19 أبريل 2023

لهذه الأسباب.. مراهقون يرفضون أهاليهم ويتمردون على واقعهم

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

لهذه الأسباب.. مراهقون يرفضون أهاليهم ويتمردون على واقعهم

لا تكون مرحلة المراهقة سهلة للأهل والمراهق نفسه، حيث قد تتوسع الفجوة بين الطرفين أو قد يصل كل منهما إلى حوار بناء يرمم بعض المشكلات.

أبرز المشكلات تتجلى في الصورة الذاتية للأبوين عند المراهق، حيث البعض قد يرفض واقع أهله المادي أو الاجتماعي أو حتى العلمي، لكونه لا يتناسب مع البيئة المحيطة به، وبالأخص عند مقارنته مع واقع أسر أصدقائه أو معارفه.

بيد أن لكل مشكلة حلاً، وما نجده صعباً تجده الدكتورة هاجر مرعي، خبيرة العلاقات الأسرية واستشاري الصحة النفسية، سهلاً، حيث تؤكد أن «المراهقة هي المرحلة المثيرة للجدل، لكنها أبسط بكثير في التعامل مما نتخيل، لكن علينا أولاً أن نرصد الأسباب والضغوط التي يتعرض لها المراهق وتسبب بتغير سلوكه وأفكاره».

مقارنة الوضع الاقتصادي والمشاحنات الكثيرة داخل الأسرة ومهن الآباء المتواضعة أسباب رفض بعض المراهقين لأهاليهم

أسباب رفض المراهق لواقع عائلته

من ضمن القضايا المهمة في حياة المراهق هي شعوره بالعزلة ورفضه للأسرة بـ «شكل عكسي».

توضح د. مرعي «قد يشعر المراهق أنه مرفوض في بعض الأحيان، ولكن على الجانب الآخر يرفض المراهق الأهل، وسواء كان ذكراً أو أنثى، فإن هذا الرفض يتسم بالقوة نفسها ويعود لأسباب عدة أهمها:

  • المقارنة مع أسر أخرى: ومنها مقارنة المراهق وضع أسرته الاقتصادي مع أسر أخرى كأن يكون صديقه ذا مستوى مادي أفضل، حيث يبدأ يشعر أن الأهل مقصرون في حقه وأنهم أضاعوا عليه فرصة العيش برفاهية، فيتعامل معهم بكراهية ورفض كونه يصور له أن أهله لا يمتلكون الطموح الذي يجعله يعيش بمستوى جيد.
  • الرفض المهني: بعض المراهقين قد يرفضون مهنة الأب أو الأم، منها بعض المهن البسيطة أو المهن التي يتعامل معها المجتمع درجةً ثانية.
  • مشكلات الأسرة: يعايش المراهق حالات غضب شديدة وتتسم أسرته بكثرة المشاكل ويرصد فيها حالات عنف جسدي ويقارن مع أسر أخرى تتسم بالاستقرار، ما يقوده إلى رفض الأهل ويكون الغضب شديداً تجاههم. مثال ذلك ابنة تبلغ من العمر 28 عاماً ولا تتواصل مع أهلها منذ نحو ست سنوات عند خوضها ميدان العمل كونها ترى أن مستوى أهلها الاجتماعي متواضع والسبب، كما تصوره، هو عدم وجود طموح لدى والديها، ووصلت لدرجة ترغب ألاّ يعرف أحد أي معلومات عن أهلها، وفي الوقت نفسه تعاني ضغطاً نفسياً، لأنها تفتقد وجود أسرة، وهذا التناقض أفرز لديها مشكلات نفسية.
  • انعدام الثقة بالأب والأم: يكون السبب خوف الأب والأم من المواجهة وكذبهما أمام الأبناء بهدف تيسير الأمور، والمثال قول أحد المراهقين «جدي وجدتي يتدخلان في حياتنا بشكل كبير ويتخذان الكثير من القرارات سواء قضاء العطلة الصيفية أو شراء مستلزمات معينة وغيرها دون أن يقوم أهلي بالمواجهة ولا يقولان الحقيقة، بحيث إنهما يكذبان ولا يعالجان الأمور الشائكة». فهذا المراهق يأمل العيش في منزل يستند إلى «تحديد الأدوار» ويكون لكل فرد دوره، كون محاولة تيسير الأمور بالكذب يقوده إلى فقدان الثقة، وبالتالي يستخدم نفس السلاح بأن يكذب على أهله على الرغم من رفضه لتصرفاتهما.
  • التنبه للصورة الذاتية للأهل عند المراهق: بما تعنيه الصورة الذاتية من أمانٍ نفسي، صحي ومادي وأسري وغيره ومن ثقة واحتواء وعناية، حيث يرى المراهق الأبوين شخصية يمكن الاعتماد عليها وتقبل النصيحة منها وإبداء الصراحة معها واكتساب ما يضيف لشخصيته.
  • علاقة الأبوين بالأخوة تنعكس على علاقة الأبناء بين بعضهم بعضاً: إذ يعتبر الأخ قدوة أو عدواً، وفي بعض الأحيان قد تتم مقارنته مع أخيه، ما يجعله تائهاً بين أن يكون هو نفسه أو نسخة عن أخيه، وهذه من الأمور التي تقوده إلى رفض الأهل في بعض الأحيان.

لهذه الأسباب.. مراهقون يرفضون أهاليهم ويتمردون على واقعهم

خطوات التعامل مع مشكلة رفض المراهق لأسرته

لعلاج رفض المراهق لأسرته، لا بد من خطوات وآليات تضع المشكلة على طاولة التشريح وتضع الحلول:

  • الخطوة الأولى: ملاحظة الرفض من قبل الأسرة، حيث بعض الأسر تبرر عدم التواصل مع المراهق بكونه صموتاً أو شخصيته ضعيفة ولا قدرة له على المواجهة.
  • إقامة حوار هادئ لمعرفة مكامن الرفض: علينا التنبه من ملامح هذه المرحلة، لما تتسم به من حيرة وعدم قدرة على اتخاذ القرار، ما يجعله متأرجحاً في قراراته ومشاعره.
  • تفادي الأهل اتهام المراهق أنه غير ناضج أو بانعدام شخصيته: توجب على الأهل وضع نقاط للتعامل منها مدح الإيجابيات والتعليق عليها، البعد عن التهديد بالانسحاب عند حدوث مشكلات، طمأنة المراهق بوضع خطط طويلة المدى سوياً، تحسين علاقته بإخوته والعمل على طلب المشورة منه في بعض الأمور.
  • تحفيز المراهق للنجاح: يمكن توجيهه إلى بناء كيانه وعدم الوقوف عند حدود أسرته أو واقعها وقدرته على تحسين هذا الواقع سواء الاقتصادي، التعليمي وحتى الاجتماعي.
  • إدراك الأم والأب أن المراهق يجد صعوبة في التعبير عن المشاعر والأفكار في أوقات كثيرة: لذا، من واجبهما إعطاء فرصة لإبداء رأيه دون سخرية أو تنمر أسري، وتجنب لومه أمام الآخرين وهي سلوكيات قد تؤدي بالمراهق إلى تعزيز رفضه للأهل- تفكير الأهل باحتياجات المراهق: مثلاً، مصروفاته تكون نتاج حوار بين الأم والأب في غيابه حتى لا يشعر بأنه يشكل عبئاً عليهما أو عقبة في حياتهما.

 

مقالات ذات صلة