نورة الجسمي نجمة غلاف "كل الأسرة" لشهر نوفمبر
تؤمن صاحبة لقب ملكة جمال الأرض في الإمارات، نورة الجسمي، بأن الجمال الحقيقي يتجاوز الشكل الخارجي، وهو مرتبط بما يقدمه الإنسان للكوكب الذي يعيش فيه من أجل الأجيال القادمة، الأمر الذي دفعها إلى المشاركة في «مسابقة ملكة جمال الأرض» لتتمكن من إيصال رسالتها كمدافعة عن البيئة، وتحفز الآخرين على اتخاذ خطوات جادة نحو الحفاظ على الأرض.
حاورت زميلتنا هويدا عثمان نورة الجسمي كـأول فتاة إماراتية تشارك في «مسابقة ملكة جمال الأرض»، لتتحدث عن الأسباب التي دفعتها للتفكير في المشاركة ورسالتها التي ترغب في إيصالها إلى العالم:
في البداية سألناها عن الأسباب التي دفعتك إلى المشاركة في مسابقة ملكة جمال الأرض، فأجابت «تكمن أهمية هذه المسابقة بالنسبة لي في أنها تجمع بين الاهتمام بالجمال والوعي البيئي. فهي ليست مجرّد منافسة، بل رسالة بأن مسؤوليتنا تجاه البيئة تبدأ من كل فرد في المجتمع، فمن خلال هذه المسابقة أستطيع أن أظهر للعالم أن الجمال يكمن في أفعالنا، وتأثيرنا الإيجابي في الكوكب، وأن كل واحد منّا يمكن أن يكون سفيراً للتغيير المستدام، فهذه المسابقة تمثلني لأنها تعكس ما أؤمن به، وتسمح لي باستخدام صوتي لتعزيز التوعية البيئية، والمساهمة في خلق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
وبشكل عام، هذه المسابقة تُعد منصة توعوية تُسهم في تسليط الضوء على قضايا بيئية حيوية، وتشجع على اتخاذ خطوات إيجابية نحو مجتمع مستدام. ومن خلال مشاركتي، أودّ أن أُظهر أن المسابقة تجمع بين الجمال الخارجي، والعمل المجتمعي الهادف».
تقول نورة الجسمي أنها شعرت بمسؤولية كونها أوّل إماراتية تشارك في المسابقة، وأوضحت الأسباب التي جعلتها فخورة بتحمل مثل هذه المسؤولية «أشعر بمسؤولية كبيرة لا تقتصر على تمثيل نفسي فقط، بل أيضاً تمثيل بلدي وثقافتي أمام العالم، وأن أكون صوتاً يعكس قيم الإمارات في ما يتعلق بالاستدامة، وحماية البيئة، وهي قيم متأصّلة في تاريخنا وتراثنا، فأنا أريد أن أُلهم الأجيال الجديدة من الشابات في بلدي، وفي المنطقة العربية بشكل عام، وأريد أن أظهر أن المرأة الإماراتية قادرة على القيادة في المجالات البيئية، والتنموية، وأنها تستطيع أن تكون جزءاً من الحلول العالمية لمواجهة التحدّيات البيئية.
ومن ناحية المظهر، أتحمّل مسؤولية تمثيل الجمال، الإماراتي والعربي، بطريقة تعكس احترام تقاليدنا وثقافتنا، وفي الوقت نفسه تظهر القوّة، والثقة التي تتمتع بها المرأة الإماراتية، وقدرتها على المزج بين الأناقة والحِشمة، وأن مفهوم الجمال لديها ينبع من الثقة بالنفس، واحترام الهوية، والقدرة على التأثير بإيجابية».
كما شرحت لنا كيف كانت التجربة بداية من التحضيرات ما قبل المسابقة «تجربتي في التحضير للمسابقة كانت حماسية بشكل كبير، لأنها تمثل شغفي، وحلمي الذي كنت أسعى لتحقيقه منذ فترة، فقد كانت فرصة غير متوقعة، ولكنها جاءت في وقت مثالي، ما زاد من حماسي لتقديم أفضل ما لدَي. أحب هذه التجارب لأنها تتيح لي الفرصة لتطوير نفسي، والتواصل مع أشخاص يشاركونني نفس الرؤية والشغف تجاه البيئة».
