأشقاء اللبنانيين في ظل الأزمة الحالية الطارئة، والظروف الحرجة، وشارك في أنشطة الحملة الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، والذي أكد أن الدعم الإنساني والإغاثي في دولة الإمارات نهج ثابت، في حين أشادت مريم الحمادي، مدير عام مؤسسة القلب الكبير، بالتجاوب المجتمعي المعهود الذي أصبح عنواناً بارزاً لهذه الحملة الوطنية منذ انطلاقها مطلع شهر أكتوبر الجاري.

«الإمارات معك يا لبنان».. حملة تنبض بـ«روح زايد» وتضيء مشاعل الأمل

مسيرة زايد تستكملها الأجيال

ويبقى القول إن حملة «الإمارات معك يا لبنان» تعتبر استمراراً لهذه الرؤية الإنسانية التي بدأها الشيخ زايد، حيث مشاعر التعاطف والتضامن مع الشعب اللبناني تجاوزت الحدود. فلم تكن مجرد حملة إغاثية فقط، بل رسّخت لهذه المسيرة الإنسانية الممتدّة التي تعكس روح الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، الذي كان يردد قائلاً إنّ «المساندة ليست في الأوقات السهلة فقط، بل في كل ثقيلة وخفيفة».

* تصوير: السيد رمضان