مسابقة ملكة جمال الأرض ليست مجرد عرض للجمال، فالجمال شيء موجود في كل شخص
وكشفت لنا عن التحديات التي واجهتها لخوض هذه المسابقة، العملية منها والشخصية «على الرغم من الحماس، واجهت بعض التحدّيات، وأهمّها كان التوفيق بين وقتي في العمل، والتدريبات المكثفة للمسابقة. كنت أضطر أحياناً إلى التدرّب وأنا أحمل «اللابتوب» معي، وأعمل في الوقت نفسه. كان ذلك مرهقاً، ولكنه كان تحدّياً ممتعاً لأنني كنت مصممة على تحقيق التوازن بين الاثنين. أما عن التحديات الشخصية، فقد واجهت أيضاً نظرة خاطئة لدى البعض عن مسابقات الجمال، حيث يُعتقد، أحياناً، أنها تهدف إلى جذب الانتباه، والتركيز على المظهر الخارجي فقط، من دون أيّ رسالة أعمق. لكن بالنسبة لي، هذا الفهم القاصر كان دافعاً لأثبت للجميع أن مسابقة ملكة جمال الأرض ليست مجرد عرض للجمال، فالجمال شيء موجود في كل شخص».
تشعر نورة الجسمي بالامتنان لكل من ساعدها ووقف إلى جنبها في سبيل تحقيق حلمها، سواء في مكان عملها أو بين عائلتها، وأضافت «أشعر بامتنان كبير لشركتي التي دعمتني خلال هذه المرحلة، حيث تفهموا أهمية هذه الفرصة بالنسبة لي، وساعدوني على تحقيق هذا الحلم من خلال مرونة العمل، ودعمهم لي في الجمع بين مسيرتي المهنية، وشغفي البيئي.
ولكن أمّي تأتي في المقدمة، فهي قدوتي، وقد علّمتني معنى الصبر، والإصرار، والقوة. ومن خلال تفانيها ورعايتها لي، أدركت كيف يمكن للمرأة أن تكون مصدراً للتأثير الإيجابي، وأن تغيّر حياة من حولها».
اختارت نورة العمل في قطاع الطيران، وأكدت أن هذا كان هدفها منذ البداية رغم أنه حاد قليلا عن مساره الأصلي بسبب بعض الظروف «كان لديّ هدف كبير للالتحاق بكلية الطيران العسكرية، لكن واجهت بعض الظروف التي حالت دون ذلك. لذا، قرّرت الالتحاق بجامعة أبوظبي لدراسة علوم الطيران، على الرغم من أنني لم أتخرج بعد، بسبب العمل الذي يتطلب مني 12 ساعة يومياً. ولكنني أطمح في المستقبل إلى تحويل مجال عملي إلى القطاع البيئي».
ولمناسبة حوار 'كل الأسرة' معها، ولإلقاء الضوء على شغفها وطموحاتها والأهداف التي من أجلها شاركت في المسابقة، رغبت نورة الجسمي في إيصال هذه الرسالة إلى العالم «من خلال هذا المنبر، أريد أن أوصل رسالة بسيطة، لكن قويّة: إن كل شخص منّا لديه دور مهم في حماية كوكبنا، والحفاظ على بيئتنا. لا يتطلب الأمر أن نكون قادة عالميين، أو علماء بيئة كباراً، لنحدث فرقاً. القرارات البسيطة في حياتنا اليومية، مثل تقليل استخدام البلاستيك، والحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم الممارسات المستدامة، يمكن أن تُسهم بشكل كبير في تحسين البيئة، وليس علينا انتظار الآخرين للقيام بذلك، بل يجب أن نبدأ بأنفسنا».
أما عن القضايا البيئية التي تهتم بها، فبينت «أركّز بشكل خاص على قضية تلوّث الهواء، وتغيّر المناخ، لأنهما يشكّلان تهديداً حقيقياً لصحة البشر، وللنظم البيئية. أرى أن تحسين جودة الهواء خطوة أساسية لحماية صحتنا، وبيئتنا. وأسعى لمشاركة المعرفة حول كيفية تقليل انبعاثات الكربون، والاهتمام بالطاقة المتجدّدة، حيث يمكن أن تُسهم هذه الإجراءات في الحفاظ على الكوكب للأجيال القادمة، كما أسعى لتعزيز الوعي البيئي وتقديم حلول مستدامة. ومن خلال مبادرات مثل زراعة الأشجار وتشجيع رواد المستقبل، وتوعيتهم بذلك، أؤمن بأنه يمكننا جميعاً العمل معاً، من أجل مستقبل أفضل».
وفي مسار آخر من حوارنا معها، أفصحت نورة الجسمي عن اهتماماتها وهواياتها خارج مجال الجمال والموضة «أستمتع بركوب الخيل، والبحث في مجالات مختلفة، بخاصة تلك المتعلقة بالاستدامة. أجد أن القراءة توسع آفاقي، وتمنحني أفكاراً جديدة حول كيفية تحسين العالم من حولي، أحب السفر، واستكشاف ثقافات جديدة، ما يفتح أمامي آفاقاً جديدة، ويعزز فهمي في مختلف القضايا. السفر يساعدني على التعرف إلى الثقافات، ويساعدني على تعلّم كيفية تعامل البلدان المختلفة مع القضايا البيئية، ما يُلهمني تطوير أفكاري الخاصة. إضافة إلى ذلك، أمارس الرياضة بانتظام، حيث أعتبر أن الحفاظ على اللياقة البدنية جزء من الاستعداد الجيد لتحقيق الأهداف».
بعد فوزها بالمسابقة ، علاوة على عملها واهتماماتها، نجحت نورة في الموازنة بين حياتها الشخصية ومسؤولياتها كملكة جمال، فكيف تفعل ذلك «أوازن وقتي من خلال إدارة الوقت، فهو المفتاح وكلمة السر بالنسبة لي. أحرص على تخصيص وقت للتدريب والالتزامات الشخصية. وأستخدم تقنيات التنظيم، مثل القوائم والتقويمات، لضمان أن أكون منتجة. والدعم الكبير الذي أتلقاه من عائلتي وزملائي يساعدني على المضي قدماً. أحاول أن أجد وقتاً للاسترخاء، لأن العناية بالصحة النفسية مهمة جداً في تحقيق التوازن. وأستمتع بكل لحظة في هذه الرحلة، وأعمل على تحقيق التوازن بين كل جوانب حياتي، ما يجعلني أكثر قدرة على تحقيق الأهداف والطموحات».
من الطبيعي أن يكون لنورة الجسمي طموحاتها المستقبلية التي تحمل الكثير من الأهداف والإنجازات التي تسعى لبلوغها، وهذا ما حدثتنا عنه «بعد انتهاء فترة ولايتي كملكة جمال، أطمح إلى الاستمرار في العمل في مجال الاستدامة والبيئة، وربما تأسيس مبادرات تعليمية تستهدف الشباب لنشر الوعي حول أهمية الاستدامة. أرغب أيضاً في المشاركة في مشاريع أكبر على المستوى الدولي، لدعم سياسات بيئية قوية، والعمل على تحسين جودة الحياة للناس حول العالم. أؤمن بأنني يمكنني استخدام ما تعلّمته خلال هذه الفترة لترك أثر إيجابي».
وأخيرا، قدمت نورة الجسمي بعض النصائح إلى الشابات رغبة منها في تشجيعهن على السير في طريق تحقيق أحلامهن وطموحاتهن «نصائحي لهن أن يؤمنّ بأنفسهنّ وبقدراتهن. الحياة مملوءة بالتحدّيات، ولكن بالإرادة والتصميم يمكن تجاوز أيّ عقبة. وأن يحرصن على متابعة شغفهنّ، واكتساب المهارات اللازمة لتحقيق أحلامهن. لا يخَفن من الفشل، فكل تجربة تُعلمهنّ شيئاً جديداً».